هل أحبط حلفاء طهران خطةً لتصفية نصرالله وقادة الفصائل الموالية لها؟
«محور الممانعة» وإسرائيل يحافظان على تأهبهما تحسباً لهجوم
كشف مصدر مقرب من قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» اللواء إسماعيل قآني، أن حزب الله اللبناني تمكّن، الأسبوع الماضي، من كشف عملية واسعة، كانت إسرائيل قد جهزتها لاغتيال أمينه العام حسن نصرالله، وعدد كبير من زعماء الفصائل الموالية لإيران في سورية والعراق وفلسطين.وقال المصدر لـ «الجريدة»، إن نصرالله أبلغ قآني هذه المعلومات خلال لقائهما في بيروت، كما أطلعه على تقديرات الحزب بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد يلجأ إلى ما يسميه «الخطة باء»، التي تنص على أن تقوم إسرائيل بنفسها بشن ضربة ضد المنشآت النووية والصاروخية الإيرانية ومقرات لحلفاء إيران بالمنطقة، قبل خروج الرئيس الأميركي دونالد ترامب من البيت الأبيض في 20 يناير المقبل، إذا حالت التعقيدات السياسية والعسكرية دون أن تقوم واشنطن بها. وأشار إلى أن نصرالله يعتقد أن هدف إسرائيل من هذه العملية إثارة اضطرابات، أو حتى إشعال فتيل حرب في المنطقة قبل تسلُّم الرئيس الأميركي المنتخب بايدن السلطة؛ لعرقلة أي اندفاعة تفاوضية بين الإدراة الأميركية المقبلة مع طهران.
وذكر أن قآني عاد إلى طهران من جولة شملت العراق وسورية ولبنان، والتقى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، وأبلغه أن حلفاء إيران متفقون على أنه إذا كان هناك خطر ضربة عسكرية تستهدف «محور المقاومة» فإنه لن يأتي من الولايات المتحدة بل من إسرائيل.وأوضح أن القيادي العسكري الإيراني أبلغ خامنئي معلومات استخباراتية تفيد بأن واشنطن سلّمت لإسرائيل 500 قنبلة خارقة للترسانات تستطيع النفاذ إلى عمق 50 متراً في الأرض قبل الانفجار، مما يسمح لإسرائيل أن تستهدف العديد من المواقع النووية والعسكرية الإيرانية، وأنه إذا ما استطاع نتنياهو إقناع السعودية بفتح أجوائها للطائرات الإسرائيلية فسيكون من الصعب جداً، إذا لم نقل من المستحيل، على طهران تجنب الهجوم الإسرائيلي. في سياق متصل، اعتبر قائد الحرس الثوري اللواء حسين سلامي، في كلمة ألقاها أمس بمناسبة ذكرى تأسيس قوات «الباسيج»، أن شن هجوم عسكري على إيران لم يعد خياراً على طاولة واشنطن؛ لأنها يئست من إمكانية نجاحه، مضيفاً أن «حرب أميركا ضدنا هي حرب نفسية اقتصادية تستهدف مبادئ الإيرانيين وعقولهم».إلى ذلك، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، بمقتل 8 مقاتلين موالين لإيران، جراء قصف إسرائيلي جديد لمواقع عسكرية في سورية ليل الثلاثاء- الأربعاء. وقال المرصد إن الضربات استهدفت مركزاً ومخزن أسلحة تابعين للقوات الإيرانية وحزب الله اللبناني بمنطقة جبل المانع في ريف دمشق الجنوبي، كما أصابت مركزاً لمجموعة «المقاومة السورية لتحرير الجولان» بالقنيطرة (جنوب) عند الحدود السورية مع الجولان المحتل.وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أوردت، نقلاً عن مصدر عسكري، أن «العدو الصهيوني قام بتوجيه ضربة جوية من اتجاه الجولان السوري المحتل باتجاه جنوب دمشق، واقتصرت الخسائر على الماديات». ولم يصدر أي تبنٍّ إسرائيلي لهذه الضربات. وقُتِل السبت الماضي 14 مسلحاً موالياً لإيران، معظمهم عراقيون، في غارة بشرق سورية لم تتبنها إسرائيل، على عكس غارة وقعت قبل أسبوع عندما أعلنت أنها قصفت «أهدافاً عسكرية لفيلق القدس وللجيش السوري» رداً على زرع عبوات ناسفة على طول الحدود الشمالية. وكانت مصادر قالت لـ «الجريدة»، إن سورية باتت الساحة الوحيدة لأي عمل عكسري أميركي أو إسرائيلي محتمل ضد إيران، بعد تراجع الرئيس ترامب عن فكرة شن ضربة عسكرية على مواقع نووية إيرانية، وكذلك عودة التهدئة مبدئياً إلى العراق عقب ليلة صاروخية استهدفت فيها السفارة الأميركية بصواريخ للمرة الأولى منذ أسابيع. إلى ذلك، نشر موقع «اكسيوس» الأميركي أمس، تقريراً كتبه باراك رافيد المتخصص في أخبار السبق الصحافي، نقل فيه عن مسؤولين إسرائيليين قولهم، إنه تم توجيه وزارة الدفاع للتأهب لاحتمال توجيه ترامب ضربة ضد إيران، وأن تقوم الأخيرة بالرد باستهداف إسرائيل من سورية ولبنان وغزة. ولفت التقرير إلى أن الحكومة أعطت توجيهاتها، ليس بناءً على معلومات استخبارية، بل لأن المرحلة حتى 20 بناير تبقى حساسة جداً.