شوشرة: رشوة إصلاحية
الحديث إصلاحي، والشعارات التي يهتف بها رنانة، وانتقاد الواقع المؤلم، والصراخ على قدر الألم إثر الفساد، وغيرها من البلاوي التي لا تعد ولا تحصى، هذه هي بوابة العديد من أبطال الورق الذين يتحدثون عن مقترحات شعبية وإطلاق مشاريع تنموية وغيرها، وفي الوقت نفسه يقدمون الهدايا والعطايا والهبات لكسب الأصوات كجزء من مخططهم لحلحلة مشاكل الناخبين وتفكيك الاكتئاب الذي سلب قلوبهم وعقولهم، أو كتكتيك آخر للوصول إلى قبة البرلمان.لا نعلم ماهية أدوات الإصلاح التي يرددونها في حملاتهم، والتي سرعان ما تتغير حسب سماتهم وتجاربهم السابقة والذين كانت حناجرهم تعلو على المايكات، أما في قبة البرلمان فأصبحوا حمام سلام سرعان ما تساقط ريشه، ليقعوا وينكشفوا في أول اختبار.إن بعض المرشحين الذين بلوروا أطروحات لا تتناسب مع كيانهم وشخصياتهم وحقيقتهم قد يحالفهم الحظ في وجود المطبلين والمنافقين والمتجاهلين لمصلحة البلاد، أو الذين يخضعون لاعتبارات أخرى تلزمهم بالخنوع والتدليس والمماطلة في آرائهم، ولكن يبقى الأحرار بدورهم المشرف في تعديل المسار من الناخبين المخلصين الذين لا تهمهم المجاملات والمعاملات ولا يخضعون للابتزازات والإغراءات ولا يسعون إلى مناصب أو تعيينات.
على هؤلاء الأحرار تنعقد الآمال خلال المرحلة الحالية، خصوصا أنها مفصلية والمجلس القادم يحمل معه العديد من الملفات المهمة التي تبدأ بإعادة هيكلة اقتصادنا الذي عانى المرار لسنوات، وتنميتنا التي شهدت الويلات، فضلا عن ملفات أخرى يفترض أنها تعالج العديد من مشاكلنا بعيدا عن مصالح البعض وافتراءاتهم، وتشويههم للحقائق في كل مرة، وسعيهم لتشتيت الشارع والتضليل على بعض القضايا المهمة والهادفة.أصبح اعتماد البعض على المال السياسي رهانا في كل انتخابات، لأنه يفصل النتيجة بل يحسمها في بعض المناطق، لأن بعض ناخبيها مرتشون وهي صفة تلازمهم في كل انتخابات، ويتم شراؤهم كبلوكات، ولدى بعضهم سماسرة للبيع ويحضرون وقت الاقتراع كقطيع أغنام أمام ابتسامة بعض الراشين أو من يمثلهم.لن نحلم بغد أجمل في ظل وجود ناخبين وناخبات باعوا الوطن قبل أن يبيعوا أنفسهم لأنهم بلا كرامة، ولكن هناك من المخلصين الذين يتصدون لهذه الزمرة الفاسدة، ويكشفونها رغم التغاضي عنها في كل مرة من قبل بعض المختصين.ستنقضي الأيام وستنكشف حقبة يفترض أنها ستكون نافذة للتنفيس عما خلفته المشاكل السابقة من تراكمات تحتاج إلى نفضة شاملة، ولن يتحقق ذلك إلا في حسن الاختيار والاعتراف بأخطاء السابق بسبب من شوهوا المشهد وحولوا الكومبارس إلى أبطال بعد أن قتلوا البطل الحقيقي قبل نهاية الفيلم.