أولاً وأخيراً: لا للتمييز في لقاحات «كورونا»
بدأ العالم يتنفس الصعداء مع إعلان عدد من شركات الأدوية التوصل للقاح يعالج فيروس كورونا الذي ضرب العالم وحصد آلاف الأرواح، ودمر الاقتصاد في أغلب الدول، ورغم وجود مخاوف لدى البعض من استعمال هذا اللقاح بعد الإعلان عن نجاحه في الشفاء بنسب فاقت 90% فإن ظهوره للنور وبدء استخدامه قريباً سيساهم في القضاء على كابوس هذا الوباء الذي يقلق جميع شعوب الكرة الأرضية منذ بداية ظهوره مطلع هذا العام. وكعادتها كانت الكويت سباقة في التعاقد مع الشركات المنتجة للقاح، حيث أعلنت "فايزر" و"بايو إن تيك" إبرام اتفاقية مع وزارة الصحة الكويتية لتزويدها بلقاحات العلاج من فيروس كورونا، وسيتم تسليم اللقاح مع نهاية العام الحالي ومطلع العام المقبل، لتكون الكويت من أولى الدول التي ستقوم بتطعيم مواطنيها بلقاحات كورونا لعلاجهم وحمايتهم من هذا الفيروس القاتل الذي أدى إلى وفاة وإصابة الكثيرين، وأحدث ضرراً كبيراً للاقتصاد الكويتي، وتسبب في خسائر جسيمة للقطاع الخاص والعاملين فيه.
وإذا كنا نتحدث هنا عن بارقة أمل لزوال أزمة كورونا الطاحنة فإن على العالم المتقدم والدول الغنية أن تكون عادلة في توزيع لقاحات كورونا، وأن تضمن وصولها إلى الدول الفقيرة، فالجميع يعاني ويئن من هذا الوباء، ويجب ألا يترك الفقراء لوحدهم، إنما يكون لهم نصيب من اللقاحات، ولكن للأسف حتى الآن لا توجد خطوط عريضة أو استراتيجية دولية للتعاون في توفير لقاح كورونا للدول الأكثر فقراً، والتي يجب أن تحصل على الفرص الكافية في توفير العلاج لمواطنيها وعدم الاكتفاء بتوزيع اللقاح بين الدول المقتدرة مالياً وعلمياً. إن الحق في الحياة والصحة مكفول للجميع دون تمييز، ويجب أن يطبق ذلك على أرض الواقع مع ضرورة التوقيع على وثيقة شرف بهذا الخصوص تحت إشراف منظمة الصحية الدولية، تتضمن عدم احتكار اللقاحات، وأن يكون هناك عدالة في توزيعها على المستوى الدولي، فدول العالم وشعوبها واجهت فيروس كورونا، وعاشت المعاناة واللحظات القاسية لهذا الوباء وبالتالي من حق جميع هذه الدول أن تشارك في الفرحة باللقاحات، وأن تحصل عليها، وأن يكون التعاون والتعاضد شعاراً للجميع لمواجهة تحدي فيروس كورونا المستجد ورفع مستوى الجاهزية للأزمات المستقبلية، وتخفيف أثرها على صحة الإنسان والأعمال والاقتصاد.حفظ الله الكويت وشعبها من كل مكروه.