رحلة تجارية بين دبي وتل أبيب... وجيبوتي تتريث بالتطبيع
• رئيس الإمارات: «اتفاق إبراهيم» يدعم طموحات شعوب المنطقة
• بنيامين نتنياهو يؤجل زيارة للمنامة
بدأت شركة الطيران الإماراتية "فلاي دبي" تسيير رحلات مباشرة لنقل الركاب إلى إسرائيل، بعد تطبيع العلاقات بين البلدين في اتفاق توسطت فيه الولايات المتحدة، بينما اضطر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تأجيل زيارة قريبة للإمارات والبحرين.
بعد شهرين من «اتفاق إبراهيم» لتطبيع العلاقات بين الإمارات وإسرائيل برعاية الولايات المتحدة، أطلقت شركة الطيران «فلاي دبي» الحكومية للرحلات منخفضة التكلفة أمس، أولى رحلاتها المباشرة إلى تل أبيب.وكان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وعدد من الشخصيات في مطار بن غوريون الدولي في استقبال الرحلة التجارية، وعلى متنها اول مجموعة من السياح الإماراتيين الذين لم يضطروا للخضوع للحجر الصحي، لأن إسرائيل تصنف الإمارات منطقة خضراء.
نتنياهو
وقال نتنياهو خلال استقبال المسافرين الاماراتيين: «إنها لحظة تاريخية أن نستقبل أول رحلة تجارية قادمة من الإمارات، لكن ستكون هناك عشرات الرحلات التي ستصل إلى إسرائيل أسبوعيا من الإمارات والبحرين». وأضاف: «نحن نطير فوق السعودية، هذا تغيير مبارك، وأتوقع ان تأخذ دائرة التطبيع بالتوسع، وأستطيع أن أرى دولاً ستنضم الى هذه الدائرة. ما نقوم به اليوم أمر تاريخي، رحلة تجارية أولى من دبي إلى إسرائيل وليست الأخيرة. ستنطلق عشرات الرحلات من كلا الاتجاهين». وتابع: «إسرائيل تتحرك بسرعة قياسية نحو حقبة جديدة ستغيّر منطقة الشرق الاوسط ومستقبل شعوبنا، والحديث ليس فقط على تغيير وضع اسرائيل، انما تغيير وضع الامارات والبحرين أيضا، والاعفاء من التأشيرات سيساهم في انفتاح كبير جدا، للتجارة والاقتصاد والسياحة». وأوضح أن «ما جرى هو بمثابة حلم يتحقق لبلدين متطورين وشعبين يريدان السلام والازدهار والأمن، فعندما نمكّن الناس من الالتقاء فإننا نحقق السلام».وأكد متحدث باسم مطار دبي الدولي، أحد أكبر المطارات في العالم، أن الرحلة استغرقت نحو أربع ساعات.وكانت «فلاي دبي» اعلنت في أكتوبر أنها ستقوم بتسيير 14 رحلة جوية اسبوعية بين دبي وتل أبيب. من جانب آخر، ستقوم شركتا الطيران الإسرائيليتان «العال» و»إسرا إر» بإطلاق رحلات تجارية بين المدينتين الشهر المقبل.وكانت الإمارات وقّعت في سبتمبر اتفاقا برعاية واشنطن لتطبيع العلاقات مع اسرائيل، في أول خطوة من نوعها لدولة خليجية، ثم تلتها البحرين.والإمارات ثالث دولة عربية توقع اتفاق تطبيع للعلاقات مع اسرائيل، والرابعة هي البحرين، بعد الأردن (1994) ومصر (1979).خليفة بن زايد
من ناحيته، أكد رئيس الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، امس أن «اتفاق إبراهيم» يعد رافداً من روافد السلام يدعم طموحات شعوب المنطقة لتحقيق الرخاء والتقدم.ونقلت «وكالة الأنباء الإماراتية» الرسمية ( وام) عن الشيخ خليفة قوله في كلمة وجهها بمناسبة افتتاح دور الانعقاد الثاني للفصل التشريعي الـ 17 للمجلس الوطني الاتحادي: إن «الأهمية الاستراتيجية لمنطقتنا جعلت أمنها واستقرارها جزءاً من الأمن والاستقرار الدوليين». وتابع: «وكان علينا أن نكيف دائما سياستنا مع ما يدعم مرتكزات أمن واستقرار دولتنا ومنطقتنا، على قاعدة الالتزام بمبادئ القانون الدولي، والتعايش السلمي وحل الخلافات بالحوار».اتفاق مائي
وذكرت «وام»، أمس، أن «شركة الظاهرة الزراعية» ومقرها أبوظبي، وقعت اتفاقية شراكة استراتيجية في مجال الأمن المائي مع شركة «ووترجين» الإسرائيلية.وذكرت الوكالة أن «الجانبين اتفقا على إنشاء مركز دائم في أبوظبي لتصنيع وتوزيع مكائن إنتاج المياه الصالحة للشرب والري في المنطقة». وأضافت: «كما تهدف الاتفاقية إلى بناء شراكة استراتيجية بين الجانبين لتوفير الماء من الهواء، وإضافة مصدر متجدد للماء النقي وصالح للاستهلاك البشري والزراعي».البحرين
وغداة اجتماع أول وفد تجاري إسرائيلي بالمنامة، مع وزير التجارة والصناعة والسياحة البحريني زياد الزياني، إضافة إلى رجال أعمال ومصارف في المملكة، استقبل الرئيس الإسرائيلي رؤوفين رفلين، في مقره الرئاسي في القدس الغربية، أمس، وفدا بحرينياً يترأسه، رئيس «مجلس أمناء مركز الملك حمد العالمي للتعايش السلمي»، الشيخ خالد بن خليفة آل خليفة.وكان باراك رافيد المراسل الدبلوماسي بموقعي «والا» العبري و«اكسيوس» الاميركي كشف أن نتنياهو كان يعتزم زيارة البحرين في 1 ديسمبر، والإمارات في 2 ديسمبر.وأضاف رافيد أن الإماراتيين أبلغوا نتنياهو أن التاريخ لن يكون مناسبا لهم، لأنه يصادف اليوم الوطني للبلاد، وطلبوا وصوله في وقت لاحق من الشهر ذاته. وقال إنه بسبب تأجيل زيارة نتنياهو للبحرين، ألغيت أيضا زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي للمنامة.وكان من المفترض أن يصل أشكنازي إلى المنامة الخميس 3 ديسمبر المقبل لحضور مؤتمر الخطاب الأمني.وتابع رافيد أن البحرينيين أوضحوا أن نتنياهو يتوقع أن يزور البلاد، لذا فإن البروتوكول الدبلوماسي يقضي بعدم القيام بزيارات من قبل الوزراء الإسرائيليين قبل ذلك الحين.في غضون ذلك، أعلنت أمس، «وكالة أنباء البحرين» الرسمية (بنا)، أن نتنياهو بعث برسالة تعزية لملك البحرين حمد بن عيسى في وفاة رئيس الوزراء الراحل الشيخ خليفة بن سلمان هذا الشهر.جيببوتي
في سياق متصل، قال رئيس جيببوتي، إسماعيل عمر جيله، إن بلاده لن تقيم علاقات رسمية مع إسرائيل حاليا قبل إحراز تقدم نحو السلام مع الفلسطينيين.وأوضح جيله، خلال مقابلة مع مجلة «ذا افريكا ريبورت» الفرنسية، أن «الظروف ليست ناضجة» للتطبيع.وشدد على أن بلاده «ليس لديها مشكلة مع اليهود أو الشعب الإسرائيلي بشكل عام»، وأشار إلى أن الإسرائيليين يأتون إلى بلاده للقيام بأعمال تجارية، وقد سُمح لمواطني جيبوتي بالسفر إلى إسرائيل على مدار الـ25 عاماً الماضية.