انتخابات 2020 والشعارات... والمرشح ناراين
أخي الأكبر وصديقي أبو عمار دائما ما يتصل بي بعد كل مقال أكتبه يشيد ويقترح، مما شجعني على مواصلة الكتابة في كل موضوع أراه مهماً، وحيث إن الانتخابات التشريعية على الأبواب الأسبوع القادم، فقد لفت نظري إلى الشعارات التي رفعها المرشحون والمرشحات بالشوارع أو عبر أجهزة الإعلام والتواصل الاجتماعي لكسب أصوات الناخبين، وهنا أشير إلى بعض هذه الشعارات التي تعبر عن رأي المرشح أو المرشحة. لاحظت أن الوطن أخذ حيّزاً أكبر من هذه الشعارات، وأورد هنا بعض هذه الشعارات وهي: "نعمل لوطن، لنستعيد الوطن، مستقبل وطن وحقوق مواطن، بكم ستنهض، لنبني وطنا، نحميك يا وطني، على وطني مؤتمن، الكويت للكويتيين فقط، مالنا غير هالوطن، نحميك ونبنيك يا وطني، كي لا يغيب الصوت الوطني، سنعيدها الأولى، تتعثر بس ما تطيح، الدولة المستمرة والتشريع، الكويت تحتاج فزعة، نعمل لهذا البلد، الكويت على العهد باقون، لن نتركها لهم، نعم لتنمية وطن ومواطن، معا لتنمية وطني، لهذا البلد"، فكانت هذه الشعارات تصب في الحفاظ على الوطن كما يراها المرشحون والمرشحات.
الفئة الثانية من الشعارات تتحدث عن الإصلاح ومنها الآتي: "إصلاح جذري حلول مستدامة، أبشركم الإصلاح قادم، إصلاح بيت الأمة، إصلاح واتزان. الفئة الثالثة تتحدث عن التغيير ومنها الآتي: "نعم للتغيير، التغيير قرار، التغيير مسؤوليتنا، نقدر انغير. في الرابعة كلمة التعهد سائدة ومنها الآتي: عهد جديد، عهد والتزام، لن نخذلكم. أما الفئة الخامسة من الشعارات فقد استخدمت القانون والتشريع ومنها الآتي: القانون هيبة العدالة، العدل حياة، شرع الهدي والحق رائدنا وشاهدنا. أما الفئة السادسة فهي رؤية ووعود من المرشحين والمرشحات وطلب الدعم من الناخبين وهي كالآتي: شركاء بالقرار شركاء في التنمية، تمثيلكم أمانة ومسؤولية، نعدكم بتصحيح المسار فأعينوني بقوة، وأمرهم شورى بينهم، وقل اعملوا، رؤية وإنجاز، رؤية واضحة ومبادئ راسخة، وأذود عن حريات الشعب، بكم نبدأ ولكم نستمر بعون الله. هذه بعض العينات من شعارات المرشحين والمرشحات يبدو أن البعض صادق في شعاره والبعض الآخر ربما لا يستطيع الوفاء بالشعار الذي رفعه، ولننتظر حتى يوم إعلان نتائج الانتخابات.
المرشح الهندي ناراين
هذا المرشح قابلته شخصيا، وكان أحد مرشحي المعارضة في الانتخابات الهندية 1977، فعندما كنت في الهند للعمل في أواخر 1976 كانت الهند تعيش حياة سياسية مضطربة شهدت مصادمات بين أحزاب المعارضة والحكومة الهندية التي يقودها حزب المؤتمر برئاسة السيدة أنديرا غاندي بسبب الأحكام العرفية والفساد وتدخل ابن رئيسة الوزراء السيد سانجي غاندي بالشؤون الداخلية، ولم يكن له منصب رسمي والامتعاض من سياسة إخصاء الرجال لتخفيض عدد السكان. كان أحد مرشحي المعارضة اسمه ناراين المعروف بسياسته المعارضة لأنديرا غاندي، وقد أمضى مدة بالسجن، في حملته الانتخابية لم يرفع شعار "لكي يفوز بالانتخابات"، بل استخدم طريقة عجيبة وطريفة استوحاها من وجوده بالسجن لمدة طويلة، جلس في قفص كبير تحمله شاحنة وبدا داخل القفص مكبلاً بالأغلال لاستدرار عطف الناخبين، بعد الانتخابات فازت أحزاب المعارضة ومنها حزب الشعب الهندي الذي ينتمي اليه، وناراين فاز أيضا، وسقط الحزب الحاكم بقيادة أنديرا غاندي، وتولت المعارضة الحكم. بمناسبة فوز حزب المعارضة الرئيس أقيم حفل دعي له الدبلوماسيون لشرح سياسة الحزب الداخلية والخارجية وكنت من ضمن المدعوين والتقيت بالسيد ناراين وعرفته باسمي وصفتي الدبلوماسية، وقال إنهم سيوطدون العلاقات مع الدول العربية وسيساندون القضية الفلسطينية، كانت شخصيته مرحة ودار حوار بيني وبينه، فقلت له أرجو أن يتطابق ما قلته عن العلاقات والقضية الفلسطينية مع الفعل، وأكد لي هذه السياسة، وعندما جاء أحد أعضاء حزبه قال له إن السيد رومي يقصدني بأنه يريد أن تتطابق الأقوال مع الأفعال، وأكد زميله ذلك، وكان السيد ناراين صاحب شخصية فكاهية ووجه الكلام لي وقال Mr Roumi Never gloomy أي أن السيد الرومي لن يكون مكتئبا أبدا. بعد تسلم السيد ناراين وحزبه الحكم أقامت الهند لأول مرة علاقات مع إسرائيل وذهبت الوعود بالهواء، فليحذر الناخبون بعض الشعارات لأنها تشابه الشعار الذي رفعه حزب ناراين، ولتبقَ الكويت ومصلحتها وحمايتها والإخلاص لها هي الشعار الذي يجب أن يرفعه كل كويتي ناخب أو مرشح، وألا ننخدع بالشعارات أو الكلام المعسول لأن الفعل سيكشف القول والوعود.حفظ الله الكويت من كل شر ومكروه.