في البداية، قال الفنان جاسم النبهان إن العمل التجاري عمل شريف، وطالما أن لدى الفنان قدرة مالية، فعليه أن يبادر بعمل مشروعه الخاص، حتى يؤمِّن مستقبله ومستقبل أولاده، خصوصا إذا كان في مرحلة الشباب ولديه طاقة وقدرة على الحركة، وهذا حق أصيل من حقوقه، فأي إنسان من حقه أن ينظم حياته بالطريقة التي تؤمِّن له مستقبلا آمنا".وتابع: "كثير من فناني العالم لجأوا إلى افتتاح مشاريع، واستغلوا شهرتهم في نجاحها والدعاية لها، لكن المهم ألا يقدِّم الفنان مشروعا يتناقض مع الأخلاقيات، فأنا أرفض أن يفتتح الفنان مقهى، ويضع فيه الشيشة التي تضر بصحة الناس، وأعتبره من المشاريع الضارة. ليفتتح مطعما للمأكولات النوعية أو القديمة، وما إلى ذلك، فمرحبا بذلك أيضا العمل في البورصة وتجارة العقارات، كلها تجارة شريفة".
وعمَّا إذا كانت نظرة الجمهور للفنان تتغيَّر إذا اتجه للمشاريع التجارية، نفى النبهان ذلك، مؤكدا أن كل فناني العالم لديهم مشاريع تجارية، وفي مصر كثير من النجوم لديهم مطاعم ومزارع وصالونات، وكذلك في أوروبا وأميركا.
المؤسسة والحماية
من جهته، أكد الفنان عبدالرحمن العقل، أنه على الفنان أن يحمي نفسه من تقلبات الزمن، فليس لديك مؤسسة تحميك إذا سقطت مريضا، لا قدر الله، وهذا الحال ينطبق على معظم الفنانين، لذلك من الضروري لكل فنان أن يكون لديه مشروعه التجاري الخاص به، حتى لو افتتح بقالة، فالعمل الشريف ليس عيبا، وألا ينتظر حتى يمرض أو تقل مشاركاته الفنية، ثم يبدأ التحرك".وأضاف: "كثير من فنانات الكويت افتتحن صالونات تجميل، خوفا من تقلبات الزمن، ولنا عبرة في فنانين كبار رحلوا دون أن ينتبهوا من سيصرف على بيوتهم بعدهم، وعمَّا إذا كانت هناك جهة أو مؤسسة تصرف لهم معاشا، لا يوجد للأسف، والبعض ينتظر وقوع البلاء حتى يبدأ في التفكير، وأنا شخصيا أفضِّل المشاريع الاستهلاكية، وليست المعمرة، وهذا يساعدني على اختيار أدواري بعناية، فلستُ مضطرا لقبول أي دور، والفنان الخالي من المشاريع التجارية سوف يضطر لقبول أفضل السيئ، لأنه لا يملك حق الرفض أمام متطلبات الحياة".هجرة الأضواء
بدوره، قال النجم محمد العجيمي إنه لا يستطيع أحد أن يتكهن بما سيحدث في الغد، والفن حاله حال أي شيء آخر، فهو متقلب، ولا يثبت على حال، فماذا يحدث لك في حال هجرتك الأضواء، أو عرض عليك المنتجون أجورا ضعيفة لا تكفيك لمواجهة حياتك؟ ماذا أنت فاعل وقتها، إن لم تكن قد جهزت نفسك لمثل هذا اليوم وأعددت مشروعك التجاري؟".وأشار إلى أن جائحة كورونا كشفت الكثير من الخلل، فمنذ بداية العام تقريبا والأعمال متوقفة، فكيف يعيش الفنان في فترات كهذه، أو الإنسان بشكل عام، فلا يجب أن تعتمد على مصدر واحد، لأن متطلبات الحياة تزيد يوما بعد آخر، علاوة على أنك لا تضمن علاقتك مع الجمهور كيف تسير أو مع المنتجين.إغلاق المسارح
وحول سبب افتتاحه مشروعا تجاريا بالفترة الأخيرة، قال الفنان محمد الحملي: "لقد مثَّل قرار إغلاق المسارح لقرابة العام حتى الآن أمرا قاسيا ومحطما لصناعة المسرح، كما أثر بقوة على مدخول الفنانين العاملين بتلك الصناعة، خصوصا في ظل عدم استيعاب الدراما التلفزونية لهذا الكم الكبير من الفنانين الذين يعانون التوقف".وتابع الحملي: "كنت أحد المتضررين من إغلاق المسرح، كما أتحمَّل نفقات مسرح الحملي بدار المهن الطبية، من أجور وعمالة وموظفين، ومع عدم وجود مدخول من المسرح أو آخر ثابت، نظرا لتركي الوظيفة الحكومية للتفرغ لأعمالي المسرحية، كل هذا دفعني للتفكير خارج الصندوق، ومن داخل المنزل بدأت تجهيز وجبات كويتية بنكهتي الخاصة، وتوصيلها إلى المنازل في ساعات فك الحظر، وبالفعل أصبح لدي كم كبير من الزبائن، وأرباح جيدة ساعدتني في تلك الفترة القاسية، ومع زيادة الطلبات افتتحت مطبخا في شرق، به عدد من الموظفين وشيف، ويتم تلقي الطلبات وتجهيزها وتوصيلها للمنازل، والمشروع في نجاح متزايد بحمد الله".حلم الطفولة
من جهته، كشف الفنان أحمد إيراج عن افتتاحه محل ملابس قبل عدة أشهر، في فترة حظر التجول، حيث "إنها فترة صعبة، وتحمل العديد من المخاطر"، لافتا إلى أنها كانت اللحظة التي شهدت تحقيق حلمه الذي راوده منذ الصغر، بأن يفتتح محلا للأزياء، بالشراكة مع صديقه المخرج فراج البراك.وأوضح أنه أجَّل هذا الحلم لسنوات، وفي ظل انشغاله بالمسرح والتلفزيون والسينما لم يجد وقتا له، لكنها إحدى إيجابيات أزمة كورونا، فقد منحته الوقت والدافع لدخول هذا المشروع، وتأمين مدخول مادي موازٍ للفن، حتى لا يتعثر أو يتأزم، في ظل تراجع الحركة الفنية، كالتي يشهدها العالم الآن.وأعرب إيراج عن سعادته بتحقيق هذا الحلم، مضيفا: "أهوى مجال التصميم بالفوتوشوب، لكن حلمي أن أصنع خطاً للأزياء، وأن يصبح علامة تجارية. وبالفعل بدأت التوسع بالمشروع، والتعاقد مع أكبر مصانع تركيا التي تتولى أعمال ماركات عالمية، وأنفقنا أنا وشريكي أموالا أكثر، بعد شعورنا بالأمان من عائدات المشروع، ونتيجة حبي وشغفي بهذا المجال استطعت أن أخطو فيه خطوات جيدة زادت من شعوري بالأمان حتى عودة الدراما لسابق عهدها".مشروع خاص
من ناحيته، كشف الفنان عبدالله الخضر عن مشروعه الجديد، وهو "كافيه" يقدم جميع أنواع القهوة والمشروبات الساخنة بنكهات مميزة، موضحا أن المشروع حاليا في طور التجهيز للانطلاق قريبا.وحول سبب اختيار هذه الفكرة، قال الخضر: "أنا من عشاق القهوة، كما أجلس لأوقات طويلة على المقاهي مع أصدقائي، لتبادل الحديث والاستمتاع بوقتنا، ومن هذا المنطلق فكرت لماذا لا يكون لدي مشروعي الخاص، حتى أستفيد من ساعات مكوثي الطويلة في المقهى لمباشرة تجارتي، بدلا من ضياع وقتي؟ كما أنني أستطيع تحقيق أرباح تدر لي دخلا إضافيا يساعدني على المعيشة، وخاصة في ظل عدم وجود عروض درامية ومسرحية بكثافة".الاستثمار الحُر
الفكرة ذاتها أقدم على تنفيذها الفنان محمد الشعيبي، الذي كشف عن تدشينه "كافيه" بالشراكة مع أصدقائه من خارج الوسط الفني، وبالفعل حقق نجاحا كبيرا، ما دفعه للتخطيط لتوسعات مقبلة.وذكر أنه يتمنى أن يصبح لمشروعه الجديد فروع في الداخل والخارج، خصوصا بدول الخليج، لافتا إلى أنه بالفعل يعمل على التوصل مع تجار وأصدقاء بدول خليجية لافتتاح فروع ووكالات للكافيه هناك، بعد أن ذاع صيته بالكويت، وحقق الانتشار المطلوب.وأكد الشعيبي أنه لا يعتمد على الفن كمصدر وحيد للرزق، بل يعتبره هواية وشغفا، لذلك كان لزاما عليه أن يفتح مجالا آخر للرزق، مشيرا إلى أنه يحب التجارة والاستثمار الحُر، ولا يرغب في تقييد نفسه بعمل محدد لا يحقق له الأمان، بل يعرضه لمخاطر أكبر من مخاطر التجارة.