الصراع الحقيقي.. من لا يملك ومن يملك كل شيء
الصراع الطبقي سينتهي بعد حين ولن يدوم، وأول من سيقضي عليه هم المتضررون منه ومن باعوا جهودهم على مدى سنين طويلة لتسديد فاتورة ليست لهم أصلا، وليتم هذا كله، يجب على عمال الوطن أن يتحدوا ضد الفساد وقوى الشر التي اقتاتت ومازالت تقتات عليهم.
![د. سلطان ماجد السالم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/32_1703695080.jpg)
نعم، الصراع الحقيقي في المجتمع لم ولن يكون إلا صراعاً طبقياً واضحاً وظاهر المعالم بين من يملك «المريش والمرتاح» ومن لا يملك «الفقير المتعومس»، ومع ذلك يجب أن نشير إلى أن الصراع الكويتي الطبقي ليس ما بين غني وفقير البتة، بل بين صاحب رأس المال وعليه أدوات السلطة والنفوذ والأولويات، والعامل الذي يتقاضى أجراً مقابل عمله مهما كانت طبيعة هذا العمل، دون التداخل في المسميات وبكل وضوح. كما أني أرى أن الجدل حول هذا الموضوع لا طائل منه، بل هو حقيقة ثابتة تتجسد على شكل استقطاعات من الرواتب وديون متراكمة وغلاء أسعار تدفعها الطبقة العمالية (الطبقة الكادحة في الدولة) مباشرة إلى جيب من يمتلك كل التسهيلات والأدوات من الطبقة التي تملك (أو حليفاتها).اتسم هذا الصراع الطبقي الموجود الذي أصبح واضح المعالم بتناحر و«تضاد» في المجتمع، معززاً في ذلك التناحر بين الطبقات داخل المجتمع، ومستنداً إلى نظرية «صراع الطبقات» التي أصبحت مثالاً واضحاً للمجتمع الكويتي اليوم ومن بعد انشطار الطبقتين لظروف تاريخية عدة، جعلت من رأس المال المالي-الصناعي تحت تصرف من يملك الأدوات السلطوية والوسائل والأموال.وفي الجهة الأخرى تكونت الطبقة العمالية الكادحة التي أطلقنا عليها لقب «المواطن العادي»، والتي بدأت ببيع مجهودها العضلي والذهني في الغوص والبحث على اللؤلؤ والسفر والمصافي وآبار النفط وغيرها من جهات الدولة، والتي تعزز نمو الطبقة الأولى السالفة الذكر. كل هذا وأزيد أكثر بأن المواطن كان ومازال يحاول أن يبيع جهده أكثر فأكثر وبأي سبيل قانوني لتسديد ديون وتحمل أعباء حياة تم تصميمها وهندستها ليكون هو دائما الحلقة الأضعف، فبهذا أصبحت الدولة وبكل تخصصات المواطن تشبه «مانيفاكتورة» افتراضية تدعمها السلطة وحليفاتها.وللصراع الطبقي الكويتي هذا نواة بداياتها التاريخية معروفة ومفهومة نجمت عن تحالفات تاريخية اقتاتت على عرق جبين الكادحين من أبناء الوطن، ولهذا الصراع في يومنا الحالي دلائل واضحة المعالم، بل أدلة دامغة تجعل من الشخص الذي يعتقد أن الصراع ها هنا مبني على أسس عنصرية في حيرة من أمره، فهل العنصريون والمتعنصرون في حال مالية أو اجتماعية أو حتى نفسية أفضل من غيرهم؟! والإجابة هنا طبعا تكون (لا)، فباستخدام معاييرهم المغلوطة والنظرة المريضة من جهتهم تجد أن جل أولئك المتعنصرين هم أدوات لشيء أكبر بكثير يعزز جيوب فئة اقتاتت على ظهورهم لا أكثر، ففي الواقع من يتداخل مع «من يملك» هو المرتاح وسيقتات على غيره الى حين؛ لذلك وجب التدليل على أن الصراع الطبقي سينتهي بعد حين ولن يدوم، وأول من سيقضي عليه هم المتضررون منه ومن باعوا جهودهم على مدى سنين طويلة لتسديد فاتورة ليست لهم أصلا، وليتم هذا كله، يجب على عمال الوطن أن يتحدوا ضد الفساد وقوى الشر التي اقتاتت ومازالت تقتات عليهم.
الصراع الحقيقي في المجتمع لم ولن يكون إلا صراعاً طبقياً واضحاً بين من يملك «المريش والمرتاح» ومن لا يملك «الفقير المتعومس»