على بايدن ألا يسارع إلى تغيير السياسة الأميركية تجاه إيران!
![ريل كلير](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1583775118225578100/1583775132000/1280x960.jpg)
أثبت الرئيس الإيراني حسن روحاني بمواقفه أن الوضع لن يكون سهلاً بقدر ما يتمنى الرئيس الأميركي المُنتخب، فردّ على نتائج الانتخابات الرئاسية عبر مطالبة بايدن "بالتعويض عن الأخطاء السابقة" التي ارتكبتها إدارة ترامب، كذلك، استبعدت وزارة الخارجية الإيرانية حصول أي تغيير في الاتفاق النووي. منذ عهد أوباما، يشتق منطق التواصل الأميركي مع طهران من القناعة القائلة إن التعامل مع إيران وتخفيف العقوبات المفروضة عليها يفيدان الإصلاحيين في معركتهم ضد المتشددين الإيرانيين، وحتى فريق بايدن قد يبرر تجدّد التواصل بين الطرفين على اعتبار أن هذه الخطوة تقوّي أصوات الإصلاحيين قبل مشاركة الإيرانيين في الانتخابات في مايو 2021.لكنّ هذه الفكرة تغفل حقيقة أساسية في إيران: يخضع السياسيون هناك لأوامر شخصيات أمنية ودينية غير مُنتخَبة داخل النظام. قد يوافق أي رئيس إصلاحي على التفاوض أو حتى توقيع اتفاق معيّن، لكنه لا يملك أي نفوذ، لا هو ولا وزير الخارجية، للتأثير على سلوك الحرس الثوري الإيراني أو المرشد الأعلى، بل إن الطرف الوحيد الذي يملك السلطة اللازمة للتفاوض وتنفيذ أي اتفاق هو المعسكر المتطرف الذي حاول الدبلوماسيون الأميركيون تجاهله لوقتٍ طويل.كانت القيادة الإيرانية تراهن على فوز بايدن في الانتخابات الأميركية، فتجنبت أي حوار جدّي مع إدارة ترامب ولم تقدّم تنازلات حول أحكام الانقضاء الشائكة في الاتفاق. يظن هؤلاء القادة أن الرئيس الأميركي المُنتخب سيضمن صمود نظامهم بأفضل الطرق ومن دون أن يطالبهم بأي تنازلات محورية، ومن المعروف أن الدبلوماسية الاستراتيجية الحقيقية تتطلب أحياناً التزام الصمت والابتعاد عن مصدر المشكلة، فإذا قرر بايدن بكل بساطة أن يقف بعيداً وينتظر الخطوة الأولى من الإيرانيين. قد يلاحظ أن قدرة النظام الإيراني على تحمّل الضغوط القصوى ضعيفة جداً وستصبح الخيارات الدبلوماسية المتاحة له حينها أفضل بكثير مما يتصوّره هو ومساعدوه اليوم.* تشيو وانغ *