رئيس الوزراء آبي أحمد يشبّه «صراع تيغراي» بالحرب الأهلية الأميركية
بعد يومين من إعلان الحكومة الإثيوبية الاتحادية السيطرة على مدينة ميكيلي، عاصمة إقليم تيغراي، أشاد رئيس الوزراء آبي أحمد بجنوده لانتصارهم على "جبهة تحرير شعب تيغراي"، لكن زعيم المتمردين دبرصيون غبرميكائيل قال إن قواته ما زالت تقاتل بمحيط عاصمة الإقليم، وسط مخاوف من حرب عصابات طويلة الأمد.وقارن آبي بين حملته على تيغراي والحرب الأهلية الأميركية في ستينيات القرن التاسع عشر، قائلا أمام البرلمان أمس: "هوجم دستورنا، لكن الأمر لم يأخذ منا ثلاث سنوات، أخذ ثلاثة أسابيع"، في إشارة إلى بدء الحملة التي تسببت في مقتل الآلاف ونزوح أكثر من مليون شخص وفرار نحو 50 ألف إثيوبي إلى السودان المجاور مطلع نوفمبر الماضي.ومضى قائلا: "جيشنا منضبط ومنتصر". وأضاف أن القوات الاتحادية لم تقتل أي مدني ولم تخرب ميكيلي، بعد أن شنت هجومها على قوات الجبهة التي كانت تحكمها رداً على هجوم استهدف قاعدة للجيش الاتحادي.
وأضاف آبي أحمد، الحاصل على جائزة نوبل للسلام، إن قواته استخدمت طائرات مسيّرة لرصد تحركات "قوات تيغراي"، لكنها امتنعت عن إطلاق صواريخ. وقال: "حتى ونحن نملك قدرة أفضل لن نستخدمها. لسنا المجلس العسكري. نحن نتصرف بحسّ بالمسؤولية".واتهم رئيس الوزراء المجلس العسكري التابع لـ "جبهة تيغراي" بالتخطيط لاغتياله وعدد من القيادات الإصلاحية في البلاد واختطافها، عندما كانت تشارك الجبهة في الائتلاف الحاكم بأديس أبابا.وأكد آبي أحمد أن المجلس العسكري لـ "الجبهة"، التي هيمنت على الحياة السياسية في إثيوبيا قبل تسلّمه السلطة عام 2018، بذل جهوداً كبيرة لإبادة وخطف وترهيب القيادات الإصلاحية. ورغم أن ميكيلي، وهي مدينة جبلية يقطنها 500 ألف نسمة، سقطت دون مقاومة تُذكر، فقد أكدت "جبهة تيغراي" أنها أسقطت طائرة واستعادت بلدة وتواصل المقاومة ضد قوات آبي أحمد المتحدر من عرقية الأورومو الأكبر البلاد.ونفي زعيم الجبهة (57 عاما)، مزاعم فراره إلى جنوب السودان، وقال إن قواته أسرت بعض الجنود من إريتريا المجاورة حول ووكرو على بعد نحو 50 كيلومترا شمالي ميكيلي. وقال في رسالة نصية أمس: "أنا بالقرب من ميكيلي أقاتل الغزاة".من جهتها، نفت السلطات الاتحادية في أديس أبابا شائعات انتشرت على "تويتر" تفيد بأنها استدعت سفير جمهورية جنوب السودان وقررت طرده، بعد تقارير عن استعداد جوبا لاستقبال قادة التمرد في تيغراي.ولم يصدر تعليق حتى الآن عن الحكومة الإريترية شديدة التكتم، لكنها نفت في البداية أي دور لها في الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاثة أسابيع، حيث اتهمت "جبهة تيغراي" أسمرة بدعم حملة آبي أحمد، وقامت بقصف مطارها الدولي بالصواريخ 3 مرات منذ اندلاع النزاع الذي يهدد استقرار منطقة غرب إفريقيا برمّتها.وكان المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، قد قال أمس الأول، إن إعلان إثيوبيا انتهاء هجومها العسكري في إقليم تيغراي "لا يعني انتهاء الصراع" الذي يكتسي بصبغة عرقية، مضيفا أنه يشعر بقلق بالغ إزاء مصير 100 ألف لاجئ إريتري هناك، وسط أنباء عن اختطاف بعضهم.وأضاف غراندي أنه إذا تأكد التعامل مع اللاجئين في المخيمات القريبة من حدود تيغراي وإريتريا على ذلك النحو، فإنها ستكون بمنزلة انتهاكات كبيرة للمعايير الدولية، "أناشد رئيس وزراء إثيوبيا، بقوة، أن يعالج هذا الوضع على وجه السرعة".وجاء ذلك، في وقت كشف التلفزيون الإثيوبي عن مجموعة من المقابر الجماعية والفردية، والتي وصلت إلى 70 مقبرة، ببلدة حميرا، التي يعتقد أنها شهدت مجزرة استهدفت السكان من غير أبناء تيغراي، وراح ضحيتها نحو 600 شخص.