جو بايدن يتعرّض لكسر... ويتلقى أول «إحاطة رئاسية»
«اتصالات البيت الأبيض» في قبضة النساء للمرة الأولى
عشية تلقيه أول إحاطة رئاسية يومية، في خطوة أساسية نحو السيطرة على الأمن القومي، تعرّض الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لكسر في قدمه اليمنى، سيضطره إلى ارتداء حذاء خاص لعدة أسابيع، في حادث سارع غريمه الجمهوري دونالد ترامب، الذي طالما شكك في قدرته الصحية على قيادة الولايات المتحدة، إلى تمنّي السلامة له.
في خضم أزمة سياسية أججها إصرار غريمه الجمهوري دونالد ترامب على عدم الاعتراف بهزيمته في انتخابات 3 نوفمبر، أُصيب الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن بكسر في قدمه اليمنى، إثر انزلاقه أثناء اللعب مع كلبه، وسيتحتم عليه أن ينتعل حذاءً طبّياً لعدة أسابيع.وتعرّض بايدن، الذي من المقرّر أن يؤدي اليمين الدستورية في 20 يناير، ليصبح بذلك الرئيس الأكبر سناً في تاريخ الولايات المتحدة، للإصابة السبت أثناء اللعب مع «ميجور»، أحد كلبيه، وهما من فصيلة الراعي الألماني (جيرمن شيبرد)، وهو أول كلب إنقاذ يعيش في البيت الأبيض.وفي بادئ الأمر، تحدّث الطبيب الشخصي للرئيس المنتخب كيفن أوكونور عن «التواء في القدم اليمنى»، قائلا إن صور الأشعة السينية لم تكشف عن وجود أي «كسرٍ واضح»، لكنه أضاف أنه لا يزال يتعين إجراء فحص إضافي بالأشعة المقطعية.
وهذا الفحص الإضافي «أكد وجود» كسر صغير جداً في منتصف قدم بايدن، بحسب ما قال أوكونور، في بيان لاحق أصدره مكتب الرئيس المنتخب. وأضاف أن بايدن بحاجة على الأرجح إلى انتعال حذاء طبي على مدى أسابيع عدة.وفي تعليقه على تسجيل مصور لشبكة «إن بي سي» يُظهر بايدن لدى مغادرته مكتب اختصاصي العظام، كتب ترامب الذي يعد أول رئيس أميركي لا يملك كلباً منذ أكثر من قرن، في تغريدة على «تويتر»: «أتمنى لك التعافي قريباً».وعلى مدار الحملة الانتخابية، شكك ترامب، المعروف بقلقه البالغ من الجراثيم، بقدرات بايدن الصحية والعقلية لقيادة الولايات المتحدة، رغم أن صحته كانت مسألة مثيرة للقلق لفترة وجيزة عندما أصيب بفيروس كورونا، لكنه تعافى منه سريعا، وواصل تجمعاته بعد تلقيه العلاج.
إحاطة وتعيينات
في سياق متصل، أعلن فريق بايدن أنه تسلّم أول إحاطة مخابراتية أمس، وهي تقرير يتضمن معلومات من الوكالات الأميركية، بعدما أعطت إدارة ترامب الضوء الأخضر لإطلاق عملية نقل السلطة، التي تفترض مشاورات المسؤولين الفدراليين الحاليين معه.وبعد اجتماعه مع مستشارين فور الانتهاء من الإحاطة، كشف بايدن النقاب أمس عن اختياراته لعدة مناصب اقتصادية كبيرة.وبعد أقل من أسبوع من تسميته مرشحيه للمناصب السياسة الخارجية والأمن القومي، أعلن بايدن، أمس الأول، تشكيلة فريق الاتّصال الخاص به في البيت الأبيض المكوّن من الإناث حصراً، وهو ما وصفه مكتبه بأنه الفريق الأول من نوعه في تاريخ أميركا.ومن بين 7 شخصيّات اختارها بايدن ونائبته كاميلا هاريس، اختيرت جين ساكي متحدثة باسم البيت الأبيض، وهو منصب بارز. وشغلت ساكي (41 عامًا) العديد من المناصب العليا، بينها منصب مديرة الاتصالات في البيت الأبيض، في ظل إدارة الرئيس السابق باراك أوباما.وقال بايدن، في بيان، «أنا فخور بأن أُقدم اليوم أول فريق اتصالات في البيت الأبيض يتكون بالكامل من نساء مؤهلات وخبيرات» في مجال الاتصال يُوفّرن «وجهات نظر متنوعة لعملهنّ» ويتشاركنَ الالتزام نفسه «بإعادة بناء هذه البلاد بشكل أفضل»، مضيفا: «التواصل المباشر والصدق مع الشعب هو أحد أهم واجبات الرئيس، وسيعهد إلى هذا الفريق بمسؤولية هائلة لربطه بالبيت الأبيض».وإضافةً إلى ساكي، تم الإعلان عن أسماء 6 شخصيّات أخرى، بينها كيت بيدينغفيلد التي كانت نائبة لمدير حملة بايدن، والتي ستشغل منصب مديرة الاتصالات في البيت الأبيض.أما آشلي إتيان فستشغل منصب مديرة الاتصالات لنائبة الرئيس كامالا هاريس. وستشغل سيمون ساندرز منصب كبيرة مستشاري هاريس والمتحدثة باسمها.من جهتها، ستكون بيلي توبار نائبةً لمديرة الاتصالات في البيت الأبيض، وكارين جان بيير نائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض.واختيرت إليزابيث ألكسندر لمنصب مديرة الاتصالات للسيدة الأولى المقبلة جيل بايدن. ولا تتطلّب هذه التعيينات موافقة مجلس الشيوخ، على عكس المناصب الوزارية.وتحدّثت تقارير عن أن هناك عددًا من التسميات الأخرى التي قد يُعلن عنها هذا الأسبوع. وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أنها ستشمل سيسيليا روس كأول امرأة سوداء تقود مجلس المستشارين الاقتصاديين، ونيرا تاندين كأوّل أميركية من أصل هندي على رأس مكتب الإدارة والميزانية.وتأتي هذه التقارير في أعقاب أنباء عن نية بايدن ترشيح رئيسة مجلس الاحتياطي الفدرالي السابقة جانيت يلين لتولي وزارة الخزانة الأميركية.وإذا صادق مجلس الشيوخ على تعيينها خلفاً لستيفن منوتشن، ستصبح يلين أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تتولى وزارة الخزانة.إصرار ترامب
ورغم تقدّم فريق بايدن الانتقالي السريع، واصل ترامب رافضه الاعتراف بهزيمته في الانتخابات. وأجرى يوم الأحد أول مقابلة تلفزيونية مباشرة له منذ 3 نوفمبر، كرر فيها مزاعم التزوير.وفي محادثة هاتفية استمرت نحو 45 دقيقة، قال ترامب لمذيعة «قناة فوكس» ماريا بارتيرومو، «الانتخابات زورت وتعرّضت للتلاعب بصورة كاملة، لكن القضاة لا يريدون التورط.ورغم تشجيع بارتيرومو له خلال المقابلة، قائلة إن «هذا مثير للاشمئزاز» و«لا يمكننا السماح بإفساد الانتخابات الأميركية». أقر ترامب في حديثه بأنه سيكون من الصعب إحالة مزاعمه إلى المحكمة العليا، معتبرا أن عليها الاستماع له، وأن يكون شيء ما قادراً على الوصول لها.وأكد ترامب أنه لن يقر أبدا بالخسارة أمام بايدن، من دون أن يتخلى عن نظرية المؤامرة حول تزوير الانتخابات. وقال لمحاورته، «الأمر ليس كأنك سوف تغيرين رأيي. فرأيي لن يتغير بعد ستة أشهر».وعلى الرغم من هجوم ترامب غير المسبوق على نظام الانتخابات الأميركي الذي اعتبر انه لم يعد صالحاً، فإن فريقه القانوني لم ينجح حتى الآن في تقديم أي أدلة تقبلها المحاكم بشأن التزوير.وقال ترامب: «نحن لدينا الكثير من الأدلة ونحاول تقديمها، والقضاة لا يسمحون لنا بذلك»، وفي تجاهل لفصل السلطات والحدود الفاصلة بين صلاحياته والنظام القضائي وسلطات إنفاذ القانون، اشتكى ترامب من أن وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفدرالي مفقودان ولا يساعدانه.ولكن سواء اعترف ترامب بهزيمته أم لا، فمن المؤكد أن المجمع الانتخابي سيلتئم في 14 ديسمبر ليؤكد انتخاب بايدن، وسيؤدي اليمين الدستورية في 20 يناير.وحتى مع اقتراب انتهاء ولايته الرئاسية، رفض ترامب الإفصاح على قناة فوكس نيوز إن كان يرى نهاية لحملته القانونية غير الناجحة في المحاكم، قائلا «لن أحدد موعدا». وعندما سئل إن كان يرى أمامه سبيلا للانتصار أجاب: «أتمنى ذلك».آخر المعارك
وخاضت إدارة ترامب، أمس، آخر معاركها أمام المحكمة العليا، في قضية تأمل من خلالها التأثير على تغيّر عدد أعضاء «الكونغرس» الممثلين لكل ولاية.وترتبط القضية بتعداد سكان الولايات المتحدة، الذي يفترض أن يعاد كل 10 سنوات بحسب الدستور، وتحدد بناء عليه قيمة المساعدات الفدرالية الممنوحة لكل ولاية وعدد النواب المخصصين لها.وتستعد ولايات أريزونا وكولورادو وأيوا ومونتانا ونبراسكا للتصديق على نتيجة الانتخابات، بعدما أعلنت ولاية ويسكونسن انتهاءها من إعادة فرز الأصوات.ومُني فريق ترامب بضربة جديدة باستكمال إعادة فرز الأصوات في أكبر مقاطعتين في ويسكونسن التي أكدت فوز بايدن بالولاية الحاسمة بفارق يزيد على 20 ألف صوت.ضغط جمهوري
ومع تضاؤل خيارات ترامب القانونية، قال أعضاء بارزون في الحزب الجمهوري إن الانتقال إلى رئاسة بايدن يبدو حتمياً.وقال السيناتور الجمهوري روي بلانت رئيس اللجنة المعنية بالجلسة الافتتاحية للكونغرس «إننا نعمل مع إدارة بايدن المحتملة، على كل من الفترة الانتقالية والتنصيب، كما لو أننا نمضي قُدماً»، على الرغم من أنه لم يصل إلى حد الاعتراف بخسارة ترامب في انتخابات الثالث من نوفمبر الماضي.وكان حاكم آركنسو، آسا هاتشنسون، واحدا من الجمهوريين القلائل الذين أشاروا إلى بايدن بوصفه الرئيس المنتخب.وقال هاتشنسون: «الانتقال هو المهم. كلمات الرئيس ترامب ليست بهذه الأهمية»، مضيفا أنه يتفهم السبب القانوني لعدم إقرار ترامب بالهزيمة.