مع انطلاق معرض الكويت الافتراضي للكتاب في دورته الـ 45، أقيمت أولى محاضرات المعرض، وكانت بعنوان «الثقافة في زمن ما بعد الجائحة»، تحدّث فيها الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب كامل العبدالجليل، بمشاركة الأديب طالب الرفاعي.في البداية، قال العبدالجليل: «يقام معرض الكتاب في ظروف استثنائية وبجهود مخلصة من جميع العاملين في المجلس الوطني للثقافة والآداب، مشيداً بالتعاون والدعم السخي والراعية الاستراتيجية لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي معنا لإقامة هذا المعرض، ودعمه بالبنية التحتية التكنولوجية الكاملة التي تساعدنا على إقامته».
وتحدث عن تأثيرات جائحة كورونا، قائلا: «لا شك في أن هناك تأثيرات نوعية وشاملة أضرت بالثقافة العربية والعالمية بشكل عام، وما حدث هو إلحاق ضرر كبير بسوق ونشر الكتاب، لكن المنصات الرقمية جاءت لتكون بديلة في هكذا ظروف، فأصبح لزاما علينا أن نواجه هذه التحديات أمام الجائحة بالنشاط الرقمي والإلكتروني في كل أنواع المنتجات والصناعات الثقافية.وتابع: «المؤسسات الثقافية ودور النشر التي تؤمن بدور الثقافة الفعلي هي التي تتحرك بشكل فعال ومهم، وتتواصل من أجل أن تقدّم أعمالها عبر المنصات الرقمية والتواصل الإلكتروني الذي يهيئ البيئة كاملة أمام المتلقين من القراء، والباحثين، والمؤلفين، والكتّاب.وأضاف العبدالجليل: ولله الحمد، أنا أرى الأمور لم تصل إلى هذا الحد أن تضرب في مقتل، لكن تأثرت تأثرا سلبيا كبيرا، وهناك أضرار على دور النشر، وعلى المؤسسات الثقافية، وخاصة التجارية التي تعمل في هذا المجال، التي تأثرت بشكل كبير، ولحقتها أضرار بالغة».
أنماط جديدة
وذكر العبدالجليل أن الثقافة أصبحت لها أنماط جديدة في هذا العصر والظروف، فهناك أساليب ووسائل عصرية لا بدّ من الاعتماد عليها، والتحول التكنولوجي أصبح فرضا ولزاما علينا أن نواكبه، وسيقدم المعرض ندوات افتراضية.وأكد أنه انطلاقا من دور المجلس الوطني للثقافة، فقد حرصنا على إيجاد فرصة لدور النشر المحلية لتسويق إصداراتها، والكشف عمّا لدى السوق من إسهامات للمبدعين الكويتيين، مضيفا أن نصيب الإنتاج العربي كبير في هذا المعرض.تغيّر وتحوّل
وأشار العبدالجليل إلى أن المنصات الرقمية أصبحت عابرة للحدود والمسافات، وكاسرة للقيود والمعوقات، وأكثر انتشارا، وأسرع وصولا، وأقل كلفة في صنع المنتجات الثقافية مهما كان نوعها، مبيّنا أن المجلس لديه الكثير من المهرجانات، إضافة إلى الأنشطة والفعاليات خارج المهرجانات، تلك الأنشطة مستمرة في قطاع الثقافة أو الفنون أو الآثار والمتاحف، أو مكتبة الكويت الوطنية، وكلها تصب في خدمة المثقف العربي، وكل ذلك بالإمكان تقديمه عبر المنصات الرقمية، وسندمج المنصات والثقافة الرقمية معنا في المهرجانات المقبلة، ونخفف من أعباء مالية كبيرة تتحملها ميزانيات المهرجانات.شراكة استراتيجية
وعن التعاون مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي الذي أثبت نجاحه، وإمكانية التعاون في مشاريع أخرى يقول العبدالجليل «أشيد بالشراكة الاستراتيجية مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وقد بدأنا هذه التوأمة منذ فترة، ووجدنا كل الترحاب، وكان التعاون في معرض «إي رف»، الذي أقامته مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وطلبت منا رعاية استراتيجية كمجلس وطني يعبّر عن رؤية الحكومة، وحققت التجربة الأولى نجاحا جعلنا نتشجع أكثر في إقامة معرض الكتاب الافتراضي».وأضاف: «لدينا مشروع إنشاء موسوعة الكويت الشاملة، وموسوعة لحكام الكويت الكرام، والإنجازات والأحداث والمناسبات التي جرت في كل فترة من فترات الحكام، الموسوعة وافقت على تبنيها مؤسسة الكويت للتقدم العلمي، وإن شاء الله ترى هذه الموسوعة النور عقب انتهاء أزمة كورونا.دور النشر
وعن كيفية مساهمة ومساعدة دور النشر الكويتية يقول العبدالجليل: «من خلال لقاء تم في أبريل الماضي، عملنا لقاء مع بعض أصحاب دور النشر الكويتية، واستمعنا إلى آرائهم كاملة، ووعدناهم بإقامة معرض الكويت الافتراضي، وإيمانا بدورهم المهم ومساعدتهم في التسويق والبيع، والتسهيلات اللازمة بما فيه التوصيل المجاني. وأضاف أن هناك المكتبة الرقمية التي تبث خلال 24 ساعة في مكتبة الكويت الوطنية، وهذا نوع من الدعم. وفي 13 أكتوبر الماضي قدمت مذكرة من دور النشر الكويتية وعددها 17 دار نشر لمجموعة من المطالب أو الاقتراحات والمبادرات التي من الممكن أن يساعد المجلس الوطني على تبنيها دعما لدور النشر، وكان منها توزيع الكتب على المدارس، بدعم شراء من المجلس الوطني، وهي فكرة جديدة وتستحق الدراسة وفق الميزانيات والأنظمة، أما الفكرة الأخرى في تخصيص جوائز لدور النشر سنويا لأفضل كتاب في حقل ما من أدب الآداب إلى الكتب العملية والثقافية، وغيرها من الحقول تتنافس فيها دور النشر على الارتقاء بالجودة».خطة تطوير مجلة العربي
عن إصدارات المجلس وكيفية إيصالها إلى كل بقاع الوطن العربي ضمن الوضع السياسي المتغير في الوطن العربي قال العبدالجليل «إن الكويت ملتزمة بالفكر الرصين، وإضافة المعلومات والمادة البحثية القيمة التي تخدم القارئ العربي بعيدا عن السياسة، مهما تكن الاتجاهات، فالكويت بلاد العرب تؤمن بالثقافة للجميع، وتكتب بأقلام عربية مسؤولة، وتوزع وتنشر الإصدارات التي لا تحيد عن المصداقية والقيمة المضافة». وعن أهمية مجلة العربي وخطة تطويرها يقول العبدالجليل «مجلة العربي لا تزال قوية ولا تزال لها مكانتها، ولا تزال السفير الثقافي للكويت إلى الأمة العربية، وقد عملنا إنجاز لائحة مالية جديدة رفعت فيها مكافآت الكتّاب في مجلة العربي باعتماد مجلس الوزراء الموقر، ونعمل على هذه اللائحة الجديدة.