قال تقرير أصدرته إدارة الخدمات المصرفية الاستثمارية في المركز المالي الكويتي «المركز» أخيراً، إن القطاع الصناعي في دولة قطر تصدر صفقات الاندماج والاستحواذ بدول مجلس التعاون الخليجي خلال الربع الثالث من عام 2020.ووفق التقرير، كشفت شركة صناعات قطر عن عزمها الاستحواذ على حصة 25 في المئة إضافية في شركة قطر للأسمدة الكيماوية «قافكو» بقيمة إجمالية تبلغ مليار دولار.
وأسست «قافكو» عام 1969 كمشروع مشترك بين الحكومة القطرية وعدد من المستثمرين الأجانب، بهدف تنويع مصادر الدخل الوطني وتحسين سبل الاستفادة من احتياطي الدولة الكبير من الغاز الطبيعي. ويتوزع هيكل رأسمال الشركة حالياً بين شركة صناعات قطر بنسبة 75 في المئة وشركة قطر للبترول «25 في المئة». وعند إتمام هذه الصفقة سوف تستحوذ «صناعات قطر» على حصة 100 في المئة في الشركة وتكون مالكها الوحيد. وتضم ثاني أكبر صفقة للاندماج والاستحواذ شركة الإنشاءات البترولية الوطنية وشركة الجرافات البحرية الوطنية الإماراتيتين، اللتين تعتزمان تقييم عرض توحيد أعمالهما المقدم من الشركة القابضة العامة وبعض المساهمين في شركة الإنشاءات البترولية الوطنية. وتنصّ البنود الرئيسة للعرض على أن يتم تحويل شركة الإنشاءات البترولية الوطنية إلى شركة الجرافات البحرية الوطنية، مقابل إصدار الجرافات البحرية الوطنية أدوات ماليّة قابلة للتحوّل إلى 575 مليون سهم عادي في رأسمال شركة الجرافات البحرية الوطنية، أو 70 في المئة من رأس المال المصدر للشركة لمصلحة مساهمي الإنشاءات البترولية الوطنية، وتبلغ القيمة التقديرية للصفقة 688.8 مليون دولار بسعر سهم قابل للتحويل يبلغ 1.2 دولار.وتناول تقرير «المركز» فوز تحالف رحى-الصافي بشركة المطاحن الأولى، في إطار تخصيص حكومة المملكة العربية السعودية لأربع شركات في قطاع مطاحن إنتاج الدقيق، بقيمة إجمالية 540 مليون دولار، وضم التحالف مجموعة المطلق وشركات الصافي وأبونيان القابضة وعيسى الغرير للاستثمار. أما الصفقة التالية، فكانت استحواذ مجموعة دليفري هيرو على شركة انستا شوب بالكامل بقيمة بلغت 360 مليون دولار، وهي شركة توفر خدمة شراء المواد الغذائية عبر الإنترنت. ويشمل المبلغ مدفوعات نقدية بقيمة 270 مليون دولار، بينما يعتمد سداد المبلغ المتبقي وقيمته 90 مليون دولار على نمو وربحية إنستا شوب مستقبلاً. وأخيراً، أعلنت مجموعة إيدج الإماراتية عزمها الاستحواذ على حصة 40 في المئة في المركز العسكري المتطور للصيانة والإصلاح والعمرة «أمرك» بقيمة إجمالية 307 ملايين دولار. وتدير «أمرك» مركزاً متخصصاً في صيانة وإصلاح وعمرة الطائرات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا.
معدل نمو النشاط
وشهد عدد صفقات الاندماج والاستحواذ التي تمت في دول مجلس التعاون الخليجي خلال الربع الثالث من 2020 تراجعاً بنسبة 23 في المئة مقارنة بالربع الثالث من 2019، وإن بقي مستقراً مقارنة بالربع الثاني من 2020. وسجلت كل من الكويت وقطر والإمارات ارتفاعاً في عدد الصفقات التي تمت مقارنة بالربع السابق، بينما شهدت البحرين والسعودية تراجعاً على مستوى الصفقات التي تمت خلال هذه الفترة. ومن ناحية أخرى، ساد الركود على مستوى النشاط في السوق العماني طوال الربع الثالث من العام.كيانات الاستحواذ والشركات المستهدفة
نفذت كيانات الاستحواذ الخليجية معظم الصفقات التي تمت في الربع الثالث من 2020 والربع الثاني من 2020، إذ مثلت 65 في المئة من إجمالي عدد الصفقات التي تمت خلال الربع الثالث من 2020، بينما كانت نسبة المستحوذين الأجانب 13 في المئة. وتمثل نسبة 22 في المئة المتبقية صفقات لم تتوافر فيها معلومات عن الشركات المستحوذة. كما هيمنت كيانات الاستحواذ الخليجية على السوق خلال الربع السابق، إذ مثلت 65 في المئة من إجمالي عدد الصفقات التي تمت، بينما بلغت نسبة المستحوذين الأجانب 22 في المئة. وكانت نسبة 13 في المئة المتبقية كذلك لصفقات بلا معلومات عن الشركات المستحوذة. واسىتحوذت كيانات الاستحواذ الخليجية على شركات إقليمية ودولية على حدٍ سواء، بينما كان استثمارها الأساسي في السوق الإقليمي خلال الربع السابق. وأتمت كيانات الاستحواذ الخليجية عدداً أقل نسبياً من الصفقات مقارنة بالربع الثاني من عام 2020. وخلال الربع الثالث من 2020، أبرمت كيانات الاستحواذ الخليجية ما مجموعه 9 صفقات تضمنت شركات دولية، بانخفاض قدره 31 في المئة مقارنة بالربع الثاني من 2020، الذي سجلت خلاله ما مجموعه 13 صفقة مبرمة تضمنت شركات مستهدفة أجنبية. واستحوذ كل من المستثمرين السعوديين والإماراتيين على 30 في المئة من تلك الصفقات، يليهم المستثمرون البحرينيون والكويتيون والقطريون، الذين استحوذوا على بقية الصفقات. ولم تبرم الكيانات المستحوذة العمانية أي صفقات خارج سلطنة عمان خلال الربع.المستثمرون الأجانب
وتراجع مستوى اهتمام المستثمرين الأجانب بالسوق الخليجي خلال الربع الثالث من 2020 مقارنةً بالربع السابق. إذ أبرم مستثمرون أجانب بنجاح ثلاث صفقات خلال هذا الربع، بينما أبرموا خمس صفقات في الربع الثاني من العام، أي بتراجع نسبته 40 في المئة بالمقارنة بين الربعين وتراجع بنسبة 67 في المئة مقارنة بالربع الثالث من 2019. وكانت الشركات المستهدفة الإماراتية صاحبة أكبر قدر من اهتمام المستثمرين الأجانب مقارنة بباقي دول مجلس التعاون الخليجي، استمراراً للاتجاه السائد خلال الأرباع القليلة الماضية. وبشكل عام، استهدفت كل الصفقات التي تمت خلال الربع الشركات الإماراتية .الصفقات عبر القطاعات
إضافة إلى ذلك، أفاد التقرير بأن الصفقات التي تمت خلال الربع الثالث كانت موزعة على قطاعات متعددة، وهو ما تم رصده في الربع السابق كذلك. وكانت القطاعات التي شهدت أعلى مستوى من النشاط طوال الربع الثالث من عام 2020 هي القطاع المالي والصناعي وقطاع تكنولوجيا المعلومات. وشكلت هذه القطاعات الثلاثة مجتمعة ما نسبته 48 في المئة من إجمالي الصفقات التي تمت طوال الربع. كما كان القطاعان المالي والصناعي من بين القطاعات التي شهدت أعلى قدر من النشاط في الربع الثاني من 2020.صفقات تم الإعلان عنها
وصل إجمالي عدد الصفقات المعلن عنها 23 صفقة بنهاية الربع الثالث من 2020، مسجلاً ارتفاعاً لافتاً مقارنة بالربع الثاني. كما كان الحال في الربع الثاني من 2020، شملت معظم هذه الصفقات شركات مستهدفة سعودية وإماراتية، مثلت كل منها 35 في المئة من إجمالي الصفقات المعلنة. وتضمنت النسبة المتبقية شركات مستهدفة كويتية وقطرية، ولم تعلن البحرين وعمان إلا عن صفقة واحدة لكل منهما خلال الربع.