حذرت منظمة الشرطة الجنائية الدولية «الإنتربول» الأربعاء 2 ديسمبر 2020، من أن شبكات الجريمة المنظمة قد تستهدف لقاحات كورونا، ويمكن أن تتطلع إلى بيع لقاحات مزيفة.يأتي ذلك بينما أشارت تقارير سابقة إلى وجود محاولات من قراصنة إنترنت لقرصنة معلومات عن لقاح كورونا، ووجهت الاتهام لقراصنة من دول مثل روسيا والصين وكوريا الشمالية.
شبكات إجرامية
وقالت المنظمة الدولية للشرطة الجنائية «الإنتربول»، ومقرها فرنسا، إنها أصدرت تنبيهاً عالمياً لأجهزة إنفاذ القانون في دولها الأعضاء البالغ عددها 194 دولة، وتحذرهم من الاستعداد لشبكات الجريمة المنظمة التي تستهدف لقاحات كورونا جسدياً وعبر الإنترنت.فيما قال الأمين العام للإنتربول، يورغن ستوك «بينما تستعد الحكومات لطرح اللقاحات، تخطط المنظمات الإجرامية للتسلل إلى سلاسل التوريد وسرقتها أو تعطيلها».وأضاف ستوك «الشبكات الإجرامية ستستهدف أيضاً أفراداً من الجمهور عبر مواقع ويب مزيفة وتبيع لهم علاجات كاذبة، مما قد يشكل خطراً كبيراً على صحتهم، بل وحتى حياتهم».وكانت كل من شركتا «بايونتيك» الألمانية و«فايزر» الأمريكية، أعلنتا التوصل إلى لقاح فعال ضد فيروس كورونا بنسبة فاعلية 95%، كما أعلنت شركة «موديرنا» الأمريكية التوصل إلى لقاح في منتصف الشهر الماضي بنسبة 94.5%.محاولات سابقة
خلال شهر يوليو الماضي، قالت وكالة الأمن الإلكترونية البريطانية إن مجموعة من القراصنة تابعة بشكل «شبه مؤكد» لأجهزة المخابرات الروسية حاولوا الوصول إلى أسرار منظمات بحثية بريطانية وأمريكية وكندية، تعمل على إنتاج لقاحات كورونا.في تقرير استشاري، قام المركز القومي للأمن الإلكتروني (NCSC) بتتبع «نشاط مجموعة القراصنة المعروفة باسم APT29، مؤكداً أن شركات الأدوية والمجموعات البحثية مستهدفة».وبحسب الوكالة البريطانية، فإن APT29، التي تحمل أيضاً، اسم «النبلاء»، أو «الدب الهادئ»، تعتبر بشكل «شبه مؤكد» جزءاً من أجهزة المخابرات في الكرملين.كما أضافت «إن هذا التقييم، مدعوم أيضاً، من قِبَل الشركاء في المؤسسة الكندية لأمن الاتصالات (CSE)، ووزارة الأمن الداخلي الأمريكي (DHS)، ووكالة الأمن الإلكتروني (CISA)، ووكالة الأمن القومي (NSA)».فيما أوضحت أن حملة النشاطات غير الأخلاقية لمجموعة APT29 مستمرة، وغالباً ما تستهدف الكيانات الحكومية والدبلوماسية والفكرية والرعاية الصحية والطاقة لسرقة الملكية الفكرية للأبحاث القيمة.دول
كما كشفت صحيفة «الغارديان» البريطانية، نقلاً عن خبراء في الأمن الرقمي، أن قراصنة إنترنت مدعومين من دول مثل الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية يخوضون محاولات مستميتة من أجل سرقة أسرار لقاحات كورونا التي جرى تطويرها ضد فيروس كورونا.بحسب المصدر، فإن هذه المحاولات لأجل سرقة معلومات ذات حساسية عالية، تأتي بينما تحصل شركات كبرى على ترخيص بشأن استخدام طارئ للقاحات وأدوية مضادة لمرض «كوفيد-19».لكن هذه الأعمال ليست أمراً جديداً، ففي بداية الوباء، أيضاً، تحدث بعض التقارير عن هجمات إلكترونية مماثلة لأجل سرقة بيانات بشأن المواصفات الجينية للفيروس.تتحرك أجهزة مخابراتية غربية، في حالة من التأهب لأجل تفادي أي سرقة من هذا النوع، وأكد مكتب الأمن السيبراني البريطاني أنه ملتزم بحماية موارد البلاد، لكنه لم يفصح عن الكثير.إذ قال آدم مايرز، وهو نائب رئيس شركة «كراود سترايك» المختصة في الأمن الرقمي، إن دولاً مثل الصين وإيران تعمل جاهدة لاختراق شركات ووكالات غربية على مدى السنوات العشرين الماضية.لكن ما حصل بعد مارس 2020، بحسب الخبير الأمني، هو أن هذه الهجمات الإلكترونية باتت تركز على موضوع وباء كورونا الذي أحدث أزمة غير مسبوقة في العالم.