وجوه «الچذابين»
أعتذر قليلاً- لا كثيراً- للذين أوفوا ببعض ما وعدوا، ثم غابوا عن المشهد! *** ألا يوجد سبيل للوقوف أمام ما يحدث لهذا الوطن الذي يقتسمه النواب- والسياسيون- بالشوكة والسكين، يوماً باسم الأمة ويوماً باسم الديمقراطية ويوماً باسم الكذب، تحت ظل ضمير أعمى يسير بقدم واحدة؟!
أما آن لعيون المواطنين- وعقولهم- أن تفتح، أمام وعود الوهم- التي قدمها نواب كذابون- على مدى سنوات، الوعود التي كبرت مثل كومة قش، وذهبت أدراج "المكاتب"؟! نواب لم يكن لديهم مشروع يمكن من خلاله تقديم حلول لقضايا تعني المواطنين وتحقق رؤى وطنية، سوى القضايا التي تعنيهم، القضايا التي تقتات من دم المواطنين وعظامهم ومن جيل سيأتي يوماً قد لا يجد طموحاً أكثر من أن يكون جيل رغيف الخبز! منذ سنوات وهم ينهشون الصفقات بأسنانهم، كما ينهشون آمال المواطنين ومستقبلهم، دون أن ينظر أحد لأصابعهم وهي توقع الصفقات في الخفاء، الصفقات التي لطخت حتى جراح الوطن! ويكبر السؤال الأهم بين غابة من علامات الاستفهام: لماذا يتم تكرار الكثير من الأسماء التي لم تكن تصلح يوماً لزراعة الأمل، بل كانت وما زالت صالحة للمنابر والشاشة، بكل ما يحمله الكذب الذي يخبئ خلفه كومة من الخديعة والفساد؟! نواب بكل ما تحمله وجوههم لا يجيدون في لحظة المأزق أكثر من التسول الاستراتيجي، بأصواتهم ومنابرهم، وأموالهم أيضاً، دون أن ينظروا إلى المواطن على أنه بشر، أو حتى نصف بشر، لا لعبة في أيديهم! وجوه ما إن تصل حتى تذهب بالمواطنين إلى الثلاجة، لتغتال ما تبقى في المواطن من أمل! المواطن الذي ينام من اللهاث في هذا الوطن، وأحياناً ينام من الخوف! وجوه ما إن تصل حتى تسير بأنف مرتفع- يلامس السذاجة- وكأنهم يصنعون غزواً باسم الشعب وضد الشعب، دون أن يتحرك شيء فيكم! لا تكونوا ضيوف شرف على صفقات تلعبها الشياطين لتحويل الكثير من المواطنين الى قطيع يساق بعصا الوعود المؤجلة والآمال المؤجلة. وجوه نجحت في بعثرة المواطنين واستنزافهم، صنعوا المسافات العمياء بين العيون، ليسير المواطنون على غير هدى، لاحقاً لا جدوى من الصراخ عندما يأكل المواطنون السراب! والمواطنون لا يصلحون للحظة عار!***• ألا يوجد سبيل للوقوف أمام هذا الفساد الكبير؟ - الإجابة ستكون في الصناديق، استيقظوا!