أحيت أكاديمية "لابا" للفنون الأدائية اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بعمل موسيقي مشترك مع معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى في فلسطين، فأعيد توزيع مقطع من أغنية "جسر العودة"، التي كتبها ولحَّنها الأخوان الرحباني، وغنتها السيدة فيروز، وأداها أساتذة وطلاب من الطرفين. تعاون الطرفان الكويتي والفلسطيني على إنتاج هذه المبادرة الموسيقية، فتولى توزيع العمل مايسترو "لابا" يوسف بارا، في حين أشرف على التنفيذ فريق معهد إدوارد سعيد بفروعه في رام الله وبيت لحم وبيرزيت.
اقتحام ومصادرة
وحول هذه المبادرة، قالت نسرين ناصر، رئيسة قسم الموسيقى في "لابا، إنها جاءت بعد تعرُّض معهد إدوارد سعيد أخيرا للاقتحام على يد الاحتلال الإسرائيلي، ومصادرة مقتنياته وأجهزته، واعتقال مديره العام سهيل الخوري، وزوجته، والتحقيق معهما. وتابعت: "انطلاقاً من مسؤوليتها الإنسانية والفنية، ترفض (لابا) هذه المحاولات لخنق صوت هذا الصرح الثقافي والموسيقي العريق، وبادرت للتعبير عن تضامنها، من خلال الموسيقى، وفتح منبرها لإيصال الصوت الفلسطيني لأبعد من الحدود التي يحاول الاحتلال أن يرسمها لهم، والتأكيد على تمسكها بأحقية القضية الفلسطينية". ولفتت إلى أنه وقع الاختيار على مقطع من أغنية جسر العودة، الذي يقول:وسلامي لكم يا أهل الأرض المحتلةيا منزرعين بمنازلكمقلبي معكم وسلامي لكموالمجد لأطفال آتينالليلة قد بلغوا العشرينلهم الشمس لهم القدسوالنصر وساحات فلسطينوأضافت ناصر: "التعاون مع معهد إدوارد سعيد سوف يستمر على نحو أكاديمي وفني، وهذه الأغنية مجرد بداية".من جانبه، قال المايسترو يوسف بارا: "نفذت هذا العمل بفكر وقلب مقتنعين بعدالة القضية الفلسطينية، وتمسكنا بحقوق الشعب الفلسطيني، وبإيماني بأن الفن رسالة وقضية قبل أي شيء آخر".بدورها، قالت إيليني مستكلم، منسقة العلاقات العامة والتطوير في معهد إدوارد سعيد الوطني للموسيقى: "بداية، أشكر أكاديمية لابا وفريقها الموسيقي الذي تعرفنا إليه أثناء زيارتنا إلى الكويت العام الماضي، وجاءت المبادرة من قبل (لابا)، حيث اقترحوا التعاون على عمل للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتم الاتفاق مع مدير المعهد الزميل تامر الساحوري، وبالتنسيق مع المشرف وعازف القانون عزالدين سعيد".وتابعت: "اخترنا مقطعا من أغنية الرحابنة يعبِّر عن رسالة التضامن العربي والكويتي، خصوصا في ظل تسارع وتيرة التطبيع الحالية. نحن نناضل ضد الظلم، وضد محاولات الاحتلال لقمع أحلامنا كشعب فلسطيني. ولا شك أن هذا التعاون مهم جدا بالنسبة لنا، خصوصا بعد ملاحقة الاحتلال للفنانين، واعتقال المدير العام للمعهد سهيل خوري، وكذلك رانيا إلياس، والتحقيق معهما لفترة قصيرة، والاعتداء على المراكز الثقافية، ومصادرة أجهزتها دون أي سند قانوني". وأضافت: "لذلك نقدِّر جدا خطوة (لابا)، فكل الشكر للطلاب والفنانين الذين شاركوا في هذه المبادرة، سواء من (لابا)، أو معهد إدوارد سعيد، وأتمنى استمرار التعاون بيننا، رغم ظروف الاحتلال وجائحة كورونا. وبالأصالة عن نفسي، وباسم الشعب الفلسطيني، لا يسعني إلا شكر الشعب الكويتي الشقيق على مواقفه المشرفة دائما من القضية الفلسطينية".جدير بالذكر، أن اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني هو مناسبة تبنتها وتنظمها الأمم المتحدة، وتدور فعالياتها في مقر الأمم المتحدة في نيويورك كما بمكاتبها في جنيف وفيينا. ويتم الاحتفال به في 29 نوفمبر من كل عام للتذكير بالقرار 181 الخاص بفلسطين.