رسالة قبل فوات الأوان
![يوسف السيد يعقوب الرفاعي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1606930982612482800/1607015304000/1280x960.jpg)
هذه الممارسات أسباب جوهرية لتراجع الكويت أكثر فأكثر في التصنيفات الدولية على جميع الصعد، لتصطدم أحلامنا الإصلاحية بواقع ممارسة النواب البرلمانية التي أصبحت رهينة "سوق التكسب الانتخابي" الذي ازداد قوة بمرسوم الصوت الواحد. ورغم هذا التراجع المستمر للكويت على يد السلطة وأدواتها البرلمانية فإن ذلك يعتبر فقط حلقة ضمن مسلسل من تفريغ الانتخابات من محتواها الديمقراطي، فبعد حلقات تزوير الانتخابات عام 1967 وتعليق الدستور عامي 1976 و1986 نشهد اليوم اختراقاً غير مباشر للديمقراطية بنظام انتخابي يرسخ الانقسام ويفضل الأقلية على حساب الأغلبية، فهل من المعقول أن يكون نائب ممثلاً لـ "الأمة" بألفي صوت فقط في الدائرة الثانية، مثلاً، التي لا تشكل إلا 3 في المئة من إجمالي ناخبي الدائرة و0.03 في المئة من إجمالي الناخبين بجميع الدوائر؟نتيجة هذا النظام الانتخابي الذي يرسخ الفئوية وينصر المرشحين المتاجرين بالخدمات على أصحاب المبدأ والضمير هي مجلس تشكل فيه الحكومة أغلبية 80 في المئة عن طريق تحالف الحكومة بسياسة "العصا والجزرة" مع النواب الذين رشحوا أنفسهم أصلاً طمعاً في التكسب اللا وطني، فحتى لا يستمر هذا المسلسل الفاسد علينا أن نجعل إصلاح النظام الانتخابي مطلباً شعبياً موحداً بتوافق نيابي على مقترح واحد لتعديل النظام كحل مؤقت دون أن تتشتت المساعي على أكثر من قانون، فكلما انقسم النواب صعُب الإصلاح.كمواطنين وأصحاب للسلطة بموجب المادة السادسة من الدستور، لدينا فرصة ذهبية لنفرض كلمتنا في الانتخابات عن طريق اختيار المرشح ذي الطرح الوطني الاقتصادي والإصلاحي الموزون، فاجعلوا صوتكم الحر لمن يضع الحلول الواقعية والبرامج التنموية ويتعهد بتغيير النظام الانتخابي حتى ننقذ الوطن قبل فوات الأوان.