لبنان: محاولة لتعويم حسان دياب ... والآتي «أصعب»
يتعاظم حجم التحذيرات الدولية للطبقة السياسية في لبنان من مغبة الاستمرار في سلوكها السياسي المتخبط، فبعد جرس الإنذار الذي دقه الرئيس الفرنسي إيمايويل ماكرون قبل أيام، مستنكراً سلوك المسؤولين اللبنانيين، الذين لم "يفوا بتعهداتهم تشكيل حكومة والبدء بإصلاحات هيكلية مشروطة بها المساعدات للبنان"، أتى كلام وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا جايمس كليفرلي من بيروت، ليحذر المسؤولين من "كارثة اقتصادية شاملة"، طالباً منهم "تنفيذ إصلاحات عاجلة لمنع البلاد من الانزلاق أكثر في الأزمة الاقتصادية". وتبدو الطبقة السياسية غبر آبهة بتحذيرات المسؤولين الدوليين مع اصطدام "التشكيلة الحكومية" بحائط المطالب الحزبية، فلا اتصال بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف سعد الحريري، والتباعد بينهما إلى اتساع. وقالت مصادر سياسية متابعة، أمس، إن "عون قرر الاستغناء عن عملية التشكيل وشؤونها وشجونها، واستبدالها بالمجلس الأعلى للدفاع، الذي تحوّل إلى شبه مجلس وزراء الخميس الماضي، وبمحاولات لتعويم حكومة تصريف الأعمال برئاسة حسان دياب، في رسالة قوية وجهها إلى الرئيس المكلف".
وأتى موقف المجلس السياسي في "التيار الوطني الحر"، أمس، ليدعم رئيس الجمهورية في موقفه من الحريري، فاعتبر أن "المماطلة في تشكيل الحكومة تحمِّل المسؤول عنها الرئيس المكلف مسؤولية أخلاقية ووطنية، فمن غير المقبول ربط التشكيل بتبدّل الظروف وبالضغوطات الحاصلة". وأضاف: "إذا كان ما يزيد من التأخير هو الوقوع في فخ الوعود المتناقضة، فإن الالتزام بوحدة المعايير والمبادئ، كما يطالب التيار، هو حبل نجاة للرئيس المكلف، إذ يحفظ التوازنات ويحترم الأصول ويحقق الهدف الوطني بقيام حكومة اختصاصين تنفذ الإصلاحات المطلوبة، ويتمتع وزراؤها بالكفاءة والفعّالية والقدرة على الإنتاج".ومع غرق الأطراف في الاتهامات المتبادلة، أشارت مصادر سياسية متابعة، أمس، إلى أن "الأخطر من الجوع، الذي بدأ يطرق أبواب أغلبية اللبنانيين، هو الانهيار الأمني الذي التقت على الحذير منه القيادات الأمنية التي شاركت في اجتماع المجلس الأعلى للدفاع، حيث أعرب كل من المدير العام للامن العام اللواء عباس إبراهيم، والمدير العام لأمن الدولة طوني صليبا عن وجود معلومات لديهما تتقاطع مع ما تبلغه الرئيس عون من قائد الجيش العماد جوزف عون، حول تكشف خيوط ووجود معلومات مستقاة من أكثر من جهاز أمني ومخابراتي تؤشر إلى هز الاستقرار في لبنان، سواء عبر الحدود الجنوبية وما تعده إسرائيل على هذا الصعيد من اعتداءات واغتيالات". وتابعت: "ثمة أكثر من دليل تجمع لدى الأجهزة العسكرية عن إمكانية تحرك العديد من الخلايا الإرهابية والتكفيرية لتنفيذ عملياتها في أسبوع الأعياد، مستهدفة أماكن الاكتظاظ من دور عبادة ومجعات تجارية وسياحية، على ما ألمح إليه المجلس الأعلى للدفاع وحذر منه". وبينما لا توحي معطيات الخارج والداخل، بفرج قريب محليا، جدد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي التنبيه من الأخطر الآتي، وقال في عظته، أمس، إن "الأيام الآتية ستكون أصعب مما هي اليوم، بسبب الممارسة السياسية المدانة. غير أن رجاءنا بالله وعنايته يبقى أقوى".إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايكل بومبيو، أمس، أن بلاده تشيد بتصنيف سلوفينيا لـ"حزب الله" بكامله كمنظمة إرهابية، رافضة بذلك التمييز بين الجناحين السياسي والعسكري للحزب، مضيفا: "منذ اليوم الأول انخرطت إدارة ترامب في مشاركة دبلوماسية متواصلة لإقناع المجتمع الدولي بإلقاء نظرة واضحة على النشاط الخبيث لحزب الله، المدعوم من إيران، واتخاذ إجراءات لمنعه من العمل في أراضيهم. لقد وضعنا تركيزا خاصا على أوروبا، وحققت الحملة الدبلوماسية بقيادة وزارة الخارجية نتائج".