الأمم المتحدة تدعو إلى اتفاق نهائي في كاراباخ برعاية «مينسك»
في خطوة من شأنها أن تغضب أنقرة، الحليف المهم لباكو، حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أرمينيا وأذربيجان على «استئناف المفاوضات برعاية الرؤساء المشاركين لمجموعة مينسك»، التابعة لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، «للتوصل إلى حل سلمي ودائم» في النزاع حول ناغورني كاراباخ، حسبما جاء في بيان لم يأتِ على ذكر تركيا.وحسب البيان، فإن غوتيريش «يشجع الحكومتين والشعبين الأرمني والأذربيجاني على أن يسلكا طريق الحوار لإرساء السلام والاستقرار والازدهار الإقليمي»، مشيرا إلى استعداد الأمم المتحدة لتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعوب المتأثرة في ناغورني كاراباخ جراء النزاع الأخير، وطلب تعاونا كاملا من جانب الأطراف لضمان «وصول حر» من أجل توصيل المساعدات. ويأتي بيان غوتيريش غداة تصريح مشترك للولايات المتحدة وروسيا وفرنسا، الدول المشاركة في رئاسة «مجموعة مينسك»، يعيد تأكيد أهمية هذه الهيئة، في وقت تطالب تركيا بصيغة جديدة للمفاوضات تكون جزءا منها.ودعت أذربيجان من جهتها إلى استبعاد فرنسا عن الوساطة، بعد تصويت مجلس الشيوخ الفرنسي على نص يطالب بـ»الاعتراف» بكاراباخ.
جدير ذكره أنه بعد مجلس الشيوخ تبنت الجمعية الوطنية الفرنسية بغالبية كبيرة، الخميس الماضي، قرارا مؤيدا للاعتراف بناغورني كاراباخ، وهو احتمال أعلن وزير الخارجية جان إيف لودريان أنه يعارضه من أجل الحفاظ على دور فرنسا كوسيط. وتم تبني القرار غير الملزم، الذي قدمته مجموعة الجمهوريين في مجلس النواب، بأغلبية 188 صوتا مقابل ثلاثة أصوات وامتناع 16 عن التصويت. وفي يريفان، أعلن رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان إحراز تقدم في المفاوضات مع أذربيجان بشأن تبادل الأسرى.وصرح باشينيان، في خطاب وجهه إلى الشعب، أمس، «المهمة التي في غاية الأهمية هي استعادة الأسرى، وبودي القول إن هناك تقدما ما، ونسقنا تقريبا التبادل بصيغة الكل مقابل الكل».وأوضح أن هذا الأمر لا يتعلق فقط بالأسرى خلال الجولة الأخيرة من القتال، التي بدأت أواخر سبتمبر بل وقبلها من كلا الطرفين، مشددا على ضرورة وضع آليات لاستعادة الأسرى المعروفين الآن، وهؤلاء الذين ستتوفر معلومات عنهم لاحقا. وحسب بيانات جمهورية كاراباخ المعلنة ذاتيا والمدعومة من أرمينيا، تحتجز أذربيجان 100 أسير 40 منهم مدنيون.وتأتي تصريحات باشينيان بعدما تجددت التظاهرات الاحتجاجية ضده في العاصمة الأرمنية يريفان، على خلفية توقيعه اتفاق وقف القتال في كاراباخ. وأكدت وسائل إعلام محلية أن «عشرات المحتجين المعارضين أغلقوا أحد مفارق الطرق وسط العاصمة»، مشيرة إلى أن الشرطة تدخلت وطردت المحتجين من مفرق الطرق، بعد اعتقال العشرات، بينما واصل آخرون احتجاجاتهم في شوارع أخرى وسط المدينة، مطالبين باستقالة باشينيان.