بعد قليل (اليوم السبت)، أي وقت كتابة المقال، سأذهب إلى مدرسة مشعان الخضير في منطقة مشرف للإدلاء بصوتي، سأنتخب نائباً قاطع الانتخابات لفترة طويلة، لكنه قرر هذه المرة طرح نفسه في المجلس الجديد، رغم يقيني بأنه لو نجح مرشحي، أو لم يفز، فالنتيجة في النهاية عنوانها "تيتي تيتي لا رحتي ولا جيتي"، وكل ما سيحدث فيما لو نجح مرشحي، هو أو غيره من النواب المشاغبين، أنه سيزيد من صداع حزب السلطة الحاكم، وأكثر من هذا لن يحدث شيء.

حزب الحكومة باق، ويستحيل زحزحته، هو حزب السلطة الأبدية، ومدرسته العقائدية "اللي تبيه الحكومة (الشيوخ) يصير" ولا شيء غير ذلك، فهو سلطة الريع في دولة الاستهلاك والحياة كل يوم بيومه، ورغم أن هذا الريع يتبدد الآن وتنتظرنا أيام وسنوات حالكة الظلام، لكن ما العمل مع هذه الثقافة الريعية الأنانية، ولا يمكن حالياً قلب المفاهيم وخلق ثقافة منتجة لأمة تم تدمير قيم العمل والإنتاج وروح المسؤولية فيها منذ تفجر الثروة منتصف القرن الماضي، ستذهب الثروة ولن يبقى غير مشاعر اللؤم والنرجسية الأنانية، وتحميل الغير سوء إدارة البلاد بعد غياب السنوات الجميلة الماضية، وهي سنوات الوعي المغيب.

Ad

لم تكن الكويت دولة ديمقراطية بمعنى الكلمة في يوم ما، فلا تداول للسلطة ولا أحزاب متنافسة ببرامج انتخابية ووعي سياسي بمفهوم الأمة، وحكومة مشكلة من حزب الأكثرية، لا يوجد غير حزب السلطة الواحد لا يتغير ويفرض من الأعلى، لكن في السنوات الأولى من العمل بالدستور كانت الكويت أقرب للحالة الديمقراطية، ثم تدهورت من منتصف الستينيات وحدث تذبذب بعد ذلك في مسيرة المشاركة الشعبية، ويبقى في النهاية حزب الحكومة المشيخية غير قابل للمنافسة ولا للمحاسبة.

قضيتنا اليوم هي ما العمل مع الوضع الاقتصادي المتردي بالدرجة الأولى، ثم قضية حريات الأفراد التي تمت مصادرة ما تبقى منها في السنوات القليلة الماضية...؟ لن تجدوا الجواب عند المجلس الجديد ولا عند حزب السلطة الثابت... والمركب الكويتي سيظل يبحر "سماري" إلى مجهول لا يبشر بالخير.