يتبع الروائي مشاري الجوهر في كتاباته النمط التاريخي الواقعي، فكتب رواية "عازف على وتر الزمن" ورواية "عجوز النار"، إضافة إلى روايته الجديدة التي أطلقها أخيرا (يخون الملح)، التي اتبع فيها الخط الاجتماعي الواقعي.

قال الجوهر: "أحب كتابة الروايات التي يكون فيها استفادة للقراء، ويأخذون منها العِبر والقيم، لا أن تكون مجرَّد رواية لهدف التسلية والخيال فقط. رواية (يخون الملح) غريبة بعض الشيء عن يهود العراق".

Ad

عمل تلفزيوني

وأوضح أن رواية "يخون الملح" تجمع ما بين التشويق وتسلل الأحداث، والغموض، كما تتضمن الجانب الرومانسي، مشيرا إلى أنها تتناول قصة اجتماعية وتاريخية بالوقت نفسه.

ولفت إلى أن هذه الرواية من السهل جدا أن تتحول إلى عمل تلفزيوني أو فيلم، وخاصة أنها قصة حقيقية، وبها أحداث وثقت في التاريخ، إضافة إلى الروايتين السابقتين.

تسلسل زمني

وبيَّن الجوهر أن أفضل وقت للكتابة لديه هو شهر رمضان، حيث يكون لديه مساحة من الوقت، مشيرا إلى أن "الكتابة بحد ذاتها حالة تكوين، مع وضعها في قالب جديد نستمد أفكاره من واقعنا، للمحيط الذي نعيش فيه، وشخوصي غنية بالتفاصيل، مع تكثيف اللحظات المختلفة التي تحدث لتلك الشخوص عبر تسلسل زمني دقيق".

وعن سر اتجاهه للروايات الواقعية، قال الجوهر: "الكتابة الواقعية تتصف بقوة التأثير في القارئ، ولها وقع كبير على المتلقي، فالشخصيات التي تُبنى عليها رواياتي مستقاة من عمق الواقع بكل تجلياته".

وعمَّا إذا كانت القراءة قد قلَّت في الوقت الحالي، علَّق: "في الوقت الحالي الناس يقرؤون في مجالات متعددة، ومواقع التواصل الاجتماعي دفعتهم إلى الاتجاه للقراءة، خصوصا في ظل أزمة كورونا، حيث أكمل الكثير من الكُتاب والمبدعين أعمالهم المعلقة في هذه الفترة، بسبب الوقت الكبير الذي يقضونه في البيت. أما الفنان، فقام ببلورة أفكاره التشكيلية التي كانت مجرَّد فكرة، ليحققها على أرض الواقع، بسبب اتساع مساحة الوقت. أزمة كورونا رغم سلبيتها الكبيرة، لكنها أعطتنا مجموعة من الجوانب المفيدة".

ويرى الجوهر أن "سوق الرواية هو الأقوى، والدليل على ذلك في معارض الكتاب، سواء المحلية أو العربية أو حتى العالمية، تكشف المؤشرات أن الرواية من أكثر المبيعات، والأكثر رواجاً والأقوى بين الأجناس الأدبية الأخرى في وقتنا الراهن".

وأكد الجوهر أنه دائما يضع في رواياته مجموعة من الومضات القصيرة لأشهر الكُتاب والشخصيات، لكنها تحمل معاني جميلة، وقد "وضعت في رواياتي الأخيرة كلمة د. أحمد الربعي، رحمه الله، التي قال فيها (لو كان بيدي أن أمحو لمحوت سنوات الطيبة الزائدة عن الحد، والسذاجة التي تصل إلى الاعتقاد بأن كل الناس أنقياء)، وأخرى تقول (الأمم تدرس تاريخها بعين فاحصة ناقدة، لتتعلم أجمل ما فيه، وتحاول أن تتجنب تكرار أخطاء الماضي، ونحن أمه لا يتجرأ أحياؤها على نقد أمواتهم)"، مشيرا إلى أن "تلك الكلمات لها أثر على نفوسنا، وتستحق أن نتوقف لحظات ونتأملها ونفهم ما تعنيه".