البحرية الأميركية: نتعامل مع إيران بـ«الردع الحذر»

صحف أصولية تدعو للانتقام لفخري زاده قبل 20 يناير و«الحرس» يتمسّك برواية الاغتيال عن بُعد

نشر في 07-12-2020
آخر تحديث 07-12-2020 | 00:05
جنديان إيرانيان في طهران أمس الأول  (رويترز)
جنديان إيرانيان في طهران أمس الأول (رويترز)
أكدت البحرية الأميركية أنها وصلت إلى مرحلة «الردع الحذر» في التعامل مع إيران بعد شهور من الهجمات الإقليمية وعمليات الاستيلاء على سفن بالخليج، في حين احتفى الرئيس الإيراني حسن روحاني بقرب انتهاء ولاية الرئيس دونالد ترامب وذكر أنه سيلملم أوهامه بتصفير صادرات طهران النفطية مع حزمه لأمتعته لدى مغادرته البيت الأبيض.
بعد أشهر من الهجمات والحوادث التي استهدفت السفن وناقلات النفط قبالة سواحلها المطلة على الخليج، قال كبير مسؤولي البحرية الأميركية في الشرق الأوسط نائب الأميرال صمويل بابارو، أمس، إن أميركا وصلت إلى حالة «ردع حذر» مع إيران، حتى مع استمرار التوترات بين واشنطن وطهران على خلفية البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.

وأضاف المسؤول الرفيع الذي يشرف على الأسطول الخامس للبحرية الأميركية المتمركز في البحرين، بنبرة أكاديمية: «لقد حققنا ردعاً حذراً وهذا الردع يزداد صعوبة بفعل الأحداث العالمية والأحداث على طول الطريق».

وتابع: «لكنني وجدت أن النشاط الإيراني في البحر يتسم بالحذر والحرص والاحترام، حتى لا يخاطر بحسابات خاطئة غير ضرورية أو تصعيد في البحر».

ورفض بابارو التمييز بين البحرية الإيرانية العادية وقوات البحرية التابعة لـ«الحرس الثوري» التي شاركت واحتكت بعدة حوادث مع القوات الأميركية لدى عبورها مضيق هرمز وبمياه الخليج، وشكك بالفرضية القديمة التي تحدثت عن أن البحرية العادية التابعة للجيش موالية لشاه إيران السابق الذي أطيح به في الثورة الإسلامية عام 1979.

غير أن تصريحات بابارو حملت تحذيراً واضحاً، إذ نقل مقولة وزير الدفاع الأميركي السابق جيم ماتيس في وقت من الأوقات، وقال: «كن مهذباً، وكن محترفاً ولديك خطة لقتل كل من في الغرفة. هذه هي الطريقة التي نتصرف بها في البحر».

وجاء رصد بابارو لتراجع إيران بعد أشهر من إحجامها عن احتجاز أو استهداف أي ناقلة نفط بشكل مباشر ورغم تعرض ناقلة يونانية لأضرار جراء إصابتها بلغم بحري بميناء سعودي وتعرض سفينة شحن لهجوم قبالة سواحل اليمن حيث تدعم طهران جماعة «أنصار الله» الحوثية المتمردة.

موازنة واقعية

إلى ذلك، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني أنه تم وضع لائحة موازنة العام المقبل برؤية واقعية تأخذ بالاعتبار الأوضاع الاقتصادية وحاجات المجتمع.

واحتفى روحاني الذي تعاني بلاده جراء حملة الضغوط القصوى التي تبنتها إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بخسارة الأخير للانتخابات الأميركية، وذكر أن الأخير سيلملم أوهامه بتصفير صادرات طهران النفطية عندما يحزم أمتعته لمغادرة البيت الأبيض في 20 يناير المقبل.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن روحاني القول أمس: «رغم أن الولايات المتحدة وضعت الكثير من العقبات أمام صادراتنا من النفط والبتروكيماويات، فإن حلم ترامب بتصفير صادرات إيران من النفط لم يتحقق على الإطلاق».

وأشار إلى أن بلاده قادرة على زيادة إنتاج النفط على وجه السرعة، إذا ما تم رفع العقوبات، من الرئيس الديمقراطي المنتخب جو بايدن الذي أعرب عن استعداده للعودة إلى الاتفاق النووي في حال عادت الجمهورية الإسلامية للالتزام بقيوده الموضوعة على برنامجها الذري مع تلميح لتوسيع المعاهدة لتشمل أنشطتها في المنطقة وبرنامج تسلحها الباليستي.

في موازاة ذلك، توقع النائب الأول لرئيس الجمهورية إسحاق جهانغيري، إمكانية إحداث تغير في سياسات الإدارة الأميركية المقبلة، لكنه شدد على ضرورة إبقاء الحذر والاستعداد والتخطيط للظروف الصعبة مع استمرار العقوبات.

وقال خلال لقاء مع غرفتي التجارة الإيرانية الأوروبية والإيرانية الروسية إن «أعداء الشعب الإيراني من الكيان الصهيوني وحلفائه في المنطقة يقومون بإجراءات مغامرة وخطيرة بدافع اليأس».

تأخير مكلف

في غضون ذلك، دعت أوساط إيرانية محافظة لتسريع الرد الإيراني على اغتيال العالم النووي البارز محسن فخري زاده، أواخر نوفمبر الماضي قرب طهران، على عكس قناعة حكومة روحاني التي تسعى لتفويت الفترة المتبقية من ولاية ترامب تفادياً للدخول في تصعيد كبير تقول، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يجر طهران له.

وأمس، نشرت صحيفة «كيهان» المقربة من المرشد الأعلى علي خامنئي ودوائر صنع القرار، مقالاً في افتتاحيتها، حمل عنوان «لا يجوز تأخير الرد» داعية إلى الرد قبل 20 يناير موعد مغادرة ترامب للبيت الأبيض.

وجاء في المقال أن «الرد الإيراني على الإجراء الإرهابي ضد العالم النووي الصاروخي البارز، له أهمية أساسية إن حدث خلال الأيام المقبلة». وتتهم السلطات الإيرانية رسمياً إسرائيل بالوقوف وراء حادث الاغتيال مع اتهامات لواشنطن ودول بالمنطقة ومنظمة «مجاهدي خلق» بالتعاون في تنفيذ الاعتداء.

وأكد المقال أن تأخير الرد «مكلف للبلاد، وسيجعل العدو بعد تصرفه الإجرامي غير قلق ويصل إلى درجة من الاطمئنان ليلجأ إلى الدعاية العكسية بشأن جريمته».

ودعت «كيهان» إلى ضرورة الرد على إسرائيل خلال الأيام المقبلة، معتبرة أن «الرد الإيراني المزلزل على إسرائيلي سيعني أن القواعد الأميركية في المنطقة ليست في أمن وأمان، لأنه في حال مهاجمة إسرائيل يعني ذلك مهاجمة أكبر قاعدة أميركية في المنطقة، وبعد ذلك لن يكون أي معنى لأمن الأسطول الخامس في البحرين والقواعد الأميركية في الإمارات».

واعتبرت أن الرد القوي سيكون له 3 تبعات تتلخص في كسر صورة الهيمنة الإسرائيلية وإحداث شرخ داخل الدولة العبرية بالإضافة إلى إجهاض مسار التفاوض العربي ــ الإسرائيلي و»تطبيع العلاقات».

وكانت صحيفة «وطن امروز» دعت أمس الأول للانتقام لفخري زاده قبل مجيء بايدن.

تهديد «الحرس»

في هذه الأثناء، جدد المتحدث باسم «الحرس الثوري» العميد رمضان شريف، التمسك برواية اغتيال زاده عن طريق أجهزة إلكترونية متطورة تم التحكم فيها عبر الأقمار الصناعية عن بعد،خلال حفل تأبين للعالم في هرمزكان أمس.

وجاء ذلك بعد أن قال نجل للعالم الإيراني أن والده قد اغتيل قتل بـ»معركة حقيقية» مشيراً إلى وجود منفذين.

من جهة أخرى، استهل وزير الخارجية السوري الجديد فيصل المقداد أول جولة خارجية له بزيارة طهران، أمس، حيث التقى نظيره محمد جواد ظريف وعدداً من المسؤولين الإيرانيين.

من جهة ثانية، أعلنت وزارة النقل العراقية، أمس، غرق سفينة إيرانية محملة بالحديد أثناء توجهها إلى موانئ أم قصر بالبصرة قرب الحدود الكويتية.

وزير خارجية سورية الجديد يزور طهران في أول جولة خارجية له
back to top