ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الأول، بثقله دعماً للحزب الجمهوريّ في الانتخابات الفرعيّة الحاسمة لتحديد الأغلبيّة في مجلس الشيوخ وموازين القوى في العاصمة واشنطن.

وخصّص ترامب جزءاً كبيراً من خطابه للحديث عن الانتخابات الرئاسيّة، التي فاز بها غريمه الديمقراطي جو بايدن في 3 نوفمبر، مذكّرا بانتصاراته في ولايتي فلوريدا وأوهايو، ثمّ أضاف، خلافًا للنتيجة الرسمية «لقد فزنا أيضًا بجورجيا. كان ذلك جيّداً».

Ad

وقال ترامب، خلال مشاركته في جورجيا بأوّل تجمّع انتخابي بعد الاقتراع الرئاسي، «نحن نفوز في هذه الانتخابات، وسيُحاولون إقناعنا أنّنا خسرنا. نحن لم نخسر»، مندّدًا بـ«عمليات التزوير».

ووجّه ترامب انتقادات للسلطات المحلية، رغم أنّها جمهورية، على خلفية رفضها الرجوع عن نتائج الانتخابات فيها، حيث تقدّم بايدن في نهاية المطاف بفارق قليل من نحو 13 ألف صوت في هذه الولاية المحافظة التي يحكمها برايان كيمب، وسكرتيرها براد رافينسبيرغر.

وخاطب ترامب أنصاره: «إذا خسرت فسأكون خاسراً كريماً جداً، وسأقول إني خسرت وسأتوجه إلى فلوريدا، وسآخذ الأمر بسهولة، وسأقول إنني أديت عملاً جيداً، لكن لا يمكن أن تقبلوا على الإطلاق، السرقة والتلاعب».

وأكد ترامب أنه سيستمر في القيام بالإجراءات القانونية لتغيير النتيجة، وسينقل معركته بالنهاية إلى المحكمة العليا، مجدداً ادعاءه بأنه تم الإدلاء بمئات الآلاف من الأصوات غير القانونية.

وقبل وقت قصير من ظهوره في جورجيا، ضغط ترامب على حاكمها للمساعدة في قلب خسارته بفارق ضئيل إلى مكسب، وطلب منه خلال مكالمة هاتفية إقناع نواب الولاية باختيار ناخبيهم الذين سيدعمونه، بحسب وسائل الإعلام.

وكتب ترامب، في تغريدة، «بين حاكم ولاية أريزونا دوج دوسي، وحاكم جورجيا بريان كيمب، لم يكن من الممكن أن يكون الحزب الديمقراطي أكثر سعادة. لو كانوا معنا، لكنا فزنا بالفعل في الولايتين».

وحذر ترامب من محاولات أخرى لتزوير انتخابات جولة الإعادة بمجلس الشيوخ على مقعدي ولاية جورجيا المراقبة في 5 يناير، التي يتنافس فيها المرشحان الجمهوريان ديفيد بيردو وكيلي لوفلر في مواجهة الديمقراطيين جون أوسوف ورافائيل وارنوك.

وأوضح ترامب أنّه في حال «لم يفز بيرديو ولوفلر فـإنه لا شيء يمكنه إيقاف الديمقراطيّين، ولا فكرة لديكم إلى أيّ حد سيكون الأمر سيّئًا»، مشدداً على أنه لا يمكن السماح بذلك.

وفي حال خسارة الحزب الجمهوري مقعديه، فإنّ الأغلبية في مجلس الشيوخ ستنتقل إلى الديمقراطيين، لأنه في ظل التساوي بالمقاعد (50 لكل جهة) سيكون بإمكان نائبة الرئيس المقبلة، كامالا هاريس، التصويت والبت وفقاً للدستور. وسيتيح ذلك لجو بايدن الذي يتولى منصبه في 20 يناير، التعامل مع كونغرس ديمقراطي.

ولكن في حال احتفظ الجمهوريون بأغلبية مجلس الشيوخ، سيتعين حينئذ على الرئيس المقبل التعامل مع كونغرس منقسم، وسيكون بمقدور الجمهوريين عرقلة ترشيحاته للمناصب الحكومية ومشاريع القوانين المهمة.

وفي الجولة الأولى، تقدّم ديفيد بيرديو بأكثر من 88 ألف صوت على منافسه الديمقراطي جون أوسوف. يعطيه هذا الرقم هامشاً كبيراً، ولكنه ليس كافياً لمنحه أكثر من 50 في المئة من الأصوات اللازمة للفوز بمقعد جورجيا.

وتأخرت كيلي لوفلر من جانبها بأكثر من 300 ألف صوت عن منافسها رافايل وارنوك، لكنّها عانت في الجولة الأولى منافسة جمهوري آخر هو دوغ كولينز (980,500 صوت).

وفيما أكد بايدن أنه سيقوم بحملة في جورجيا، لكن من دون تحديد الجدول الزمني، حذّر الرئيس السابق باراك أوباما الجمعة في حملة انتخابية على الإنترنت لصالح الديمقراطيين من أنّ «الأمر لا يتعلق بجورجيا فحسب بل يتعلق بأميركا والعالم».

وفي اليوم نفسه، كان نائب الرئيس مايك بنس في جورجيا، حيث سعى بصعوبة للتوفيق بين رسالتين انتخابيتين: الاحتجاج على فوز جو بايدن وتحفيز الجمهوريين قائلاً: «يمكننا أن نقاتل من أجل رئيسنا، وأن يكون لدينا في نفس الوقت المزيد من الجمهوريين في مجلس الشيوخ».

وعلى الرغم من هجوم ترامب غير المسبوق على نظام الانتخابات الذي اعتبر أنه لم يعد صالحاً، فإن فريقه القانوني لم ينجح حتى الآن في تقديم أي أدلّة تقبلها المحاكم بشأن حصول تزوير وخسر العشرات من الدعاوى.

ورفضت محكمة استئناف فدرالية بعضوية قاضيين كانا في قائمة ترامب للمرشحين لعضوية المحكمة العليا، دعوى قضائية طالبت بإبطال فوز بايدن في جورجيا، كما قررت السماح بالتصويت الغيابي في جولة الإعادة لعضوية مجلس الشيوخ.

من جهة ثانية، أكد أوباما، أمس الأول، عدم وجود خطط لدى زوجته ميشيل للترشح للرئاسة. وقال في مقابلة مع صحيفة «لافانغوارديا» الإسبانية، بمناسبة صدور المجلد الأول من كتاب مذكراته «أرض الميعاد»، «هذا ما يمكنني ضمانه، لأنها لا تحب السياسة كما قلت في كتابي. مع ذلك سأؤيدها دائما بكل سرور في كل شيء إذا لزم الأمر، بغض النظر عن هدفها اللاحق، كما تصرفت هي أيضا في تعاملها معي».

وتمت ترجمة المجلد الأول من مذكرات أوباما، وحجمه 768 صفحة، إلى 25 لغة، وذلك بعد صدور كتابين سابقين بقلمه، هما «أحلام من أبي» (1995) و«جرأة الأمل» (2006)، واللذان يعدان من أكثر الكتب مبيعا في العالم.