أدلى أمس الفنزويليون بأصواتهم في الانتخابات البرلمانية التي من المتوقع أن تضع المؤسسة الحكومية الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة في أيدي حزب الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو، في أكبر بلد مصدر للنفط في أميركا اللاتينية.

ويحق لأكثر من 20 مليون شخص الادلاء بأصواتهم لانتخاب 277 عضوا في الجمعية الوطنية، بزيادة 110 أعضاء عن البرلمان المنتهية ولايته.

Ad

ويتنافس نحو 14 ألف مرشح في هذا الاقتراع.

وجرت هذه الانتخابات في بلد يشهد أزمة سياسية واقتصادية عميقة، يخنقه تضخم متزايد وتشله طوابير لا نهاية لها للحصول على الوقود وأنهكه نقص المياه والغاز والانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي.

وقاطعت الانتخابات أحزاب المعارضة الرئيسية برئاسة زعيم المعارضة خوان غوايدو الذي دخل في صراع على السلطة مع مادورو بعد فترة وجيزة من انتخابه رئيسا للبرلمان في يناير 2019، وتعترف به عشرات الدول كرئيس مؤقت لفنزويلا.

وقاد مادورو، الذي فاز بولاية ثانية في انتخابات 2018 التي تعرضت لانتقادات على نطاق واسع باعتبارها غير ديمقراطية، البلاد في ظل انهيار اقتصادي، بما في ذلك التضخم المفرط ونقص السلع الحاد وهبوط إنتاج النفط، ما دفع نحو 5 ملايين فنزويلي إلى الفرار إلى الخارج. كما اتخذ إجراءات صارمة ضد المعارضة، حيث اتهم محققو الأمم المتحدة الحكومة الفنزويلية بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بما في ذلك قتل الآلاف على أيدي قوات الأمن.

ووصفت أحزاب المعارضة التي تتبع قيادة غوايدو الانتخابات بأنها مزورة.

ورفض الاتحاد الأوروبي إرسال مراقبين لمراقبة التصويت، الذي انتقدته الولايات المتحدة ومنظمة البلدان الأميركية أيضا لافتقاره إلى الضمانات الديمقراطية.

وأثار زعيم «الحزب الاشتراكي» الحاكم ديوسدادو كابيلو القلق الأسبوع الماضي، بتحذيره من أن «أولئك الذين لا يصوتون، لا يأكلون»، في إشارة إلى المساعدات الغذائية للأسر الفقيرة.

وبذل الحزب التشافي الحاكم الذي يحمل اسم الرئيس الاشتراكي الراحل هوغو شافيز (1999-2013) كل الجهود لجعل هذه الانتخابات موعدا «تاريخيا» ودحض توقعات مراكز استطلاعات الرأي التي تتحدث عن مشاركة لا تتجاوز 30 بالمئة.

ورأى فيليكس سيخاس، مدير «معهد دلفوس» أن «التيار التشافي لديه سقف انتخابي يبلغ نحو 5.5 ملايين ناخب وهمه هو معرفة كيفية جذبهم إلى مراكز الاقتراع».

في غضون ذلك، تعهد مادورو بالاستقالة إذا فازت المعارضة في الانتخابات - وهو تصريح فسره المنتقدون بأنه يعكس يقينه من تحقيق نصر مدو.

ودعت أحزاب المعارضة التي تناصر غوايدو الفنزويليين إلى عدم التصويت.

لكن يُنظر إلى زعيم المعارضة على أنه ضعيف بعد أن فشلت استراتيجيته للمواجهة ضد مادورو في الإطاحة بالرئيس، بما في ذلك انتفاضة عسكرية فاشلة عام 2019، ومداهمة فاشلة من مرتزقة في مايو وعقوبات دولية.

ومن المنتظر أن يفقد غوايدو الآن السيطرة على البرلمان. ودعا إلى إجراء استفتاء من يوم 5 إلى 12 ديسمبر لقياس دعمه، حيث يتم طرح أسئلة مثل ما إذا كان الناخب يرفض «اغتصاب» مادورو للسلطة والانتخابات.

وشاركت أحزاب معارضة أكثر اعتدالا في الانتخابات، وسط حالة من عدم اليقين بشأن مدى قدرتها على تحدي الحكومة في البرلمان وحل محل معسكر غوايدو باعتباره المعارضة الرئيسية في البلاد.