قال القائم بأعمال السفارة اللبنانية في البلاد لدى الكويت السابق، السفير د. جان معكرون، إن مجلس الأعمال اللبناني ومجلس السيدات اللبنانيات رُكنان أساسيان في الجالية في الكويت، مشيرا إلى أنهما يعملان ليس فقط لمصلحة جميع أبنائها، بل أيضاً لمصلحة لبنان والمجتمع الكويتي النبيل.

وأضاف معكرون، في تصريح أمس، أن عام 2020 تميز بعهدٍ جديد للجالية، ففتح صفحة جديدة ليُكتب عليها بحروف من ذهب إنجازات ثقافية وإنسانية واقتصادية واجتماعية حقّقها هذان المجلسان اللذان هدفا إلى أرقى أنواع الإبداع، ألا وهو تحقيق الخير العام.

Ad

ووصف مجلس الأعمال بأنه جوهرة نادرة يُؤمَل من الجالية المحافظة عليها لكي تبقى متلألئة، بينما اعتبر مجلس السيدات اللبنانيات درّة ثمينة ينبغي عدم التفريط بها لكي تظلّ متألقة، مردفا: انبثق هذان المجلسان من الجالية اللبنانية التي اغتنت بأصالة الشعب الكويتي، فالعطاء تقليدها والابتكار ثمرة جهودها.

وأشار إلى أنه ليس بالإمكان إدراك أهمية اللبنانيين في الكويت إلا بعد التواصل معهم، مؤكدا أنهم في الوطنية مرجع وفي القانون مقصد وفي الحرص على كرامة الكويت مثال يُحتذى. واستذكر بفخر وحنين كبيرين فترة عمله الدبلوماسية في الكويت التي امتدّت لـ 10 أشهر، قائلا إنها كانت من أجمل وأهم المهمات التي تولّيتها.

وتابع: اللبنانيون في الكويت كانوا وما زالوا المُعين الأول للبنان في أيام الرخاء والأزمات، فكلما عصفت بلبنان أزمة سياسية أو اقتصادية أو تعرّض لعدوان، تنافس اللبنانيون على مدّه بالمساعدة المادية والمعنوية، مبينا أن الجالية اللبنانية تطورت لتصبح طاقة ثقافية واقتصادية ومالية تمثّلت في كُتّابٍ وصحافيين مرموقين واقتصاديين ومصرفيين في أرفع المناصب المالية، إضافة إلى قانونيين ومعلّمين ورجال أعمال معروفين أضافوا كلهم إلى العمران الذي عرفته الكويت جمالاً وفرادةً.

وقال إن الجالية اللبنانية لم تكن في أي وقت مصدر قلق للشعب الكويتي، بل أشاعت السلام والطمأنينة والتفاهم وسعت دوماً إلى تطبيق القوانين واحترام التقاليد الكويتية العريقة، مستطردا: نمت في قلوب اللبنانيين مشاعر الأخوّة الصادقة تجاه الشعب الكويتي المضياف، وكذلك تضاعفت في قلوبهم مشاعر الاحترام والتقدير لأمرائها الذين أحبّوا لبنان واستمرّوا في مساندته حتى في أحلك الظروف.

وأكد أن إنجازات اللبنانيين في الكويت لا مثيل لها في بلد تكرّم وقدّم لهم فرص العمل، مما أفسح لهم في المجال للنموّ والإبداع في مختلف الميادين.

إنجازات وابتكارات

وعن مجلس الأعمال اللبناني، أوضح أنه يضم شخصيات موهوبة متفوّقة في العلم وغنية في الخبرة، اعتادت الابتكار في عملها ومتطلّعة بشكل خلاّق إلى غد أفضل، مردفا: والأهم من ذلك أنها مجموعة واعية لمسؤوليتها أمام الجالية، وأنها حقا وجوه كبيرة تملأ اسمها شهادات إنجازاتها ليس فقط المهنية، بل أيضاً الإنسانية والوطنية والعلمية.

وأشار إلى إنجازات مجلس الأعمال التي بلغت 24 إنجازا خلال سنة واحدة من أهمها: تنظيم لقاء وفاء استذكاراً للمغفور له أمير الكويت الراحل صباح الأحمد، طيّب الله ثراه، وإطلاق حملة تبرعات لمواجهة فيروس كورونا للشعب اللبناني بقيمة 435 ألف دولار، إضافة إلى حملة تبرعات بمواد غذائية للعائلات اللبنانية المحتاجة، وعقد لقاء عمل عبر وسائل التواصل الاجتماعي بين شركات مقاولات كويتية وصناعيين لبنانيين، وأيضا حملة "بيناتنا خبز وملح" للوقوف إلى جانب الكويت وأهلها.

وأوضح أن من إنجازاته أيضا توجيه مراسلات تعاون لمجالس الأعمال في الكويت (كندا، وفرنسا، وألمانيا، والولايات المتحدة، وإيطاليا)، وتدشين مبادرة "سواعدنا معكم... معاً نحافظ على الكويت نظيفة"، وكذلك المشاركة في دعم حملة "انهضي يا بيروت" لإعادة ترميم البيوت المتضررة من جرّاء انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس، بالتعاون مع "لوياك بيروت" و"الغانم إنترناسيونال".

وعن مجلس السيدات اللبنانيات، لفت معكرون إلى أنه اعتمد شعار"العطاء بلا حدود"، حيث إن العطاء صفة مقدسة لديه، وأشاع الغبطة بين أبناء الجالية، وهبَّ إلى مساعدة الجميع في الكويت وإلى تقديم العون إلى لبنان.

وأضاف أن من أبرز إنجازاته مساعدة العائلات اللبنانية خلال فترة حظر التجول والإقفال إثر أزمة كورونا والتي بلغت 1500 عائلة، وإقامة سلسلة حوارات عبر "الإنستغرام" مع النائبة السابقة صفاء الهاشم وعضو مجلس إدارة "لوياك" فتوح الدلالي والفنان بديع أبو شقرا، إضافة إلى إطلاق حملة تنظيف شواطئ الكويت، وإعادة ترميم وتأهيل قسم سرطان الأطفال في مستشفى القديس جاورجيوس – بيروت تُقدّر بمليون دولار.

وأشار إلى جهود مجلس السيدات اللبنانيات في تقديم مساعدة إلى مستشفى سبلين بالتعاون مع الهلال الأحمر الكويتي، وتوزيع وجبات إفطار خلال شهر رمضان، وتأمين الأدوية لعائلات لبنانية محتاجة، وتبرّع مالي إلى جمعية مار منصور دي بول.

وعبّر السفير معكرون عن فخره واعتزازه بدور المجلسين، حيث إنه في كل يوم تتجه الأبصار إليهما لكي تعاين إنجازات القيّمين عليهما وتفرح بهم وتشجعهم على الاستمرار في التجدد والتغيير، مما يساهم في نموّ الجالية وتطورها، مشيرا إلى أنه من المفيد والملائم أن يستمر المجلسان في العمل والنشاط والحركة.

وأشاد بدور الزميل حمزة عليان، صديق المجلسين ومؤرخ الجالية اللبنانية، مشيرا إلى أنه قيمة معنوية وفكرية، مثمنا في الوقت نفسه جهود ميخائيل شاهين ومساهماته الكبيرة في دعم مستشفيات لبنان، وترميم مباني وزارة الخارجية والمغتربين المتضررة من انفجار مرفأ بيروت.