الانتخابات والقادم من الاستحقاقات
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
بالنسبة لانتخابات الكويت فإن الاستحقاق الأول هو تشكيل الحكومة، وهي عملية مضغوطة دستورياً، حيث يتطلب من رئيس الوزراء المكلف أن يشكل حكومته خلال أسبوعين، وهي مدة قصيرة نسبياً. وهنا ننصح بأن يتم الخروج عن المألوف في التشكيل الوزاري، حيث يتوسع في توزير عدد أكبر من نواب المجلس، وهي تجربة توقفت منذ مجلس 1996 ، وكذلك التوسع في توزير المرأة أكثر مما هو معتاد، ومحاولة لتعويض الغياب الكامل للمرأة بين النواب. ومع أن المرأة كسرت حاجز فوزها في 2009 بسرعة منذ حصولها على حقوقها السياسية سنة 2005 ، ومع أنني لا أحبذ نظام الحصص، إلا أنه صار مفيداً إعادة التفكير بنظام الحصص. على مستوى الإصلاح العام، وحيث إن الحكومة قد أعلنت نيتها تقديم مشروع بإنشاء اللجنة المستقلة للانتخابات، وهي خطوة مستحقة، وفي الاتجاه الصحيح، إلا أنه بات ضرورياً مراجعة النواقص وأوجه القصور في مشروع القانون، والتي ذكرناها في مقال سابق.المعركة القادمة بعد أن انتهت معركة الانتخابات، هي معركة استعادة الثقة، والتي لم تعد موجودة لا في البرلمان ولا في الحكومة. ومع أن استعادتها ليست بالسهلة، ولكنها ليست بالمستحيلة، فالملفات كثيرة، وأهمها تحسين أداء البرلمان للخروج من مأزق الفساد التشريعي المتكرر، والذي هو أكثر أنواع الفساد شيوعاً. ينبغي على الحكومة أن تغير من نهجها لتتعامل مع المجلس والدستور بشكل أكثر احتراماً ورصانة واحترافية، وعدم الاستمرار في لعبة القط والفار، التي لا تفيد بل تضر.أما بالنسبة للنواب وعلى تباينهم، فلا يمكن أن تتم خطوات إصلاحية بدون توافق على الحدود الدنيا، كمكافحة الفساد مثلاً، والتعليم، والاقتصاد المتراجع. ويتطلب ذلك الأمر تكتلاً نيابياً واعياً للمخاطر التي تعاني منها البلاد وسط حالة إقليمية ومحلية مضطربة. سيكون العمل الفردي معول هدم وتدمير من الداخل.بلا رؤية مستقبلية مشتركة، لن يكون مجلسنا إلا مضيعة لوقت الناس وإطالة في أمد التراجع.