رياح وأوتاد: ماذا تنتظرون بعد الوثيقة؟
أغلب ما جاء في الوثيقة يتطابق مع الدراسات السابقة التي قامت بها لجنة إصلاح المسار الاقتصادي واللجنة الاستشارية الاقتصادية العليا التي كنت أحد أعضائها، وتقارير الشال لجاسم السعدون ووزارة التخطيط وغيرها من الدراسات التي قام بها كويتيون وأجانب، وكان مصيرها للأسف الإهمال وعدم التطبيق، فماذا ستفعل الحكومة القادمة حيالها؟
![أحمد يعقوب باقر](https://www.aljarida.com/uploads/authors/125_1701277800.jpg)
والجدير بالذكر أيضاً أن هؤلاء الأساتذة ينحدرون من عدة مشارب وتوجهات كويتية، وليسوا من اتجاه أو طبقة اجتماعية واحدة، ويحملون أعلى الدرجات العلمية في تخصصهم، لذلك كان تشخيصهم للوضع الاقتصادي والمالي احترافياً علمياً خالصاً لمصلحة الكويت، فلم يخضع لتوجهات سياسية أو هوى أو ميل معين. والملاحظ أيضاً أن أغلب ما جاء في الوثيقة يتطابق مع الدراسات السابقة التي قامت بها لجنة إصلاح المسار الاقتصادي واللجنة الاستشارية الاقتصادية العليا التي كنت أحد أعضائها، وتقارير الشال لجاسم السعدون ووزارة التخطيط وغيرها من الدراسات التي قام بها كويتيون وأجانب، وكان مصيرها للأسف الإهمال وعدم التطبيق، وأيضاً هذه الوثيقة تتفق مع البيانات المهمة التي نشرتها مجموعة الـ26 فأصابها ما أصابها من الأذى والتجريح للأسف. لذلك يحق لنا أن نسأل متخذي القرار في الحكومة القادمة والأعضاء الجدد بعد أن قرع أبناؤهم وإخوانهم في الجامعة جرس الإنذار: ماذا تريدون بعد كل هذه الدراسات والبحوث والوثائق لكي تتخذوا القرارات المناسبة لإنقاذ مستقبل الاقتصاد الكويتي ومستقبل الأبناء والأجيال القادمة؟ اليوم على متخذي القرار في البلاد والإخوة الأعضاء الجدد الانصراف عن الاقتراحات والمشاريع الشعبوية الضارة ونصائح وآراء غير المتخصصين، والالتفات إلى الاقتراحات والقرارات التي تبني مستقبلاً أفضل بناء على الأسس العلمية التي تم وضعها في الوثيقة، ويكفي دغدغة المشاعر من أجل مكاسب مؤقتة نهايتها ستكون مؤلمة، فلم يعد هناك مزيد من الوقت.