الشعب قال كلمته
رد التحية للشعب الذي أخذ على عاتقه مسؤولية التغيير يستوجب من الحكومة أخذه على محمل الجد بتبنيها سياسة الإصلاح ومحاربة أوجه الفساد والقصور، مقرونة ببرنامج عمل واضح المعالم والأهداف، يقدم فور أدائها للقسم كي تكون المحاسبة والمراقبة على الأداء، ولكي تكون الصورة واضحة للشعب، ليعرف من المقصر ومن قلبه على الوطن.
لم أكن أتوقع تفاعل الناخبين بهذا الشكل ومشاركتهم الإيجابية في التغيير، حيث أثبت المواطن الكويتي قدرته ونفاذ بصيرته في تقويم أداء المجلس رغم الظروف الصحية التي تمر بها البلاد وحالة الطقس التي صاحبت يوم الاقتراع، فكان الشعب على الموعد ليقول كلمته.نسبة التغيير العالية لم تتوقف عند التغيير في الكم، ولكنها تجاوزتها إلى التغيير في نوعية المخرجات، والتي جاءت غالبيتها للتناسب والعهد الجديد، لكن الحذر كل الحذر من وقوع ممثلي الأمة في فخ الاصطفاف الفئوي والطائفي والبحث عن المصالح الشخصية، فتحية الشعب يجب أن يقابلها إخلاص في العمل، وإيمان في نهج يعزز الوحدة الوطنية، ويراعي مصالح المواطنين والوطن.مخرجات هذه الانتخابات عبرت عن سخط الشارع من أداء مجلس 2016 بكل وضوح، وعليه يجب على سمو رئيس الوزراء الدخول بطاقم حكومي يضم الكفاءات بعيداً عن منظومة المحاصصة التي أثبتت فشلها مع كل الحكومات المتعاقبة، لذلك المطلوب الخروج من صندوق المحاصصة ومن الدائرة الضيقة في اختيار الوزراء.
الكويت تزخر بالكفاءات وفي كل المجالات، والعمل الوزاري تكليف لا تشريف، والمرحلة القادمة تحتاج فريق عمل لديه روح الفريق الواحد، متضامنا يعمل وفق رؤية وطنية مهمته الأولى إنقاذ الكويت على كل المستويات الاقتصادية والخدماتية ومحاربة الفساد.الأوضاع المحلية والإقليمية والدولية مليئة بالتحديات، والكويت تعيش أوضاعاً استثنائية تتطلب الكثير من التعاون بين الحكومة والمجلس في سن القوانين والتشريعات التي من شأنها تحريك عجلة التنمية. لا يخفى على أحد حجم المشاكل التي تحتاج إلى معالجات وإصلاحات جذرية في التعليم والصحة والإسكان والتركيبة السكانية وقضية البدون وقلة الوظائف المتاحة للخريجين وتضخم الهياكل في الإدارات الحكومية والفساد المالي والإداري وضعف الموارد المالية غير النفطية وقلة مساهمة القطاع الخاص في توظيف الكويتيين، ودعمه للاقتصاد الوطني، واعتماده على المشاريع الحكومية.رد التحية للشعب الذي أخذ على عاتقه مسؤولية التغيير يستوجب من الحكومة أيضا أخذه على محمل الجد بتبنيها سياسة الإصلاح ومحاربة أوجه الفساد والقصور، مقرونة ببرنامج عمل واضح المعالم والأهداف، يقدم فور أدائها للقسم كي تكون المحاسبة والمراقبة على الأداء، ولكي تكون الصورة واضحة للشعب، ليعرف من المقصر ومن قلبه على الوطن.أبارك للإخوان الذين حالفهم الحظ بالفوز بعضوية مجلس الأمة، راجياً منهم الإخلاص للكويت والعمل على مصلحة المواطنين وترك لغة التخوين والتعصب، فقد مللنا وعانينا ما يكفينا، ولا تظنوا بأن مثل هذا الخط ينطلي على الشعب، ويكفيكم عبرة من سقط في هذه الانتخابات.فخور بالناخبين ومتفائل بالعهد الجديد، اللهم احفظ الكويت من كل مكروه.ودمتم سالمين.