الرئيس المنتخب جو بايدن يوسِّع تعييناته تحت ضغوط «الأقليات»

في خضم موجة انتشار غير مسبوقة لفيروس كورونا دفعت العديد من الولايات الأميركية إلى إعادة فرض العزل العام، اختار الرئيس المنتخب جو بايدن المدعي العام لولاية كاليفورنيا اللاتيني خافيير بيسيرا لتولي منصب وزير الصحة والخدمات الإنسانية في إدارته المنتظرة.

ووسط أنباء عن نية وزير العدل وليام بار الاستقالة قبل نهاية خروج الرئيس الجمهوري دونالد ترامب من البيت الأبيض في 20 يناير، نقلت كلّ من «إن بي سي» و«نيويورك تايمز» و«وول ستريت جورنال» و«نيويورك تايمز» ووسائل إعلاميّة أخرى عن مصادر لم تُسمّها قريبة من بايدن أنّ هناك اتّجاهاً لترشيح بيسيرا، عضو الكونغرس السابق والمحامي الصريح عن حقوق ذوي الأصول اللاتينية وبرنامج حقوق المهاجرين «داكا» أمام المحكمة العليا، والمدافع القوي عن برنامج الرئيس السابق باراك أوباما للرعاية الصحية، الذي تعرّض لهجوم شديد من ترامب والجمهوريّين.

وفي سابقة هي الأولى لأميركي من أصل لاتيني، شغل بيسيرا (62 عاماً) منصب مدعي عام ولاية كاليفورنيا في 2016، خلفاً لنائبة الرئيس المنتخب كامالا هاريس بعد انتخابها لعضوية مجلس الشيوخ.

وفي حال تثبيت بيسيرا في منصب وزير الصحّة، سيكون عليه قيادة الوزارة في ظلّ الجائحة الصحية التي أودت بأكثر من 282 ألف أميركي وسجلت لليوم الثالث على التوالي رقماً قياسياً يومياً من الإصابات وصل قرابة 230 ألف إصابة.

وفي حين قرر بايدن إبقاء مدير معهد الأمراض المعدية أنتوني فاوتشي كبيراً لمستشاريه في الصحة، رشح بايدن، الذي اختار في وقت سابق أليخاندرو مايوركاس الكوبي الأصل لشغل منصب وزير الأمن الداخلي، مديرة قسم الأمراض المعدية في مستشفى ماساتشوستس الحكومي وأستاذة الطب بجامعة هارفرد روشيل والنسكي لقيادة مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، لتحل مكان روبرت ريدفيلد، التي تعرضت لضغوط من ترامب وحلفائه على خلفية إرشادات الوقاية من الفيروس.

تعيينات سياسية

وبينما أفادت «نيويورك تايمز» بأن ترشيح بيسيرا يبدو سياسياً بعد احتجاج اللاتينيين على ضعف تمثيلهم في الإدارة الديمقراطية، طالبت عضوة مجلس النواب كارين باس بايدن بإشراك ذوي الأصول الإفريقية بالمناصب العليا وتعيين واحد على الأقل في المناصب السيادية المتبقية وتحديداً النائب العام ووزير الدفاع.

واعتبرت باس أن «الأمر سيكون عظيماً إذا أسند منصب وزير الدفاع لأميركي أسود». وكان بايدن قد اختار شخصين لشغل منصبين من المناصب الأربعة الكبرى، وهما أنتوني بلينكن وزيراً للخارجية وجانيت يلين وزيرة للخزانة، وهما من البيض.

وقبل توجيهه كلمة للأميركيين اليوم حول توفير اللقاح المرتقب، أعلن ترامب أمس الأول أن محاميه الشخصي رودي جولياني وقائد جهوده القضائية المتعثرة لقلب نتيجة الانتخابات أصيب بفيروس كورونا.

وكتب ترامب، في تغريدة، «أظهرت الفحوص أن جولياني، أعظم رئيس بلدية في تاريخ مدينة نيويورك والذي يعمل بلا كلل لفضح أشد الانتخابات فسادا في تاريخ الولايات المتحدة، أصيب بالفيروس الصيني».

عزل عام

وفي غياب تصور وطني لكيفية الحد من تفشي المرض لحين توافر اللقاحات على نطاق واسع في الربيع، سارعت ولايات عدة لفرض إجراءات العزل العام للحد من ارتفاع عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا.

وعبرت منسقة فريق العمل المعني بمكافحة الفيروس بالبيت الأبيض ديبورا بيركس عن خيبة أملها أمس الأول إزاء تضارب الرسائل الصادرة عن إدارة ترامب والتي انعكست على مفاهيم البعض عن الكمامات والتباعد الاجتماعي والمناسبات الأكثر نشراً للعدوى.

ولم يفرض سوى نصف عدد الولايات الخمسين قيوداً جديدة الشهر الماضي مع ارتفاع عدد الإصابات والوفيات وأعداد من يتلقون العلاج بالمستشفيات إلى مستويات قياسية.

وقالت بيركس: «الآن في الولايات الجنوبية، لدينا حكام ورؤساء بلديات لديهم حالات تعادل ما كان موجوداً في الصيف، ولا يطبقون نفس السياسات وإجراءات التخفيف التي طبقوها والتي يعرفون أنها غيرت مسار هذه الجائحة في الجنوب».

وفي أكبر ولاية أميركية من حيث السكان، ستغلق كاليفورنيا الحانات وصالونات تصفيف الشعر والحلاقة أبوابها الساعة 11:59 مساء، وسمحت للمطاعم بفتح أبوابها، على أن يقتصر نشاطها على توصيل الطلبات للمنازل في منطقتي ساذرن كاليفورنيا وسان خواكين فالي، وستفرض منطقة سان فرانسيسكو باي العزل العام أيضا اعتبارا من الساعة العاشرة.