أقامت منصة الفن المعاصر (كاب)، عبر صفحتها في "إنستغرام"، محاضرة "أونلاين" بعنوان "المسرح الكويتي بين الماضي والحاضر"، تحدث خلالها الكاتب بدر محارب، وأدارتها أمينة عثمان.

في بداية المحاضرة، أعطى محارب مقتطفات عن بدايات المسرح في الكويت بإيجاز، وأوضح في حديثه أنه في الستينيات والسبعينيات كانت بداية المسرح بشكل أكبر، لافتا إلى أن فترة الخمسينيات كان موجود المسرح، لكن لم يكن بشكله الحالي، أما في فترة الستينيات فقد أسست الفرق الأهلية، مشيرا إلى أن هذه الفرق أصبح لديها مواسم مسرحية تقدّمها كل سنة في موسمين ثقافيين، وهما الموسمان الصيفي والشتوي.

Ad

وحول رأيه في أهمية الموهبة والدراسة للفنان، قال محارب: "على الفنان الموهوب أن يتسلح بالعلم ويكتسب ثقافة، سواء كان في البداية، أو فيما بعد، يظل موهوبا ولكن يظل هناك شيء ناقص، وهو العلم والثقافة المسرحية، فلذلك يفضل أن يجمع الموهبة مع العلم، وإذا جمع الاثنين فإنه يصل إلى مرحلة النضج من خلال العلم".

وعن تجارب الكويت في المسرح العالمي، قال محارب: هناك عدة تجارب، ومنها مسرحية "المرة لعبة البيت" مقتبسة عن مسرحية "بیت الدمیة" لهنریك أبسن، وأيضا المعهد العالي للفنون المسرحية يقدّم دائما أعمالا عالمية، وكان يخرجها كبار الأستاذة، مثل الأستاذ أحمد عبدالحليم، وكرم مطاوع، وسعد أردش، ويصورها تلفزيون الكويت، إضافة إلى مهرجانات تقدّم الأعمال العالمية، مضيفا: "من المهم أن يطلع الفنان على ثقافات الدول الأخرى، ليستخدم أدواته ويجد نفسه في نص ربما يكون غائبا عن البال، فيظهره، وأيضا نحن نستفيد من تعرّفنا إلى هذه الثقافة".

سقف الحريات

وعن الانفتاح المسرحي بين الماضي والحاضر يقول محارب: "الانفتاح المسرحي في السابق كان أكثر من الوقت الحالي، فقد كانت حرية الرأي والتعبير أقوى من الحرية حاليا، ولم تكن هناك قوانين مقيدة للحريات مثل القانون المرئي والمسموع، أو المطبوعات والنشر، أو الجرائم الإلكترونية وغيرها.

وكانت الرقابة متساهلة مع المسرح في تلك الفترة، وهو تساهل يُحسب لها، لأن المسرح يتنفس ويعيش بحريّة التعبير، وكانت مسرحيات في الستينيات والسبعينيات جريئة"، مؤكدا أن المسرح في تلك الفترات كانت فائدته ورسالته واضحتين، لأنه كان يقدّم مسرحيات بجرأة أكبر، وحاليا عندما اختفت الجرأة سادت السطحية، وساد الاهتمام بإضحاك الجمهور أكثر من الهدف الموجود أو الرسالة التي من الممكن أن تقدم.

وعلّق قائلا: "لا مانع من إضحاك الجمهور، أعتقد أن المسرحية لكي تكون ناجحة لا بدّ أن تكون كوميدية وممتعة، لكن أيضا أن تكون إضحاك بهدف ومعنى ليس إضحاكا من خلال السخرية على الشكل أو اللون أو الطول أو القصر، إنما تكون كوميديا هادفة وجميلة وكوميديا موقف.

واختفت هذه الأعمال، لأن هناك تشديدا من الرقابة، فالرقابة في الستينيات والسبعينيات، وأواخر الثمانينيات كانت عبارة عن 3 موظفين من وزارة الإعلام يقرأون النصوص ويجيزونها أو يرفضونها وانتهى الأمر، أما الآن فهناك لجان ومنها لجنة نصوص ولجنة العروض، وهناك قبضة مشددة، وكأن ما سيقدم على المسرح هو بمنزلة الثورة أو القنبلة مع أنه شيء بسيط، وأتمنى من المجلس الوطني للثقافة والفنون أن يتساهل مع الرقابة، ويخفف من قبضته من الرقابة ويرفع سقف حرية التعبير، حتى تقدّم مواضيع على الأقل جريئة، وإذا تخطت هذه المواضيع القانون ودخلت المحظورات يستطيع أن يوقفها ويرفع دعوى في النيابة وفي القضاء، وللمتضرر حق اللجوء إلى القضاء، وإذا اتضح أن الفنان مظلوم، فمن الممكن أن يرفع قضية على من اشتكى عليه ليطالب بتعويضات التوقف. وأتمنى أن يرتفع سقف حرية التعبير حتى نكون مثل فترتي الستينيات والسبعينيات".

عبدالحسين

من جانب آخر، قال محارب في حديثه عن الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا "الفنان عبدالحسين عبدالرضا: يحسب له بالدرجة الأولى أنه أعاد الجمهور إلى المسرح، وخلق جمهورا مسرحيا، ففي السابق كان الجمهور خفيفا في فترة الستينيات، والمسرحية تستمر أسبوعا، ومن ثم تتوقف، لكن عبدالرضا من خلال ظهوره في أعماله بالتلفزيون التي يقدّمها عمل لنفسه اسما كبيرا، فأصبحت الناس تترقب مسرحياته بشغف، وأصبح له جمهور ضخم وكبير في الستينيات والسبعينيات، فهو خلق جمهورا للمسرح، وجعل للمسرح جمهورا في الكويت، فأصبحت المسرحيات تستمر شهرا أو شهرين.

والراحل عبدالحسين يعتبر عرّاب المسرح الكويتي أو يعتبر من أهم رموز المسرح أو من أهرامات الكبيرة في المسرح الكويتي". وأضاف محارب أنه مع الأسف لم يعمل مع الراحل، لكن استدعاه أكثر من مرة، فقد كان في باله أن يقدّم مسرحية قبل أن يتوفى وهي مسرحية "وحش طوروس"، وكان يتمنى أن يقدّم هذه المسرحية.

وأوضح محارب أن الراحل كان أيضا مشجعا للفنانين، فقد كان تقريبا يحضر "بروفات" مسرحياته، ويعطي بعض الملاحظات مهمة، وفي مسلسل "دلق سهيل" كان يحضر موقع التصوير ويجلس معهم، مؤكدا أن الفنان الراحل عبدالحسين فنان لا يتكرر.

وأكد محارب، في حديثه، أهمية المسرح المدرسي، مبينا أننا نفتقده في الوقت الحالي، فقد كان في السابق من أهم الأنشطة في وزارة التربية، ويخرّج طلبة محبين للمسرح، اختفى حاليا المسرح المدرسي، إضافة إلى المسرح الجامعي يقدّم أعمالا مسرحية رائعة، ويشارك في المهرجانات الخارجية، أيضا شبه اختفى حاليا.