التفاؤل بالسقوط أكثر من النجاح!
![أ.د. غانم النجار](https://www.aljarida.com/uploads/authors/30_1682522974.jpg)
ويتجاوز الاستحقاقان الناحية الإجرائية، بل إنهما جزء أساسي من العملية السياسية، وقد تكشفان عن المستقبل القادم من عمر المجلس.الأهم هو ما بعد الانتهاء منهما، وأن تكون الرسالة التي على الحكومة والمجلس أن يدركاها، أن هناك إحباطاً وانعداماً للثقة وخوفاً سائداً، من تكرار ذات الممارسة، ولذا صار لا بدّ من بذل كل الجهود لإجراء تفاهمات واسعة بين النواب أنفسهم من جانب وبين الحكومة من جانب آخر.لقد بات ضرورياً أن تستوعب الحكومة والنواب أن المطلوب منهم أن يتعاملوا بطريقة مختلفة، كحالة طوارئ، في سبيل إخراج البلاد من مستنقعات، فاضت مجاريها، وأنهكت البلاد والعباد، مما يفرض حاجة لآليات جديدة للخروج منها بمائها الآسن، بعيداً عن البلاغيات الإنشائية، التي يرددها النواب في معرض ردودهم على الخطاب الأميري، لتصبح أوراقاً لا تسمن ولا تغني من جوع.لا بدّ من استغلال فرص التغيير، والخروج من حالة الدلع، والاسترخاء النيابي والحكومي، فنحن مقبلون على أوضاع اقتصادية صعبة، وفساد مستشرٍ، في التشريع وغيره، وإدارة تنفيذية مترهلة، ولا يمكن التصدي لتلك الملفات إلا بوضع صيغ تنفيذية قابلة للقياس الحقيقي، دون عبث أجهزة التخطيط المملة، بل بالتعاون الجاد بين السلطتين للخروج من حفر عميقة من الصعب ردمها.تكشف لنا تجاربنا التاريخية أننا أساتذة ومحترفون في إضاعة الفرص الذهبية التي تحلّ علينا، ونراهن على الزمن كثيراً لحل المشاكل، حتى يصبح الحل أكثر كلفة، وأكثر تعقيداً، ونضيع الوقت في الجدل العقيم، وهي عاهة مستديمة، تحتاج إلى علاج ناجع، ماذا وإلا، فإن الإحباط سيتراكم ويحدث الانهيار المتوقع.