إيران لن تفاوض على السياسات الإقليمية ولا على «النووي»

• حسن روحاني لفيصل المقداد : يجب مواجهة إسرائيل لتحرير الجولان
• تثبيت الإعدام على صحافي معارض

نشر في 09-12-2020
آخر تحديث 09-12-2020 | 00:04
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مجتمعاً بوزير خارجية سورية فيصل المقداد والفريق المرافق له في طهران أمس الأول       (أ ف ب)
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف مجتمعاً بوزير خارجية سورية فيصل المقداد والفريق المرافق له في طهران أمس الأول (أ ف ب)
دعت إيران دول المنطقة للدخول في مفاوضات منفصلة، رافضة الجلوس على طاولة تضم الدول الغربية لمناقشة شاملة بشأن عدة ملفات مع توجّه الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لإحياء الاتفاق النووي، في حين جدد «الحرس الثوري» وعيده بالانتقام لاغتيال أبرز عالم نووي في البلاد أواخر الشهر الماضي.
جدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، أمس، ضمناً، رفض إيران لمطالب دول خليجية بالانضمام الى مفاوضات مرتقبة بين إيران وإدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن، مؤكدا أن بلاده مستعدة للحوار مع دول الجوار بشكل مباشر على أساس "مبادرة هرمز" للسلام التي طرحها الرئيس الإيراني حسن روحاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في 2019.

وكتب ظريف تغريدة باللغتين العربية والإنكليزية مخاطبا الدول الجارة في الخليج: "الجيران الأعزاء؛ لماذا تطلبون من أميركا والدول الأوروبية الثلاث (المانيا وبريطانيا وفرنسا) لتوجدوا في مفاوضاتهم مع ايران، في حين انه أولاً؛ لن يتم إجراء أي مفاوضات معهم حول منطقتنا، لأنهم هم انفسهم أساس المشكلة بمنطقتنا، ثانيا؛ نحن بإمكاننا التحدث مع بعض بصورة مباشرة ومن دون تدخّل الأجانب".

وجدد ظريف دعوة دول المنطقة إلى الحوار على أرضية المقترحات التي تقدمت بها طهران، والتي تشمل "مبادرة أمن المنطقة 1986، ومجمع الحوار الإقليمي 2016، ومبادرة هرمز للسلام 2019".

لا تفاوض على «النووي»

في غضون ذلك، استبعد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، علي ربيعي، الدخول في أي مفاوضات جديدة مع إدارة بايدن قبل أن تعود الأخيرة إلى الالتزام بالاتفاق النووي الذي قلصت الجمهورية الإسلامية التزامها به رداً على حملة الضغوط القصوى التي فرضتها إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب عليها.

وأشار إلى إنه تم إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتحرّك إيران نحو تركيب 500 جهاز طرد مركزي في نطنز، وهو الأمر الذي يهدد بنسف الاتفاق النووي.

أما عن إعلان اليابان وبعض الدول العربية مشاركتها في مفاوضات جديدة حول الاتفاق النووي الإيراني قال: نرحب بدور اليابان بشكلٍ عام، باعتبارها شريكا مهما وصديقا في الشؤون الدولية، لافتا إلى أن "المفاوضات حول الاتفاق النووي انتهت بالنسبة لنا، وليس من المقرر إقامة مفاوضات جديدة، المسألة الوحيدة المتبقية اليوم هي عودة جميع الأطراف في الاتفاق النووي إلى التزام بتعهداتهم تجاه الاتفاق".

وفي وقت تبدو السلطات الإيرانية مرتبكة في التعامل مع حادث اغتيال العالم النووي البارز فخري زاده الذي اتهمت إسرائيل بالوقوف خلفه، شدد الرئيس حسن روحاني خلال استقباله وزير خارجية سورية فيصل المقداد على أن بلاده ستواصل دعم دمشق حكومة وشعبا كحليف استراتيجي.

وقال روحاني: "يجب مواجهة المحتلين الصهاينة حتى تحرير الأراضي المحتلة بما فيها الجولان"، مضيفا أن "الهدف الأساسي من الإرهاب والعقوبات هو الضغط على الدول والحكومات الشرعية والمستقلة في المنطقة، لذلك ندرك جيداً وضع الشعب السوري في مواجهة العقوبات، لأننا عانينا من أسوأ العقوبات في السنوات الثلاث الماضية". وشدد على أن "مسار أستانا للسلام مفيد من أجل الحفاظ على مصالح سورية ووحدة أراضيها".

من جانبه، وصف المقداد العلاقة بين طهران ودمشق بأنها من أكثر العلاقات السياسية في العالم قيمة ونزاهة، وقال: "نعتقد أن على الدول الأخرى أن تتعلم كيفية بناء علاقة صداقة حقيقية وكيفية مواصلتها بقوة".

شمخاني

ولاحقاً، أكد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني خلال استقباله المقداد أن "العالم سيكون أكثر أمناً من دون الكيان الصهيوني" في تكرار على ما يبدو للتهديدات الإيرانية بمحو إسرائيل.

وشدد عل ضرورة توسيع العلاقات بين طهران ودمشق. وكانت إسرائيل قد بعثت برسالة إلى مجلس الأمن الثلاثاء قبل الماضي تطالبه بـ "مواجهة محاولة التموضع الإيرانية" في سورية.

تهديد وعمل

ووسط تباين بين حكومة روحاني التي تفضل إرجاء الرد على ضربة زاده لحين انتهاء ولاية ترامب في 20 يناير المقبل وبين التيار المتشدد الذي يستعجل الثأر، أطلق قائد "الحرس الثوري" حسين سلامي تهديدات جديدة بالانتقام.

وأكد سلامي العزم على "مواصلة طريق الشهيد فخري زاده"، وقال إنه "على الأعداء أن يترقبوا ردود الجمهورية الإسلامية حسب الكيفية والوضعية التي نحددها نحن".

وأضاف أن "أي نقطة يركز عليها العدو هي بمنزلة نقطة قوتنا". ورأى أن "عمليات الاغتيال والإجراءات العمياء من قبل الأعداء لن تؤدي سوى إلى تسريع عجلة الثورة الإسلامية".

وتزامن ذلك مع توقع محلّل الشؤون العسكريّة في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أليكس فيشمان، أن "عملاً عسكرياً ضد المشروع النووي الإيراني يحوم في الأفق، تماماً كما حدث عام 2011".

وتابع فيشمان "نحن لسنا في مرحلة قرار الضغط على الزناد، لكنّ إسرائيل تقترب إلى هناك بسرعة، وهذا غير مرتبط بها. إسرائيل لا تحدّد وتيرة الأحداث". وأردف: "لكن لو أن لدولة إسرائيل حكومة تقوم بمهامها وكابينيت (المجلس الوزاري الأمني والسياسي المصغّر) يعمل بشكل منتظم، لكان هذا هو الموضوع الأساسي الذي يناقشانه خلال اليوم وفي الأشهر المقبلة".

وعدّد فيشمان أمورًا ادّعى أنها تزيد من وتيرة الاقتراب من العمل العسكري، منها اغتيال زاده، الذي تتّهمه إسرائيل بالإشراف على عسكرة البرنامج النووي الإيراني.

وأشار إلى خطوة البرلمان الإيراني بالتخلي عن قيود تخصيب اليورانيوم التي اتخذت بعد قتل زاده.

إعدام صحافي

في سياق منفصل، قالت إيران أمس إن المحكمة العليا أيّدت حكما بإعدام الصحافي المعارض البارز، روح الله زم، الذي اعتقل العام الماضي خلال ما وصفته طهران بعملية للمخابرات، بعد أن قضى سنوات في منفاه بفرنسا.

back to top