مع وصول الانتخابات الأميركية إلى مرحلة "الملاذ الآمن" الرئيسية لتثبيت أصوات الولايات ومنع "الكونغرس" إلى حد كبير من التدخل، اختار الرئيس المنتخب جو بايدن، الجنرال المتقاعد لويد أوستن وزيراً للدفاع في إدارته المقبلة، ليكون - إذا صادق "الكونغرس" على تعيينه - أول وزير دفاع أميركي من أصول إفريقية.

وشارك هذا الجنرال المتقاعد (67 عاما) في حربَي العراق وأفغانستان، قبل أن يصبح أول رجل أسود يتولى القيادة المركزية للجيش الأميركي المعنية في منطقة الشرق الأوسط.

Ad

وعمل بايدن مع أوستن، حينما أشرف على تنفيذ قرار الرئيس السابق باراك أوباما سحب 50 ألف عسكري أميركي من العراق في عام 2011.

وتولى أوستن قيادة القوات الأميركية في الشرق الأوسط بين عامي 2013 و2016، خلفاً لوزير الدفاع السابق جيم ماتيس بين عامي 2017 و2019. وهو خريج أكاديمية "وست بوينت" العسكرية المرموقة، وخدم أكثر من 40 عاماً في الجيش، قبل التقاعد عام 2016، والانتقال للعمل في قطاع الدفاع، كما عدد من سابقيه. وهو عضو في مجلس إدارة "رايتون تكنولوجيز"، واحدة من أكبر الشركات المصنعة للطيران ومعدات الدفاع في العالم.

وأثار توليه هذا المنصب انتقادات له من بعض التقدميين. لكن تصديق تعيينه في "الكونغرس" ليس أمراً مؤكداً، إذ إن نواباً وخبراء في الأمن القومي أعلنوا معارضتهم لهذه التسمية، مشيرين إلى أن مدة تقاعده لا تزال دون السبع سنوات، وتتطلب إعفاء مثل ما قام به النواب في عام 2016 لتعيين ماتيس.

وفي ظل مضي بايدن قُدماً في عملية انتقال السلطة وإعلان المناصب الرئيسية في إدارته، وصلت الانتخابات الرئاسية، أمس، إلى ما يسمى بـ "الملاذ الآمن"، وهي مرحلة رئيسية يتم فيها تثبيت أصوات الولايات، ويُمنع "الكونغرس" إلى حد كبير من التدخل.

ويأتي "الملاذ الآمن" بعد 35 يوماً من يوم الانتخابات. وتخصص هذه الفترة لتسوية أي نزاعات. وإذا ما صدّقت أي ولاية على نتيجتها قبل هذا الموعد، فإنه لا يمكن لـ "الكونغرس" أن يتدخل لاحقا لإلغاء ما قرره الناخبون في تلك الولايات.

ويمهد هذا للحدث الرئيسي المقرر الأسبوع المقبل، وهو التصويت في المجمع الانتخابي. واكتسب هذا التسلسل للإجراءات، الذي عادة ما يكون هادئا، زخماً هذا العام برفض الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الاعتراف بالهزيمة، ومضيه في رفع دعاوى قانونية في عدد من الولايات لإلغاء نتيجة الانتخابات التي فاز بها جو بايدن.

وفي أحدث معركة قضائية، رفضت قاضية المحكمة الجزئية في ديترويت، ليندا باركر، أمس الأول، دعوى تطالب بإلغاء فوز بايدن في ولاية ميشيغان لعدد من الأسباب، من بينها التأخير في رفع الدعوى وانتفاء صفة مقيمها المحامي السابق لحملة ترامب، سيدني باول.

وفي الوقت الذي يواصل ترديد مزاعمه بشأن تزوير الانتخابات ويرفض الاعتراف بالهزيمة، اعتبر ترامب أن الولايات المتحدة أصبحت "مثل دولة من العالم الثالث".

وقال ترامب، في كلمة موجزة للصحافيين بالمكتب البيضاوي، "لقد تم تزوير الانتخابات. إنك تنظر إلى الولايات المختلفة، وتجد أن الانتخابات تم تزويرها بالكامل"، مضيفا: "إنه أمر مخز لبلادنا. فهي تشبه دولة من العالم الثالث".

وفي واحد من 3 تشريعات كبيرة ستطرح أمام "الكونغرس" هذا الشهر، صوّت مجلس النواب أمس على مشروع قانون شامل للإنفاق الدفاعي، لتوجه هذه للميزانية الجديدة، التي تبلغ قيمتها 740.5 مليار دولار، "فيتو" محتملاً من ترامب.

ومن المتوقع أن تتم المصادقة على ميزانية الدفاع السنوية لعام 2021 في مجلسي النواب والشيوخ هذا الأسبوع، ما يوفر زيادة 3 بالمئة على رواتب العسكريين.

وفي يوليو، تمت المصادقة على نسختين منفصلتين للقانون في مجلسي النواب والشيوخ بغالبية أكثر من ثلثي الأصوات اللازمة لتفادي "فيتو" رئاسي.

وقال ترامب إنه سيسحب تهديده باستخدام "الفيتو" في حال أزال النواب البند المتعلق بتغيير أسماء قواعد عسكرية تكرّم رموز قادة الكونفدرالية الأميركية.

كما طالب أيضا بإضافة بند يلغي العمل بالقانون الذي يعرف باسم "المادة 230" التي تحمي وسائل التواصل الاجتماعي من المسؤولية عما ينشره المستخدمون على منصاتها.