هل بدأت «أوبك» أخيراً بالتفكك؟
![ذا هيل](/theme_aljarida/images/authorDefault.png)
ومن الواضح أن سوق الطاقة يتغير، فقد أعلن مقال في "وول ستريت جورنال" في 1 ديسمبر أن "شركة "إكسون موبيل" تتراجع عن خطة لزيادة الإنفاق لتعزيز إنتاجها من النفط والغاز... في حين تعيد الشركة المتعثرة تقييم العقد القادم"، كما ورد في المقال أن كلاً من "رويال داتش شيل" و"بي پي" و"شيفرون" تخفض قيمة أصولها، حيث جاء فيه: "أشارت الشركات الثلاث إلى التوقعات الداخلية لانخفاض أسعار السلع الأساسية كسبب لتراجع أسعار النفط". ومن الناحية السياسية، حظيت "أوبك" بدعم هذا العام من خلال اقترانها بدول مصدرة من خارجها في "أوبك بلس"، إلّا أن هذا التحالف قائم على المصلحة، وليس على علاقة طويلة الأمد، يُذكر أن حرب الأسعار العبثية بين روسيا والسعودية التي اندلعت في مارس وأبريل لم تنته إلا بعد أن اتفق الطرفان على خط أساس لتخفيضات الإنتاج التي كانت في مصلحتهما بدلاً من أن تكون في مصلحة الدول الأعضاء. ومن المثير للاهتمام، أنه ربما يتمّ تقويض قيادة السعودية لمنظمة "أوبك"، إن لم يتم تحدّيها فعلياً، من قبل إحدى أقرب حليفاتها وهي الإمارات العربية المتحدة، فمع كل النفط الموجود في دولة الإمارات تقريباً، تسعى أبو ظبي إلى زيادة حصتها النظرية في ظل تشغيلها حقولاً جديدة لتمويل طموحاتها الإقليمية المتزايدة.ومن المرجح أن يتمثل أحد العوامل الإضافية لعام 2021 في تسلم الرئيس المنتخب جو بايدن منصبه، فحتى لو استغرق الأمر للإدارة الأميركية الجديدة أسابيع أو أشهراً لبدء عملها بسلاسة، فإن تصريحاتها المشجعة حتى الآن للحدّ من تغيّر المناخ تُمهد الطريق لاتخاذ قرارات عملية في الولايات المتحدة وخارجها، وفي المقابل قد يؤدي ذلك إلى زيادة إنتاج النفط والغاز الطبيعي في العام المقبل، بدافع ارتفاع الأسعار.وقد تكون زيادات الأسعار مزعجة للإدارة الأميركية الجديدة وللمستهلكين، ولكن من المحتمل أيضاً أن تشكل ضربةً أخرى لكل من "أوبك" و"أوبك بلس"، مما يؤدي إلى إثارة الجدل حول زيادة الحصص والغش في مستويات الإنتاج، وعلى الرغم من احتمال تكرار الأزمات الداخلية لمنظمة "أوبك"، فإنّه لا يمكنها أن تكون دورية بعد الآن، وبدلاً من العودة إلى النقطة نفسها، قد يكون الاتجاه داخل الكارتل سائراً نحو التفكك. * سايمون هندرسون*