يرى الفنان الشاب فيصل الخرجي أن الفن يحمل في مضمونه الكثير من الرسائل الجميلة والإيجابية، متمنياً أن يقدمها عبر نتاجه الفني، لكن ذلك لم يتحقق بسبب أزمة فيروس كورونا، وأضاف: «ما يحدث الآن مبهم، خاصة أننا لا نستطيع الدخول إلى المرحلة الخامسة، وغير واضح ما قد يحدث، فكل الجهات متوقفة كالمسرح والسينما».وحول تأثير كورونا على المشهد الغنائي، قال الخرجي: «ساهمت أزمة كورونا في تعزيز إبداعاتنا أكثر أنا وزملائي الفنانين الشباب، فالوقت بات متاحا لتقديم أعمال جديدة كما أن الجلوس في البيت أثناء الحظر وما تلاه من مراحل كشف أفكارا جديدة وكلمات وألحانا اقوى وأجمل، فضلا عن بعض الفنانين الذين استثمروا وقت فراغهم وقاموا بتجهيز عدد من الأغاني للفترة القادمة».
وتابع: «بالنسبة لي بت أجهز أعمالا جديدة تناسب مفهوم المجتمع، واختباري لأعمالي تبلورت وتطورت بشكل إيجابي كونها تلامس حاجات المجتمع الذي تأثر بأزمة فيروس كورونا، منذ بداية الأزمة رغبت في طرح أغنية، لكن الشركة التي اتعاون معها طلبت مني التريث قليلا لان الاوضاع العامة غير مستقرة، ومراعاة للاوضاع النفسية للناس، لأن تصوير الكليب يحتاج مكانا عاما ينجز فيه، والوضع العام لا يسمح بالتجمعات، وأصبح الافق ضيقا فيما يتعلق بالتصوير».وعن كيفية تعامله مع «السوشيال ميديا»، ذكر: «لقد خدمتني كثيرا هذه الوسائل، وأذكر أن فنانا كبيرا قال لي يوما إن عرضت أغنيتك في المريخ وكان لك محبين سيصغون لها، لذلك فإن السوشيال ميديا خدمتني كثيرا، وكذلك كان يوتيوب جيدا لترويج أعمالي الجديدة، حيث بات الاقبال والتركيز عليه أكثر».وأردف: «في السابق كنت عندما أنتهي من إنتاج ألبومي اتصل على القنوات الغنائية ليعرضوه في قنواتهم بهدف الانتشار، أما اليوم فقد اختلف الوضع، ولا نحتاج نحن الفنانين بشكل مباشر إلى القيام بهذا العمل، فالسوشال ميديا ساهمت في نشر أعمالنا وبسهولة، لذلك قد تساهم قنواتها في نجاح الفيديو كليب أكثر من التلفزيون نفسه، كما أنها خدمت التلفزيون نفسه، وأستعد حاليا لتصوير كليب لأغنيتي الجديدة باللهجة المصرية عنوانها تعرفت عليها، وسيتم تصويرها خلال الايام المقبلة».
أغنيات وطنية
أما المغنية ولاء الصراف فترى أن العمل مستمر حتى في أزمة كورونا، وتستطيع تقديم أعمالها فيما يخدم الظروف العامة، «وبالنسبة لي دوري إيجابي في الوقت الحالي، بهدف خدمة بلدنا، وكنت أول المبادرين بتقديم عمل فني عبارة عن أغنية بعنوان فخر الكويت، من ألحاني، وغناء جاسم بن ثاني، وكلمات محمد الشريدة، وتوزيع براك المطوع، والأغنية الثانية قسم بالله من ألحان حمد الخضر، بهدف تشجيع العاملين والمتطوعين في الصفوف الأولى، وجميع من قدم الدعم التطوعي لخدمة الكويت، والموجودين في منازلهم، ومن المؤكد أن كل شخص بادر ولو بخطوة صغيرة في خدمة وطنه في ظل الأزمة».وأضافت الصراف أنها تستعد حاليا لتقديم أغنية وطنية لصاحب السمو أمير البلاد، أما عن أزمة كورونا فكل شيء مؤجل فيما يتعلق بالأغاني العاطفية، ما عدا الأغاني التي تخدم الوطن والإنسان، وعملها توقف فعلا حتى في مركز جابر الأحمد الثقافي كونها عضوة في الفرقة، وفيما يتعلق بالسوشيال ميديا بينت أنه يساهم في دعم الفنان بشكل جيد، أما بالنسبة لها فهي بعيدة قليلا عنها.النافذة الإلكترونية
وقال المطرب خالد عبدالكريم عبدالقادر إن «فيروس كورونا ما زال يسيطر على الوضع الفني، وقد نعود إلى أعمالنا كالسابق بعد سنة أو أكثر على أبعد تقدير»، مؤكدا أن «يوتيوب» ساهم كثيرا في نشر الأعمال الفنية ولبى احتياجات كثير من الفنانين من خلال عرض أعمالهم.وأشار إلى أن «السوشيال ميديا فرضت وجودها على العالم، وهذه النافذة الإلكترونية أيضا أفادتني من ناحية عملي، ولا ننسى أمورا كثيرة تغيرت في العالم العربي بسبب أزمة كورونا»، مضيفا أن عالم الموسيقى في يوتيوب مقبل على تطور كبير.مشاريع متنوعة
بدورها، ذكرت الفنانة ايما شاه أنها لا تتوقع الكثير خلال الفترة المقبلة غير أن الإجراءات المشددة ستستمر، مبينة أنها استفادت من وقت الفراغ في أزمة كورونا للتخطيط لأعمال مقبلة، وإنجاز ما يتلزم إنجازه، متابعة: «قمت بإنتاج كتابين خياليين: لوبسيدا، وآخر عن نهاية العالم، يعني هذا الوقت عبارة عن هوم وورك».وفيما يتعلق بـ «يوتيوب»، أضافت شاه: «أكيد مستمر وموجود ومتاح بين الناس، ويستطيعون الاستماع الى الاغاني والحفلات التي انتجتها سابقا، وأقوم بتصوير فيلم بالإضافة الى إنتاجي كتابين، أقوم بتسجيلهما صوتيا، وبدأنا تسجيل التراكات الأولى لأغنيتي الجديدة لازم اموت».التواصل مع الجمهور
في السياق ذاته، قال المغني جاسم بن ناجي إن التحسن يزداد كل يوم عن يوم، والحياة تعود إلى طبيعتها تدريجيا، وذلك بحسب الإحصائيات اليومية التي نقرأها في الصحف، والتي تشير إلى أن نسبة المصابين بالفيروس تتقلص، وأتمنى زوال هذا الوباء بإذن الله، وبشكل عام الفيروس لم يؤثر على نشاطي وأعمالي، وتعلمت من هذه الأزمة التواصل مع الجمهور بشكل أكبر، خاصة أنني كنت سابقا لا أتواجد كثيرا في قنوات السوشيال ميديا».وأردف بن ناجي: «لكن أثناء الأزمة اختلف الأمر واجتمعنا أكثر، وبات تواصلي مع المتلقي بشكل أكبر، وأتلمس ردود أفعال المتابعين بشكل جيد عبر مواقع السوشيال ميديا أكثر من يوتيوب، التي هي أساسية لنشر العمل، لكن تواصلي المباشر مع الأشخاص يتم أكثر عن طريق تويتر وانستغرام وغيرهما».وعن العراقيل التي تواجه الفنانين الشباب اليوم، أوضح أنها تتمثل في المادة، والسبب أن التسويق يحتاج إلى مادة قوية تدعمه، واحتمال تكون تكلفة التسويق أكبر من تكلفة العمل نفسه، إن كان المطرب مؤمنا بنفسه ويرغب في عمل آخر يقوم به، يسشتعر بأن ما أنتجه من عمل استهلك كثيرا من العمل والمال، لذلك قد يتراجع عن تقديم عمل آخر لهذا السبب.