السعودية وكندا تعتمدان «فايزر» في مواجهة فيروس كورونا

نقاش عام في الولايات المتحدة حول اللقاح وملاحظات لندن حول «الحساسية» ستؤخذ بالاعتبار

نشر في 11-12-2020
آخر تحديث 11-12-2020 | 00:05
رجل يضع كمامة ويمرّ قرب رسمة على جدار كتب عليها «كوفيد 19 ـــ 84» في باريس أمس (أ ف ب)
رجل يضع كمامة ويمرّ قرب رسمة على جدار كتب عليها «كوفيد 19 ـــ 84» في باريس أمس (أ ف ب)
انضمت السعودية وكندا إلى بريطانيا والبحرين بإعلانهما اعتماد لقاح «فايزر ـــ بيونتيك» المضاد لـ «كوفيد-19»، في حين أجرت أميركا نقاشاً عاماً حول فوائد اللقاح قبيل قرار محتمل بالترخيص لهذا اللقاح.
بعد المملكة المتحدة التي بدأت الثلاثاء حملة تطعيم جماعية تقتصر في المرحلة الأولى على طواقم الرعاية الطبية والمسنين، والبحرين وكندا، أعلنت السعودية أنها وافقت على تسجيل لقاح «فايزر ـــ بيونتيك» الأميركي ـــ الألماني المضاد لفيروس كورونا المستجد. وسيكون بذلك «فايزر» أول لقاح تقرّه السعودية، وتتمكن بعد ذلك الجهات الصحية في المملكة من استيراده واستخدامه بعد أن وافقت الهيئة العامة للغذاء والدواء السعودية على طلب بهذا الشأن تقدمت به شركة «فايزر».

وقالت الهيئة، إن وزارة الصحة ستعلن عن موعد وصول اللقاح وبدء استخدامه بعد استكمال متطلبات الاستيراد.

كندا

وقبل القرار السعودي بساعات، أعطت كندا، أمس الأول، الضوء الأخضر للقاح «فايزر».

وقالت وزارة الصحة الكندية في بيان، «حققت كندا إنجازاً بالغ الأهمية على صعيد مكافحة كورونا عبر المصادقة على أول لقاح»، وأكدت أن «مراجعة للقاح أظهرت أنه يستوفي المعايير الصارمة للسلامة والفاعلية والجودة للاستخدام في كندا».

ومن المفترض أن تبدأ حملة التلقيح في كندا في الأيام المقبلة وفق تعهّد أطلقه رئيس الوزراء جاستن ترودو.

الولايات المتحدة

وفي الولايات المتحدة، قام حوالي عشرين خبيراً أميركياً مستقلاً أمس بمراجعة بيانات لقاح فايزر بشكل مباشر على الإنترنت، للبت فيما إذا كانوا يوصون بترخيصه، في بادرة شفافية غير مسبوقة في العالم لكنها حالت دون أن تكون الولايات المتحدة أول بلد يلقح مواطنيه.

وفي نهاية النقاش، تصوت اللجنة الاستشارية على توصيتها إلى وكالة الغذاء والدواء الأميركية التي يتوقع أن تعطي ضوءها الأخضر خلال أيام، بعدما اعتبرت اللقاح آمناً وفعالاً في تقرير أصدرته الثلاثاء الماضي.

وباتت شركات البريد السريع على غرار «فيديكس» و»يو بي إس» على استعداد لتوزيع اللقاح على المستشفيات وغيرها من مراكز التلقيح الخاصة والعامة.

وحرصت الوكالة الأميركية المتهمة بأنها أجازت بشكل متسرع علاجات مشكوك بها مثل الهيدروكسي كلوروكين تحت ضغط الرئيس دونالد ترامب في الربيع وفي الصيف، حرصت هذه المرة على عدم التسرع وسلوك آلية تلتزم بأعلى مقاييس الدقة العلمية، إدراكاً منها أن مئات ملايين الأشخاص سيتلقون مادة تم تطويرها في أقل من تسعة أشهر.

ونشرت FDA ومختبرات فايزر 145 صفحة من البيانات الناجمة عن تجربة سريرية جرت على 44 ألف متطوع، تعرض تفاصيل تتميز بقدر من الدقة لا يقارن بما نعرفه عن اللقاحات الروسية والصينية التي بدأ استخدامها على نطاق واسع في البلدين.

تظهر البيانات أولاً أن اللقاح يعطي نتائج تفوق التطلعات. فالجرعة الأولى تبدأ بتأمين حماية بعد عشرة أيام على تلقيها، ثم الجرعة الثانية بعد 21 يوماً تخفض خطر التقاط كوفيد-19 بنسبة 95 في المئة، مقارنة مع شخص لم يتلق اللقاح.

وأفضل ما في الأمر بحسب ما قال سعد عمر من جامعة يال، هو أن اللقاح يمنع فعلاً أخطر أشكال المرض.

مفاعيل جانبية

وإن كان اللقاح يتسبب بمفاعيل جانبية غير مرغوب بها لا بل مزعجة في بعض الأحيان، لكنها غير خطيرة. إذ شعر 80 في المئة من الذين تلقوا اللقاح بألم في موقع الحقنة، وأحس العديد منهم بأعراض تعب وألم في الرأس وفي الجسد. لكن التأثير الجانبي الوحيد المقلق الذي ظهر على مدى شهرين من المراقبة كان 4 حالات من شلل الوجه النصفي المعروف بشلل بيل، من أصل 18 ألف شخص تلقوا اللقاح. وغالباً ما تكون هذه الأعراض مؤقتة. وإن كان سبب هذا الشلل الوجهي غير مؤكد بالأرقام، إلا أن FDA أوصت بتكثيف المراقبة في ما بعد.

الحساسية

كما أن هناك خطر حصول حساسية، مع رصد حالتين في المملكة المتحدة.

وقال منصف السلاوي، الذي يقود جهود الحكومة الأميركية حول اللقاح، إنه يتوقع أن تؤخذ ردود الفعل التي تلقتها السلطات البريطانية حول تأثير «فايزر» على المصابين بأمراض الحساسية في الاعتبار في عملية اعتماد التطعيم بالولايات المتحدة، مشيراً إلى أنه يجب على الأرجح ألا يأخذ المعروف إصابتهم بردود فعل تحسسية شديدة هذا اللقاح إلى حين توفّر مزيد من المعلومات.

وأشاد البعض بتوخّي السلطات البريطانية الحذر، بينما قال آخرون إن الأدلة المتاحة لا تبرّر فرض قيود واسعة النطاق على أخذ اللقاح.

ووصف جورج بولاند، خبير علم الفيروسات في «مستشفى مايو كلينيك» والذي يقدّم المشورة للسلطات الأميركية، رد الفعل الأولي من جانب بريطانيا بأنه «مبالغة».

التوزيع

ويبقى الآن توزيع اللقاح، وهي مهمة تنسقها الحكومة الفدرالية وعهد بها إلى القطاع الخاص. وستشمل الدفعة الأولى من اللقاحات حوالي ثلاثة ملايين جرعة، تنطلق من مصنع فايزر في كالامازو بولاية ميشيغان، ويتم توضيبها في علب تحتوى كل منها على ما يصل إلى 4725 جرعة، وتحفظ مبردة بمستوى 70 درجة تحت الصفر بواسطة الثلج الجاف.

وتأمل مدينة نيويورك في أن تحصل على الجرعات الأولى من اللقاح اعتباراً من الأحد كما أعلن حاكمها أندرو كومو. وستخصص لنزلاء دور رعاية المسنين والعاملين فيها وللطواقم الطبية.

هجوم إلكتروني

والدليل على أهمية الرهانات الحالية حول لقاحات كوفيد-19 تقوم الوكالة الأوروبية للأدوية التي تناقش حالياً مسألة منح تراخيص لعدد منها، موضحة أنها تعرضت، أمس الأول، لقرصنة معلوماتية.

وجاء في بيان مقتضب للوكالة ومقرّها أمستردام، أنها «سارعت إلى فتح تحقيق شامل بتعاون وثيق مع أجهزة تطبيق القانون وكيانات أخرى ذات صلة».

ولاحقاً أصدرت «فايزر» بياناً أعلنت فيه أن «وثائق تتعلق بلقاح فايزر ـــ بايونتيك تعرّضت للقرصنة خلال الهجوم»، لكنها أكدت أن «أيا من نظامي بايونتيك أو فايزر لم يخترق كما لم ترصد أي قرصنة للبيانات الشخصية».

والوكالة الأوروبية للأدوية التي تنظم سوق الأدوية في دول الاتحاد الأوروبي الـ 27 ستصدر في 29 ديسمبر على أبعد تقدير قرارها حول ترخيص مشروط للقاح فايزر-بايونتيك.ومساءً، أكدت وكالة الأدوية الأوروبية أن الهجوم الإلكتروني ضدها لن يؤثر على تسليم اللقاحات.

قرصنة بيانات حول «فايزر» من وكالة الأدوية الأوروبية
back to top