تناولت وكالة «فرانس برس»، في تقرير نشرته، أمس، جهود المصالحة بين الرباعي العربي الذي يضم السعودية ومصر والإمارات والبحرين من جهة، وقطر من الجهة الأخرى، وأن هناك مؤشرات على قيام وسائل الإعلام في قطر والسعودية بالتخفيف من حدة لهجتها.

ونقل التقرير، الذي أشارت فيه الوكالة إلى أن الحل الشامل قد يكون بعيد المنال، عن دبلوماسي غربي في الخليج، قوله: «نحن نبحث عن حل مؤقت محتمل في غضون أسابيع قليلة (...) لا أعتقد أن أي شخص يتوقع حلاً كاملاً. سينظر الجميع في مدى دفء صياغة البيان» الذي قد يصدر بخصوص الاتفاق.

Ad

ونقل دبلوماسيون في الدوحة عن مسؤول قطري كبير قوله، إن الاتفاق النهائي «تم الاتفاق عليه مبدئياً» لكنه «محدود النطاق».

وأشاروا إلى أنّ المسؤول أوضح أن السعودية لا ترغب في الإعلان عن الاتفاق قبل نهاية حكم دونالد ترامب على الأرجح بهدف تسجيل نقطة إيجابية لدى إدارة الرئيس المنتخب جو بايدن الذي توعد بإعادة تقييم الروابط مع الرياض.

وبحسب تقرير «فرانس برس» سيكون المؤشر الحقيقي مستوى التمثيل القطري في قمة مجلس التعاون الخليجي المرتقبة قبل نهاية العام الجاري، والتي لم يحدد مكانها بعد. وسيشكل حضور أمير قطر مؤشراً على حدوث التقارب.

ونقل التقرير عن كريستيان أولريشسن من معهد «بيكر» للسياسة العامة بجامعة رايس الأميركية «سيستغرق الأمر وقتاً طويلاً وجهوداً مستمرة من كل الأطراف لإعادة بناء العلاقات».

وتابع « أي اتفاق سيكون بداية لعملية أطول للمصالحة بدلاً من نقطة نهاية أو عودة إلى الوضع القائم السابق قبل عام 2017».

من ناحيته، شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري، في تصريحات جديدة أطلقها، مساء أمس الأول، خلال اتصال هاتفي مع برنامج تلفزيوني تعليقاً على جهود المصالحة مع قطر، أن القاهرة «تسعى إلى التوافق».

وثمن وزير الخارجية المصرية «الجهود التي بذلها الأمير الراحل المغفور له الشيخ صباح الأحمد، وصاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد، والحكومة الكويتية، في رأب الصدع والتوصل إلى تفاهم يؤدي إلى التعامل مع كل القضايا التي أدت إلى هذه الأوضاع».

وشدد على أنه «إذا كانت هناك إرادة سياسية ونية صادقة لتجاوز هذه الأزمة، فمصر دائماً تسعى إلى التوافق وعلاقات الأخوة التي يجب أن تربط بين الدول العربية»، وكشف عن بعض ما يدور خلف الكواليس قائلاً: «نتكلم عن تفاهمات واتصالات تمت ووجهة نظر وأطروحات سيتم بلورتها في شكلها النهائي، وبقدر ما توفي بطلبات الرباعية وتؤدي إلى مرحلة جديدة ليس بها الأمور التي كان لها تأثير سلبي، بالتأكيد ستحظى بتأييد الجميع».

من ناحيته، أكد وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، أمس، في مؤتمر صحافي مع نظيره القطري محمد بن عبدالرحمن في الدوحة: «تناولنا الجهود المبذولة للتوصل لحل دائم في الأزمة بين دول مجلس التعاون الخليجي، وفرنسا تتمنى المصالحة والوصول لحل دائم للأزمة».

من ناحيته، أشار بن عبدالرحمن إلى المباحثات بين الجانبين تناولت تطورات المنطقة مثل الأزمة الخليجية وملفي ليبيا ولبنان.

وكان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الفرنسية قال، أمس الأول، في بيان :»ترحب فرنسا بالمناقشات المشجعة الجارية بين دول الخليج العربية بهدف المصالحة، كما ترحب بشكل خاص بجهود دولة الكويت الرامية لتهيئة الظروف الملائمة لتخفيف التوترات بشكل دائم علماً بأن فرنسا دائماً دعمت وساطة دولة الكويت منذ بداية الأزمة.

وأكد البيان أن «فرنسا تقيم علاقات وثيقة مع كل الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية وعلاقة هادئة وسليمة بين هذه الدول تشكل شرطاً ضرورياً لأمن واستقرار المنطقة».

وكانت الفليين رحبت، أمس الأول، ببيان وزير الخارجية الكويتي وزير الإعلام بالوكالة أحمد الناصر الصادر في الرابع من ديسمبر الجاري بشأن «المباحثات المثمرة» حول جهود تحقيق المصالحة الخليجية.

وقالت وزارة الخارجية الفلبينية، في بيان، «نرحب ببيان وزير الخارجية الكويتي بشأن التطورات الإيجابية» مجددة موقف مانيلا في دعوتها للسلام والاستقرار بالمنطقة.

وأكدت الوزارة دعمها لجهود دولة الكويت والولايات المتحدة والمجتمع الدولي في «تعزيز النوايا الحسنة والتعاون بين قطر وجيرانها».