استمتع ولكن!
في بداية فصل الشتاء يبدأ موسم التخييم، ومع أنه منع هذه السنة بسبب جائحة كورونا، فإن البشرية مستمرة في الحياة والاستمتاع بشتى الطرق، فالأمل موجود، بل حتى اللقاح قريب بإذن الله، فنرى تجمع الأهل والأحباب والأصحاب في الأماكن المفتوحة في البر على هيئة (كشتات)، وأيضا على شواطئ البحر، وباعتبارها مرافق عامة فلابد لنا من الحرص على نظافتها، وعدم ترك أي مخلفات بعدنا للمحافظة على البيئة البرية والبحرية، فهذه مسؤولية مجتمعية على عاتق جميع من يقصد هذه الأماكن في الحفاظ على نظافتها بعد استمتاعه هو وباقي الرواد معه،.فكم يحزنني وكم يغصبني ما أشاهده من منظر للقاذورات بالبر وآثار الفحم والحرق، وكيف تتأثر الأعشاب والنباتات التي تتغذى عليها الحيوانات البرية، وكم يسهل توسيخ المكان بالنسبة لهذا النوع من البشر، فلنتخيل معا منازلنا عند زيارة ضيوف لنا، لذلك لابد لنا بعد هذا التجمع أن نقوم بنتظيف المكان وترتيبه كما عهدناه بالسابق، فلماذا تترك الأماكن العامة هكذا دون إحساس وضمير ولا مبالاة؟ ومن الملوثات الضارة نجد البلاستيك وزجاجات الماء وأكياس الأغذية التي تطفو على سطح البحر الجميل، فتُبشع المنظر وتؤثر سلباً على الأحياء البحرية، فأغلبها مواد سامة أو غير قابلة حتى للتحلل، بل تظل آلاف السنين ويبقى ضررها على البيئة.
هنا تتجلى التربية العائلية والإحساس والشعور بالمسؤولية، فعندما يشاهد طفل صغير تهاون والديه في هذا الأمر يصبح الأمر عادياً جداً، كما تربى وشهد، مع العلم أننا كنا نعلم الطلبة من الصف الأول أن النظافة من الإيمان، والإيمان هو أهم أمر في الدين الإسلامي فلماذا هذا التهاون؟! ونلاحظ الكثير من الفرق التطوعية التي قامت بتنظيف الشواطئ والبراري، وشاركت شخصيا بهذا العمل التطوعي في السابق، فكانت التجربة ممتعة، لكن صدمت بما رأيت في البحر الجميل، وكيف يكون التلوث الحقيقي أمام الأعين وكمية القذارة والفضلات البشرية. أتمنى من الجميع المحافظة على نظافة وسلامة المرافق العامة، فهذا جزء من الوطنية ودلالة على حب هذا الوطن الغالي.