برهن الشعب الكويتي أنه يملك نفساً إصلاحياً مكنه من الإطاحة بمعظم من أضروا به، وقدم رسالة قوية في يوم الاقتراع، الذي كان يوماً للإصلاحيين بامتياز، وأثبت أن من يعمل للكويت يستحق أن يكون تحت قبة "عبد الله السالم"، ولا عزاء للمناديب؛ فقد وصلت نسبة التغير إلى (62%)، بدخول (31) نائباً جديداً إلى مجلس الأمة، وهذا يدل على أن أبناء الكويت لديهم المسؤولية والوعي، وهذا ما كنا نراهن عليه في مقالاتنا السابقة. وأكثر ما يشد الانتباه في الانتخابات الماضية هو وصول (25) نائبا إصلاحيا إلى قبة "عبدالله السالم"؛ وهو عدد كاف ومريح لتمرير القوانين والتشريعات الإصلاحية والوطنية، وكذلك القيام بالدور الرقابي على أكمل وجه، حتى إن استدعى الأمر طرح الثقة في الوزراء بمن فيهم رئيس الحكومة.
ومن أهم نتائج الانتخابات:- استعادة دائرة الفكر "الثالثة" مكانتها الطبيعية بوصول نخبة شبابية قادرة على تحويل مسار الدائرة إلى مسارها الوطني.- تكرار تراجع التيار السلفي للمرة الثانية على التوالي، بعدم نجاح مرشحيه المسعود "الثانية" والعبيد "الثالثة"، وهذا يتطلب مراجعة شاملة وشفافة للمواقف السياسية للتيار، والتي خذلت الشعب الكويتي على مدار السنوات الماضية.- ثبات التمثيل الشيعي برغم تبدل الوجوه عند 6 نواب.- أبرز الخاسرين قبيلة عنزة وصول نائب واحد من أصل (4)، وفي المقابل يوجد تقدم وتعويض خسارة لقبيلتي العوازم والمطران بواقع (7) نواب لكل منهما.- نجاح الحركة الدستورية الإسلامية (حدس) في الفوز بـ3 مقاعد في البرلمان، برغم خسارة النائب عبدالله فهاد الذي كان قريباً جداً من النجاح.- تراجع تمثيل التحالف الإسلامي الوطني إلى نائب وحيد بعد سقوط النائب خليل أبل.- اللافت للنظر غياب الوجوه النسائية عن مجلس 2020، وذلك للمرة الأولى منذ بداية تطبيق نظام الصوت الواحد في ديسمبر 2012.لذلك يجب أن تدرك السلطة وتعي جيداً هذه النتائج، وتقوم بتوزير رجال دولة حقيقيين يملكون القوة والكفاءة التي تمكنهم من المواجهة والتعامل بكل حنكة مع مجلس قوي كهذا، لأن زمن مجلس المناديب انتهى.ختاماً:إن الشعب الكويتي برغم الظروف الاستثنائية (كورونا، حالة الطقس) قام بدوره في الانتخابات الأخيرة على أكمل وجه بنسبة حضور تاريخية عبر من خلالها عن وعي سياسي راق، وقدم خيارات متعددة إصلاحية من كل أطياف المجتمع، لا سيما الدفع بالوجوة الشابة التي أتوقع لها أن تثري العمل السياسي بما تحمل من رؤى مستقبلية، خصوصا بعد الاحتكاك والاندماج مع المخضرمين من الإصلاحيين؛ وتبقى المهمة الآن على ممثليه للقيام بدورهم كما وعدوا أثناء حملاتهم الانتخابية، ويجب أن يدركوا أن العودة والاحتكام إلى الصناديق قادمة لا محالة، عاجلاً أم آجلاً.اللهم قدر للكويت رجال دولة أقوياء، شرفاء، أمناء.
مقالات - اضافات
High Light: شعب الكويت العظيم
11-12-2020