أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس غيبريسوس اليوم الجمعة أن المنظمة تركز حالياً على ثلاث أولويات رئيسية في تعاملها مع الجائحة التي تسبب فيها فيروس «كورونا المستجد - كوفيد 19».

وقال غيبريسوس في مؤتمر صحفي عبر الاتصال المرئي من مقر المنظمة إن أول تلك الأولويات تخطي فجوة تمويلية بقيمة 4.3 مليار دولار أمريكي لشراء اللقاحات للدول الأكثر احتياجاً.

Ad

وأضاف أن الأولوية الثانية تتعلق بتأمين الالتزام السياسي من قادة العالم من أجل الوصول العادل إلى اللقاحات فيما ترتبط الأولوية الثالثة بمساعدة الدول في تقييم الثغرات بالبنية التحتية.

وحث غيبريسوس المانحين على سد الفجوة التمويلية بسرعة حتى يمكن تأمين اللقاحات وإنقاذ الأرواح وتسريع الانتعاش الاقتصادي العالمي الحقيقي لاسيما انه تم تأمين ما يقرب من مليار جرعة من ثلاثة لقاحات مرشحة كجزء من منظومة «كوفاكس» المعنية بتوزيع اللقاحات ويشارك فيها حتى الآن 189 دولة ومؤسسة اقتصادية.

وأشار إلى «أن هذا العام يذكرنا أن الصحة هي أثمن سلعة على وجه الأرض وأن الجميع أدرك أن القدرة على سد تكاليف العلاج لا ينبغي أن تكون الفرق بين المرض والصحة أو بين الحياة والموت في الوقت الذي عانى ملايين الأشخاص جراء الجائحة فمنهن من قضى نحبه نتيجة تعطل الخدمات الصحية الأساسية ومنهم من يعاني من امراض اخرى وفاقم الفيروس معاناتهم».

ولفت إلى أن منظمة الصحة العالمية تدعم رحلة مختلف دول العالم نحو التغطية الصحية الشاملة عبر برنامج عالمي لتعزيز الرعاية الصحية الأولية وتجهيز الحكومات بشكل أفضل لمنع حالات الطوارئ بجميع أنواعها والاستجابة له بما في ذلك التأهب للتعامل مع الفيروسات القاتلة.

وأفاد بأن التغطية الصحية الشاملة مصممة لمساعدة الدول على تطوير حزم الخدمات التي تحتاجها لتلبية الاحتياجات الصحية لشعوبها لاسيما أن المنظمة أعدت أيضاً تقريراً يتضمن تحليلاً لكيفية تغير الإنفاق الصحي العالمي خلال عام 2020 استجابة لهذه الجائحة.

وذكر أن عدة حكومات استجابت للجائحة عبر مخصصات استثنائية في الميزانية لأنظمتها الصحية ومخصصات أكبر لتحقيق الاستقرار الاقتصادي والحماية الاجتماعية.

واعتبر المسؤول الدولي الأول عن الصحة العالمية ان الجائحة تسببت في أزمة اقتصادية عالمية عميقة يمكن أن يكون لها تأثير طويل الأمد على التمويل الصحي حيث تتراجع الإيرادات العامة ما أجبر العديد من الدول على تحمل ديون إضافية وسيؤثر هذا على تلك ذات الدخل المنخفض التي كانت اقتصاداتها ضعيفة قبل أن تنتشر الجائحة.

وختم غيبريسوس بالقول أن الجائحة أثبتت أن الصحة ليست رفاهية بل أساس الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.