استضافت الكاتبة دانة النوري الروائية جميلة سيد علي عبر صفحتها على «الانستغرام» للحديث عن مجموعتها القصصية «دوائر لا تدور»، والتي تشتمل على ست قصص قصيرة مختلفة المواضيع والحجم وهي: التامور، جوى، دوائر لا تدور، عجوز في مقتبل العمر، فأر القمة، قبل... وبعد، ماء اللقاح.في البداية، تناولت النوري أبرز المحطات الأدبية لجميلة علي، ومن ثم وصفت النوري القصة القصيرة بأنها عمل جميل، ولها جو يختلف عن كتابة الرواية، كما أن فيها نوعا من التحدي، لأن الكاتب يحاول أن يستجمع مجموعة من الأحداث وتسلسلها بمساحة صغيرة.
وتطرقت النوري في مناقشتها للمجموعة إلى عدة نقاط منها العنوان والأسلوب، والحبكة والموضوع، والشخصيات، والخيال، والإسقاطات الموجودة في القصص. وتابعت من خلال قراءتها للمجموعة أن كل قصة من «دوائر لا تدور» فيها دوائر وتوقفت في موضع معين من القصة، مع ملاحظة أن كل قصة تحمل موضوعا معينا ومفهوما مختلفا، لكن كل القصص اشتركت في أسلوب الرواية أو أسلوب الراوي في القصة الذي يعتبر أسلوبا متميزا.
القصة القصيرة
من جانبها، قالت جميلة علي إن مجموعتها القصصية تشكل بالنسبة لها نقطة فارقة، ووصفتها بأنها مكثفة من حيث التكوين، ومقيدة من حيث الشخصيات والمكان. وتحدثت جميلة عن إحدى النقاط التي ذكرتها النوري وهو العنوان، وبينت أن سبب اختيارها عنوان «دوائر لا تدور» أنه سيكون جاذباً للقارئ، وهو أول شيء تقع عليه عينه، وبالتالي إذا كان جاذبا سيقبل القارئ على تصفح العمل، موضحة أن العناوين تختلف بحسب اختيار الكاتب، وأيضا حسب العمل، كما أن العناوين على مر الزمن أصبح بها نوع من الابتكار والتطور مثل العمل السردي.وأعطت نموذجا للعنوان وهي روايتها «ساري» التي أوضحت أن له مدلولا، فهو ليس مجرد اسم فقط، أما في عنوان مجموعتها القصصية «دوائر لا تدور» فقد اختارت العنوان بسبب الأحداث التي تجري في القصة، وأيضا لأنه يجمل ما يحدث في حياة الإنسان منذ بدء الخليقة، فهناك أشياء وأمور تتكرر حتى وإن كانت منذ آلاف السنين، وفي القصة أوضحت ذلك الأمر، كما أن عملية انتقاء العنوان تنبع أحياناً لرغبة شخصية من الكاتب، إذ يرى أن ما ينتقيه يحمل في طياته رمزية معينة أو رسالة مبطنة. وذكرت أن الحوار هو أحد الأساليب المتبعة في السرد وفيه ذائقة الكاتب، لافتة إلى أن بعض الكتّاب يكتفي بالسرد ولا يعتبر الحوار شيئا أساسيا. وعلقت قائلة: «الحوار بالنسبة لي يقضي على الرتابة، كما أنه يشعر القارئ بحيوية النص، وأن هناك تفاعلا بين الكاتب والقارئ».النقد
وفي تصريح لـ «الجريدة» عن تقييمها للنقد الأدبي، قالت جميلة: «النقد الأدبي في الوطن العربي وفي الكويت بشكل خاص بحاجة إلى تكثيف الاهتمام به، والابتعاد بأدواته عن التنظير أو الشخصانية»، مؤكدة أن «النقد مهم جدا للوصول إلى الإبداع الأدبي، لأن المؤلف يكتب بتجرد مندفعا بالرغبة في التعبير عن أفكاره متناسيا وجود القارئ تماما، لذلك فإن تلمس مواضع الضعف والقوة من قبل الناقد الواعي ينبهه إلى أمور حيوية يحتاج إليها لمواصلة الإتقان والإبداع».أما عن رأيها في ضعف اللغة العربية لدى بعض المبدعين الجدد، إذ يلجأون أحيانا إلى الكتابة باللغة العامية، فقالت: «اللغة العربية، للأسف الشديد، في وقتنا الحالي تعاني تراجعا في أعداد من يتقنها ويلم بقواعدها الإملائية والنحوية». وأوضحت أن أسباب الضعف مختلفة، وتشترك فيها أطراف كثيرة، ولعل عدم الإقبال على القراءة من أهم أسباب ضعفها، مشيرة إلى أن الكتابة باللهجة العامية متاحة في العمل السردي إذا كانت في الحوار بين شخصيات القصة أو الرواية، أما مجمل العمل الأدبي فيجب أن يكون بالفصحى. وهذا أهم بند تنظر فيه رابطة الأدباء عند منح العضوية لمن يقدم طلبا للحصول عليها بعد الاطلاع على إنتاجه الأدبي. وينطبق الأمر على الشعر أيضا، لذلك هناك معايير دقيقة في قبول عضوية أي كاتب أو شاعر».