من خلال البحث في مكتبتي التراثية الكويتية وقعت يدي على كتاب كويتي نادر "الكويت واللؤلؤ"، لمؤلفه الأستاذ علي أحمد الشرقاوي، وطُبع الكتاب بالكويت عام 1958، وهذا الكتاب النادر سبق أن أهداه لي ابنه الأخ محمد علي الشرقاوي مع صورة والده، وكان من أصدقاء رواد ديوانيتي الأعزاء، وله خالص الشكر والثناء، وكان من المفروض أن أكتب عن هذا الكتاب النادر بذلك الوقت؛ ولكن السبب الذي حال دون ذلك منع وزارة الإعلام موظفي وزارات الدولة الكويتيين من الكتابة في الصحف إلا إذا كانوا يعملون لدى الصحف بصفة رسمية.

وعلى كل حال عاودنا الكتابة الآن.

Ad

استوقفتني شخصية المؤلف وكل الذين من جيلي ومن سبقوني يعرفونه فهو من أشهر القصاصين الكويتيين في الزمان القديم ويحبه الأطفال كثيراً، ويبادلهم نفس الشعور والمحبة، يقول ابنه محمد: عندما يأتي والدي من السوق ماشياً على قدميه إلى بيتنا القديم، ويصادف أن اشترى عدداً من حبات البرتقال كان واضعها بداخل الكيس، فيتراكض أطفال الفريج نحوه للسلام عليه، ويخرج ما في داخل الكيس ليعطيهم حتى ينفد كل البرتقال ويكون بسعادة وسرور؛ فما أعظم هذه المشاعر الحنونة.

وأضيف إلى ما ذكره الأخ محمد كذلك أنني شاهدته يحمل بجيبه في الماضي "الآنات والبيزات"، وهي إحدى مشتاقات وحدات عملة الروبية المتداولة بذلك الوقت، ويعطيها للأطفال بسوق الغربللي، وعند مقهى سوق الجت، وهو بغاية السعادة.

هذه الشخصية النادرة الوجود من مواليد "فريج سعود" بالحي القبلي في مدينة الكويت القديمة عام 1908، ودرس في المدرسة المباركية، وبعد افتتاح المدرسة الأحمدية أصبح يعطي دروساً في بعض المواد للأولاد... ومن آثاره الأدبية كتاب نادر مفقود طبعه عام 1952، يتعلق بالإرشادات الاجتماعية والسلوكية لقائدي المركبات، وأيضاً لديه دفتر يسجل فيه أشعاراً وأمثالاً وحكماً وزهيريات، ولا أدري عن مصير هذا الدفتر، هل طبعه في كتاب أم لا...؟

بالإضافة إلى برامجه الجميلة عبر الإذاعة الكويتية وتلفزيون الكويت في البدايات المبكرة أيام الأبيض والأسود بتقديم حكايات وقصص في أسلوب شيق وممتع يجذب المشاهدين والمستمعين...!

أما كتابه النادر "الكويت واللؤلؤ" فهو من أوائل ونوادر الكتب الكويتية التي تحدثت عن أهم نشاط اقتصادي مارسه سكان الكويت في الماضي.

توفي هذا الرجل الكريم بالمستشفى خلال فترة الاحتلال العراقي الغاشم للكويت عام 1990، رحمه الله بواسع رحمته.

د. عادل العبدالمغني