أزمة قصيدة إردوغان تتفاعل بين طهران وأنقرة

• برلماني إيراني مرموق يحذّر الرئيس التركي من مصير صدام
• إيران تعدم المعارض روح الله زم

نشر في 13-12-2020
آخر تحديث 13-12-2020 | 00:05
أرمن يحتجون ضد الاتفاق المبرم مع أذربيجان بشأن إقليم كاراباخ في يريفان أمس الأول (أ ف ب)
أرمن يحتجون ضد الاتفاق المبرم مع أذربيجان بشأن إقليم كاراباخ في يريفان أمس الأول (أ ف ب)
تواصلت ردود الفعل الغاضبة في إيران تجاه تصريحات أدلى بها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في أذربيجان، ورأت الجمهورية الإسلامية أنها تمس وحدة أراضيها، في حين أعدمت طهران المعارض البارز روح الله زم، رغم التنديد الدولي بالخطوة.
على وقع غضب شعبي ورسمي إيراني من كلمة ألقاها الرئيس التركي رجب طيب إردوغان خلال احتفال في أذربيجان، وتضمنت أبياتا من قصيدة شعرية تتحسر على تقسيم المنطقة الأذربيجانية، دعا رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني مجتبى ذو النوري، الرئيس التركي إلى الاتعاظ من مصير الدكتاتور العراقي الراحل صدام حسين.

وطالب ذو النوري إردوغان بالاعتذار إلى الشعب الإيراني "الموحد والأبي" عن تصریحاته الأخیرة التي أدلى بها خلال مشاركته في عرض عسكري في أذربيجيان، احتفالا بانتصار باكو واستعادتها أراضي كانت تحتلها أرمينيا في إقليم كاراباخ.

وكتب النائب على "تويتر" أمس: "بشأن تصريحات إردوغان التدخلية في الشؤون الإيرانية: لو لم يرسب إردوغان في الأدب والجغرافيا والتاريخ لكان قد أدرك أن بيت الشعر الذي قرأه كان قد نظّم في رثاء فصل جمهورية أذربيجان الحالية عن الأرض الأم إيران".

واستغرب المستشار الخاص لرئيس البرلمان للشؤون الدولية، حسين أمير عبداللهيان، تصريحات إردوغان ونصحه

بـ "مراجعة تاريخ إيران مرة أخرى بدقة"، معرباً عن اعتقاده بأن "الرئيس التركي لم يكن يعلم أبعاد ما قاله".

وبعد اتهام أوساط إيرانية لتركيا وجمهورية أذربيجان بمحاولة إثارة نزعة انفصالية بمحافظات الجمهورية الإسلامية الشمالية التي تسكنها غالبية أذربيجانية، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، سفير تركيا بطهران، وسلّمته مذكرة احتجاج شديدة اللهجة ضد "التصريحات التدخلية وغير المقبولة".

وكتب وزير الخارجية محمد جواد ظريف، أمس الأول على "تويتر": "لم يُخبر إردوغان أن القصيدة التي قرأها بشكل غير صحيح في باكو تتعلق بالفصل القسري لمناطق أرس الشمالية عن موطنها الأصلي إيران".

وأضاف ظريف: "ألم يفهم إردوغان أنه تحدث ضد سيادة جمهورية أذربيجان؟ لا أحد يستطيع أن يتحدث عن أذربيجاننا العزيزة"، في إشارة إلى المنطقة الإيرانية الشمالية التي تحمل اسم أذربيجان.

ورأت طهران أن تصريحات إردوغان تمس بوحدة الأراضي الإيرانية لتضمنها أبيات شعرية قالت إنها تنم عن نزعة انفصالية لسكان منطقة نهر أرس الفاصل بين إيران وأذربيجان، حيث تسكن غالبية أذربيجانية محافظات شمال الجمهورية الإسلامية.

رد تركي

في المقابل، استدعت وزارة الخارجية التركية السفير الإيراني لديها، محمد فرازمند، أمس، على خلفية تغريدة ظريف التي انتقد فيها خطاب إردوغان.

وأعربت "الخارجية" التركية عن استيائها من "ادعاءات

لا أساس لها من الصحة" بحق إردوغان و"الترويج لحملة تبث الكراهية ضد تركيا"، ومن استدعاء سفيرها لدى طهران من جانب "الخارجية" الإيرانية.

وأكدت أنقرة رفضها استخدام ظريف لموقع "تويتر" لانتقاد الرئيس التركي، عوضاً عن القنوات الدبلوماسية ذات الصلة، وأشارت إلى أن هذه الخطوة "لا تتوافق مع العلاقة الوثيقة بين تركيا وإيران".

في المقابل، صعّدت أنقرة موقفها بتصريح لرئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألتون، قال فيه "ندين استخدام لغة مسيئة تجاه رئيسنا وبلدنا، بسبب تلاوة قصيدة تم إخراج معناها عمداً من سياقه".

ويعود بيت الشعر، الذي قرأه إردوغان إلى الشاعر الأذربيجاني الشهير محمد إبراهيموف، وهو ضمن قصيدة عبّر فيها عن الحزن بسبب الفصل الإجباري بين شطري نهر أرس، اللذين يقعان داخل أراضي أذربيجان وإيران. ومنطقة نهر أرس كانت تخضع للسيادة الإيرانية حتى عام 1813م، لكن وفقا لاتفاقية تاريخية بين إيران وروسيا تُعرف باتفاقية "كلستان"، تنازلت الأولى للأخيرة عن المنطقة التي تشكل حالياً جمهورية أذربيجان.

ويشكل الأذربيجانيون أكثر من 25 بالمئة من سكان إيران البالغ عددهم 80 مليون نسمة. وخلال الحرب الأخيرة في إقليم كارباخ أبدوا تعاطفا كبيرا مع جمهورية أذربيجان ضد أرمينيا.

وتتسم العلاقة بين طهران وباكو التي تحتفظ بروابط وطيدة مع إسرائيل وتركيا العلمانية بالحذر والريبة.

تحذير ورفض

إلى ذلك، حذّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، من تمادي طهران في تخصيب اليورانيوم، مشيراً إلى أن طهران لم تقدّم أي مبرّر تقني لحاجتها إلى التحرك بسرعة لتخصيبه في مستوى 20 بالمئة لأي غرض سلمي.

وذكر بومبيو، في بيان، أن قرار مجلس صيانة الدستور في إيران يهدف إلى ترويع المجتمع الدولي، بخصوص مسألة اليورانيوم، مشيراً إلى أن "إيران عرقلت منذ ما يقرب من عامين جهود الوكالة الدولية للطاقة الذرية لحلّ الأسئلة المتعلقة بالمواد والأنشطة النووية غير المعلنة المحتملة لديها".

وأشار بومبيو إلى أن تقليص تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو التخصيب إلى مستوى 20 بالمئة، "يشكل تصعيداً خطيراً يقترب بإيران من القدرة على امتلاك سلاح نووي".

كما حذّر الوزير من قيام المجتمع الدولي بمكافأة ما وصفها بـ "حنكة النظام الخطيرة" بالتهدئة الاقتصادية عبر تخفيف العقوبات.

في المقابل، عارض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مراجعة "الاتفاق النووي" الإيراني وطرح قضايا أخرى فيه، في إشارة إلى دعوة الدول الأوروبية إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لإحياء الاتفاق النووي وتضمينه بنودا تتناول سلوك طهران في المنطقة وتسلحها الباليستي الصاروخي.

وجاءت تصريحات الوزير الروسي قبل انعقاد الاجتماع الدوري للجنة الاتفاق النووي على مستوى مساعدي وزراء الخارجية والمديرين السیاسیین فی إیران ومجموعة (4+1) ألمانيا، وبريطانيا، وفرنسا، وروسيا، والصين الأربعاء المقبل.

إعدام معارض

على صعيد منفصل، نفذت إيران حكم الإعدام، أمس، في زعيم المعارضة السابق روح الله زم الذي عاش لفترة بالمنفى في فرنسا، وذلك بعد تثبيت الحكم بحقه بسبب دوره في موجة احتجاجات ضد السلطات في شتاء 2017 - 2018.

وعاش زم في المنفى في باريس لسنوات عدة قبل أن يوقفه "الحرس الثوري" الإيراني، في ظروف غامضة.

وكان زم، الذي يحمل صفة لاجئ في فرنسا، يدير قناة على تطبيق "تلغرام" للتراسل تحمل اسم "آمَد نيوز". وأغلق "تلغرام" الحساب بعدما طلبت طهران حجب القناة بسبب تحريضها على "تمرّد مسلح".

رفع طهران تخصيب اليورانيوم يهدف إلى ترويع المجتمع الدولي ..... بومبيو
back to top