قمة مناخية لإحياء «اتفاقية باريس» بعد «كورونا» وعودة جو بايدن
بعد خمس سنوات من توقيع اتفاقية باريس، عرض العشرات من رؤساء الدول والحكومات، أمس، طموحاتهم لمكافحة الاحتباس الحراري في قمة افتراضية تهدف إلى استئناف الجهود وإحياء هذه الاتفاقية بعد الأزمة العالمية التي تسبب فيها "كورونا"، وبعد العودة المرتقبة للرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن إلى الاتفاقية.وشارك هؤلاء القادة، بمن فيهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل والرئيس الصيني شي جينبينغ وممثلون عن الشركات والمجتمع المدني والشعوب الأصلية في هذه القمة، التي نظمتها الأمم المتحدة وبريطانيا بالاشتراك مع تشيلي وإيطاليا. وقال المنظمون إنه تم اختيار المتحدثين بسبب طموح أهدافهم المناخية، مؤكدين أنه "لن يكون هناك مكانة للبيانات العامة".
وكان بين الغائبين البرازيل وأستراليا اللتان اعتبر حجم أهدافهما غير كافية. وافتتح رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون القمة التي من المأمول أن تكون خطوة على طريق المؤتمر الدولي الـ 26 للمناخ، المقرر عقده في نوفمبر 2021 في غلاسكو بمقاطعة اسكتلندا البريطانية.وقال جونسون، في بيان قبل القمة، إن "تحركاتنا كقادة يجب ألا تكون مدفوعة بالخجل أو الحذر بل بالطموح الواسع فعلا"، مضيفا أن بريطانيا ستوقف "في أسرع وقت ممكن" الدعم المالي لمشاريع الوقود الأحفوري في الخارج. وتعهدت حكومة المملكة المتحدة بخفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 68 في المئة على الأقل بحلول عام 2030. وفي 12 ديسمبر 2015، ووسط هتافات وفود من 195 دولة، اختتم 13 يوما من المفاوضات الشاقة في اجتماع الأمم المتحدة بشأن المناخ، والتزام العالم بأكمله تقريبا إبقاء الاحترار أقل من درجتين مئويتين، وإذا أمكن 1.5 درجة، عما كان عليه قبل العصر الصناعي. لكن بعد هذه الاندفاعة التاريخية، تراجعت الحماسة بعد انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي أعلن انسحاب ثاني أكبر اقتصاد في العالم من اتفاقية باريس. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن "سياسات المناخ ما زالت دون مستوى التحدي اليوم على الرغم من ضغط الرأي العام". وأضاف غوتيريش "نشهد ارتفاع الحرارة بمقدار 1.2 درجة مئوية، ونلاحظ بالفعل تقلبات مناخية قصوى وغير مسبوقة". ومن موجات الحر إلى الأعاصير المتتالية وحرائق الغابات الضخمة والفيضانات، يشكل تضاعف هذه الظواهر المدمرة مؤشرا واضحا إلى ارتفاع درجة حرارة الأرض التي شهدت للتو العقد الأكثر سخونة على الإطلاق. وقدم موقعو "اتفاقية باريس" عرضا لوضع التزاماتهم بحلول نهاية 2020. لكن نحو 20 دولة فقط تمثل أقل من 5 في المئة من الانبعاثات العالمية، فعلت ذلك عمليا.وقالت الوزيرة الفرنسية للانتقال البيئي باربرا بومبيلي، أمس الأول، على هامش زيارة إلى روما: "نشعر أن هناك حاجة لتنشيط التحركات"، مضيفة "هذا هو الوقت المناسب لكي تظهر دول عدة طموحاتها". وقبل القمة، أعلنت دول عدة عن خطط طموحة لتقليل انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري. وتفاهمت الدول الـ 27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على أن تخفض بحلول 2030 انبعاثاتها "بنسبة 55 في المئة على الأقل" مقابل 40 في المئة من قبل، عما كانت عليه في 1990، من أجل تحقيق الحياد الكربوني بحلول 2050. وأعلنت الصين أكبر دولة مسببة للتلوث في العالم أخيرا نيتها تحقيق حياد الكربون بحلول 2060، بينما تعهد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن تحقيق هذا الهدف بحلول 2050.