أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس أنه سيستخدم «الفيتو» لتعطيل ميزانية وزارة الدفاع «البنتاغون» التي أقرها الكونغرس.

جاء ذلك بينما تتجه أنظار الأميركيين والعالم اليوم إلى العاصمة واشنطن، ترقباً لاجتماع أعضاء المجمع الانتخابي البالغ عددهم 538، للتصويت على إضفاء الصفة الرسمية على فوز الديمقراطي جو بايدن برئاسة الولايات المتحدة.

Ad

ويلزم الدستور الأميركي المجمع الانتخابي بعرض نتيجة تصويته على الكونغرس في 6 يناير المقبل، للتصديق بشكل نهائي وتسمية الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة، على أن يتم تنصيبه في 20 يناير.

وقد لا تعرف النتيجة النهائية اليوم لتصويت المجمع الانتخابي، إذ تحظى الولايات بمهلة عدة أيام من أجل نشر أرقامها، وفي مطلق الأحوال فإن الكونغرس سيعلن اسم الرئيس المنتخب في 6 يناير عند انتهاء التعداد الرسمي للأصوات.

وصادقت جميع الولايات الآن على فوز بايدن بنحو 306 أصوات في المجمع الانتخابي مقابل 232 لترامب، في حين أن المطلوب للوصول إلى البيت الأبيض 270 صوتاً.

وفي الانتخابات السابقة لم يكن تصويت المجمع الانتخابي سوى أكثر قليلاً من إجراء شكلي، لكن الأضواء تركزت هذه المرة على هذا التصويت، نظراً لطعن الرئيس دونالد ترامب في صحة الانتخابات، وحشده أنصاره لرفض نتائجها.

ويندد المنتقدون بالنظام الانتخابي الأميركي المخالف لمبدأ "صوت لكل شخص"، مما يدفع المرشحين للرئاسة إلى تركيز حملاتهم الانتخابية على عدد محدود من الولايات، وإهمال أجزاء أخرى.

ورغم الانتقادات الشديدة الموجهة إلى هذا النظام الانتخابي منذ عقود، فإنه لم يتم إصلاحه منذ إقرار الدستور عام 1787.

وبعد أكثر من شهر على انتخاب بايدن رئيساً، نظمت جماعات محافظة تزعم سرقته الانتخابات من ترامب احتجاجات في عدة مدن أمس الأول، بما في ذلك تظاهرة في واشنطن شهدت أعمال عنف، وإصابة 5 أشخاص بجروح.

وحثت جماعة "أوقفوا السرقة" المرتبطة بالناشط الموالي للرئيس الجمهوري روجر ستون وجماعات كنسية، المؤيدين على الإقبال على "مسيرات أريحا" وتجمعات الصلوات.

ولكن مجموعات بعضها مسلح من جماعة "براود بويز" المؤيدة لترامب، وتطالب بولاية جديدة له ومحتجين مناهضين لهم من جماعة "أنتيفا" اليسارية اشتبكت في وسط واشنطن، وتحركت الشرطة بسرعة لفصلهما باستخدام رذاذ الفلفل.

واندلعت مواجهات في عدة أماكن. وأعلنت شرطة واشنطن توقيف شخص بعد عملية إطلاق نار جاءت إثر مواجهات قرب مبنى الكابيتول في أولمبيا.

وقال مسؤول التواصل في جهاز الإطفاء والطوارئ، إن عدة أشخاص تعرضوا للطعن في العاصمة ونُقلوا إلى المستشفى إثر إصابتهم "بجروح خطيرة".

ورغم تكبد ترامب نكسة كبيرة وأخيرة في المحكمة العليا، بدأ التجمع في أجواء احتفالية شارك فيه الآلاف من أنصاره في ساحة "فريدوم بلازا" القريبة من البيت الأبيض. ونُظمت تجمعات مماثلة في أولمبيا وأتلانتا وساينت بول (مينيسوتا) وفي مدن صغيرة أخرى خصوصاً في نيبراسكا وألاباما.

وفي أول ظهور علني له منذ العفو عنه، دافع مستشار الأمن القومي السابق مايكل فلين عن اتهامات ترامب بتزوير الانتخابات.

وقال فلين، في كلمة أمام مناصرين لترامب تظاهروا في واشنطن، إن المحاكم ليست هي من تقرر من يكون الرئيس المقبل للولايات المتحدة، بل الشعب.

وبعد أن نشر سلسلة تغريدات متلاحقة تعليقاً على قرار المحكمة العليا، وإعلانه أن المعركة بدأت للتو كتب ترامب، على "تويتر"، "واو! آلاف الأشخاص يتجمعون في واشنطن لوقف سرقة" الانتخابات، مضيفاً: "لم أكن على علم بهذا لكنني سأذهب لرؤيتهم". وبعد وقت قصير أقلعت مروحية تحمل ترامب من باحة البيت الأبيض، وحلقت فوق الحشد أثناء أدائه النشيد الوطني، قبل أن يتوجه إلى نيويورك لحضور مباراة كرة القدم السنوية بين الجيش والبحرية.

ولم يخضع قضاة الولايات والمحكمة العليا والمسؤولون المنتخبون المحليون حتى الجمهوريون منهم للضغوط. وقضت أكثر من 50 محكمة اتحادية بسلامة فوز بايدن على ترامب. ورفضت المحكمة العليا الجمعة دعوى قضائية كبيرة أقامتها تكساس وأيدها ترامب و17 ولاية لإلغاء نتائج الانتخابات في أربع ولايات.

ولاحقاً، جدد ترامب التعبير عن استيائه من قضاة المحكمة العليا، وقال لشبكة "فوكس نيوز" أمس، إنه محبط جداً منهم، وكرر اتهامه لهم بأنهم لم يمتلكوا الشجاعة لقبول القضية، رغم أن فريقه القانوني أثبت التزوير، على حد قوله.

وفي الوقت ذاته، رفض قاض فدرالي في ولاية ويسكونسن أمس دعوى قضائية طالبت فيها حملة ترامب بإبطال فوز بايدن بالانتخابات، وأمر المجلس التشريعي، الذي يسيطر عليه الجمهوريون، بتعيين الناخبين الكبار في المجمع الانتخابي.

وفي تسجيل فيديو نشر على الإنترنت، تعهد أحد المتظاهرين بـ"مواصلة النضال من أجل إعادة الانتخابات إلى ترامب، متوعداً بأن "هذا ليس سوى البداية".

وصمدت المؤسسات الأميركية أمام ضربات ترامب الذي مازال يرفض الاعتراف بهزيمته، لكن الديمقراطية اهتزت بقوة، وقد تواجه صعوبة في التعافي.

من جهة أخرى، نقلت وكالة "أسوشيتد برس" عن مصدر في وزارة العدل أن المدعي العام أصدر مذكرة استدعاء بحق هانتر بايدن نجل الرئيس المنتخب، للمطالبة بوثائق بشأن علاقته بنحو 20 كِياناً، بينهم شركة الغاز الأوكرانية بوريسما.

واعتبرت الوكالة أن مذكرة الاستدعاء تظهر الاهتمام الكبير للمدعين بالتحقيق بشأن المعاملات المالية والتجارية الدولية لنجل الرئيس المنتخب.

وكان الفريق الانتقالي لبايدن أعلن، الأربعاء في بيان، أن مكتب المدعي العام في ولاية ديلاوير فتح تحقيقاً في سجل هانتر بايدن الضريبي.