قبل أشهر من انتخابات رئاسية إيرانية مهمة، تقول شخصية إيرانية قيادية في التيار الأصولي، لـ«الجريدة»، إن التيار يواجه مشكلة تدافع عدد هائل من المتشددين إلى الترشح، على عكس الإصلاحيين الذين يواجهون مشكلة في إقناع شخصيات وسطية للترشح.

ورغم أن الظروف السياسية في إيران ستشهد تغييرات كبيرة حتى موعد الانتخابات في يونيو المقبل، خصوصاً تلك التي سيفرضها تسلُّم الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن مهامه في 20 يناير المقبل، فإن الأصوليين يعتبرون أن الأجواء السياسية ستكون هذه المرة لمصلحة عودتهم إلى الرئاسة، بعد ولايتين للرئيس الوسطي حسن روحاني.

Ad

ويضيف ذلك القيادي: إنه لم يعد هناك شخصية متشددة متواجدة في العمل العام لم تعلن نيتها الترشح، معدداً لائحة طويلة من الأسماء تبدأ بجنرالات «الحرس الثوري» مثل محسن رضائي، ورئيس مجلس الشورى (البرلمان) محمد باقر قاليباف، وحسين دهقان، وقائد مقر «خاتم الأنبياء» سعيد محمد، مروراً بعلي لاريجاني الرئيس السابق للبرلمان، ورئيس الجمهورية السابق محمود أحمدي نجاد، وصولاً إلى حسين شريعتمداري رئيس تحرير جريدة «كيهان»، وعلي أكبر ولايتي مستشار المرشد للشؤون الخارجية، إلى جانب عشرات الأسماء من الشخصيات المرموقة التي شغلت مناصب رفيعة.

ويشرح المصدر أن سبب تزايد هذا العدد من المرشحين هو وفاة آية الله مهدوي كني، الذي كان قادراً على توجيه اللعبة وجمع الأفرقاء، متحدثاً عن محاولة لإقناع إبراهيم رئيسي، رئيس السلطة القضائية، بالترشح مجدداً لتوحيد الأصوليين، لكنه يشير إلى أن قاليباف يقود اتجاهاً معارضاً ويطرح بدلاً من ذلك تحضير رئيسي لخلافة المرشد الأعلى علي خامنئي.

ويلفت إلى أن هناك حرباً خفية بين الأصوليين تظهر بعض معاركها إلى العلن، مشيراً إلى قرار من السلطة القضائية بمصادرة أراضٍ وممتلكات كان قاليباف قد أعطاها لمقربين منه عندما كان عمدة بلدية طهران، وكذلك إلى مقالات تنكل بعائلة لاريجاني في الإعلام.

على الضفة الأخرى، يذكر المصدر أن هناك لائحة طويلة من المرشحين المحتملين، بينهم وزير الخارجية محمد جواد ظريف، لكن المشكلة أنه بخلاف الأصوليين الذين يحتاجون لمن يوقف اندفاعهم، يحتاج الإصلاحيون لمن يشجعهم ويدفعهم دفعاً للترشح.

ويقول إن الأصوليين لديهم معلومات مؤكدة بأن ظريف يقود اتصالات مكثفة بين الإصلاحيين وفريق الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لتحسين وضعهم في الانتخابات، خصوصاً إذا قام بايدن برفع العقوبات، الأمر الذي سيؤدي إلى ضخ أوكسجين في الاقتصاد الإيراني المنهك.

وحسب المصدر، الذي يشغل عضوية مجمع تشخيص مصلحة النظام أيضاً، فإن الاتجاه الذي يقوده روحاني وظريف والمدعوم من السفير الإيراني في الأمم المتحدة مجيد تخت روانشي وعدد من السفراء وعد فريق بايدن بأنه مستعد للتعامل مع الإدارة الأميركية الجديدة في شتى المجالات إذا استطاع البقاء في السلطة، بما في ذلك التفاوض على موضوع الصواريخ البالستية وأنشطة إيران الإقليمية.

ويعتقد أن الإصلاحيين ربطوا مصيرهم السياسي كله بخطوات بايدن، وأنه في حال أقدم الرئيس المنتخب على خطوات إيجابية بسرعة تجاه طهران، فمن المرجح أن يُرشح ظريف رغم أنه نفى سابقاً نيته القيام بذلك، موضحاً أنه إذا لم يقم بايدن بذلك، فمن المرجح أن يدخل الإصلاحيون الانتخابات بمرشح ضعيف، وهي تدور عملياً بين مرشحين أصوليين.

ويؤكد المصدر أن هناك تخوفاً كبيراً أن يكون الإقبال الجماهيري على الاقتراع خجولاً جداً وألا يصل إلى 25%، إذ إن أكثرية الإيرانيين لم تعد تثق بالتيارين التقليديين، ولهذا فإن مجمل المرشحين سيقدمون أنفسهم على أنهم مستقلون.

طهران - فرزاد قاسمي