قبل تصويت المجمع الانتخابي لتأكيد فوز الديمقراطي جو بايدن رسميا برئاسة الولايات المتحدة، تعرضت إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب لهجوم إلكتروني استهدف وكالتي البريد الداخلي لوزارة الخزانة والإدارة الوطنية للاتصالات بوزارة التجارة، وأفادت معلومات بأن منفذيه قراصنة على مستوى عال مرتبطون بروسيا.

ووفق ثلاثة مصادر مطلعة، فإن المتسللين "متطورون جدا"، وتمكنوا من خداع ضوابط التحقق لمنصة مايكروسوفت، واختراقهم كان خطيرا لدرجة دفعت إلى عقد اجتماع لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض السبت.

Ad

وأكد المتحدث باسم المجلس جون أوليوت أن "الإدارة على علم بالتقارير، وتتخذ كل الخطوات الضرورية لتحديد وعلاج أي مشكلات محتملة مرتبطة بهذا الموقف".

وقالت المصادر إن التحقيق لا يزال في مراحله الأولى، وتشارك فيه مجموعة من الوكالات الاتحادية، منها FBI، وقسم الأمن السيبراني CISA، الذي أكد المتحدث باسمه "التعاون بشكل وثيق مع الوكالات الشريكة، وتقديم المساعدة التقنية للهيئات المعنية".

وأصدرت CISA توجيها مستعجلا لجميع المؤسسات الفدرالية بقطع التيار الكهربائي عن جميع حواسيب شركة "سولار ويندوز"، المتخصصة في إدارة شبكات فدرالية بالغة الحساسية، مثل مصلحة الأمن السري المكلفة بحماية الرئيس ووزارة الدفاع وبنك الاحتياط وشركة لوكهيد مارتن ووكالة الأمن القومي.

ووفق صحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن قراصنة تابعين للاستخبارات الروسية زرعوا فيروسا إلكترونيا في أحد حواسيب "سولار ويندوز"، واخترقوا أنظمة عدد كبير من الوكالات الحكومية.

واتهمت صحيفة "واشنطن بوست" روسيا بالوقوف وراء الهجمات ونسبتها إلى مجموعة "ATB29" المسؤولة أيضا عن هجمات استهدفت المرشحة الديمقراطية للرئاسة في 2016 هيلاري كلينتون، مبينة أن القراصنة تمكنوا من خداع ضوابط التحقق لمنصة "مايكروسوفت"، ونجحوا في الوصول إلى رسائل البريد الإلكتروني الداخلية في وزارتي الخزانة والتجارة.

ونفى المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف علاقة روسيا بالحادث، مشيرا إلى أن واشنطن تجاهلت اقتراحاتها بالتعاون في مكافحة القرصنة الإلكترونية. واعتبرت السفارة الروسية أن هذه "المعلومات ملفقة لا أساس لها من الصحة"، نافية أي ضلوع في أي هجمات محتملة، وأكدت أن "النشاطات المغرضة على الإنترنت تتعارض مع مبادئ السياسة الخارجية الروسية والمصالح الوطنية ورؤيتنا للعلاقات بين الدول".

وفي إجراء شكلي اتخذ بعدا استثنائيا مع إصرار ترامب على رفض الاعتراف بهزيمته، صوت أعضاء الهيئة الناخبة أمس لتأكيد فوز بايدن رسميا بالانتخابات. وبعد اجتماع الهيئة، ألقى بايدن خطابا للاحتفال بآخر تأكيد لفوزه، والإشادة بـ"قوة وصمود" الديمقراطية الأميركية، في ضربة واضحة لموقف ترامب غير المسبوق.

وصادقت الولايات الـ50 ومقاطعة كولومبيا (العاصمة واشنطن) على فوز بايدن بـ81.3 مليون صوت، أو ما يعادل 51.3 في المئة، مقابل 74.2 مليون صوت، أي 46.8 في المئة لترامب.

وتؤكد النتائج فوز بايدن بسهولة، بحصوله على أصوات 306 أعضاء من أصل 538 في الهيئة الناخبة، مقابل 232 لترامب، مع العلم أن الفوز يحسم لمن يحصل على 270 صوتا. وتطلب 33 ولاية، إضافة إلى واشنطن، من المندوبين اختيار المرشح الحاصل على غالبية الأصوات الشعبية، لكن 17 ولاية أخرى لا "تلزم" مندوبيها بذلك، ما يعني أنهم يستطيعون التصويت وفق قناعاتهم.

وبعد التصويت، يتم الفرز ويوقع المندوبون على شهادات نتائج التصويت، وتُرسل إلى نائب الرئيس مايك بنس، بصفته رئيس مجلس الشيوخ، ومكتب السجل الفدرالي والأمناء العامين للولايات ورؤساء قضاة محاكم المقاطعات.

وسوف يترأس بنس جلسة مشتركة للكونغرس في 6 يناير بمجلس النواب، ويقوم بفتح الشهادات المرسلة بالترتيب الأبجدي للولايات، ويقدمها إلى اثنين من مجلس النواب، واثنين من الشيوخ لفرز الأصوات، وعند حصول مرشح على أصوات 270 مندوبا يعلن الفائز. (واشنطن، موسكو - وكالات)