ممرضة تتلقى أول لقاح «فايزر» في أميركا
فحوصات واسعة بفرنسا... والتفشي يخرج عن السيطرة في ألمانيا
مع انطلاق حملة تطعيم ضخمة ضد فيروس «كورونا» في الولايات المتحدة وكندا، أمس، تتجه أوروبا، أكثر القارات تضررا، إلى تشديد إجراءاتها مع اقتراب عيدي الميلاد ورأس السنة، حيث تتسارع الموجة الوبائية الثانية في الانتشار، الذي خرج عن السيطرة في ألمانيا.وتلقت ممرضة في نيويورك، أمس، اللقاح الأول. وأعلن حاكم ولاية نيويورك أندو كومو، أن "الممرضة ساندرا ليندساي، أحد سكان نيويورك، تلقت أول لقاح في أميركا"، وكتب على "تويتر": "الشفاء قادم، شكراً ساندرا".بدوره، أعلن الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب على "تويتر" أن "أول لقاح يتم تلقيه. تهانينا للولايات المتحدة. تهانينا للعالم".
وفي وقت سابق، قال ترامب: «لست مدرجا على قائمة من سيحصلون على لقاح كورونا، لكنني أتطلع للقيام بذلك في الوقت المناسب»، وكتب في تغريدة على «تويتر»، أمس الأول، «يجب أن يحصل العاملون في البيت الأبيض على اللقاح في وقت لاحق من البرنامج، ما لم يكن ذلك ضروريا على وجه التحديد. لقد طلبت إجراء هذا التعديل».وكانت وكالة رويترز نقلت عن مصادر أن ترامب ونائبه مايك بنس وكبار المسؤولين سيحصلون بدءا من أمس على اللقاح، مضيفة أن موظفي البيت الأبيض الأساسيين وبعض مسؤولي أجهزة الدولة سيتم تلقيحهم في الأيام العشرة المقبلة، لضمان عدم تعرض موظفي الحكومة ذوي الأهمية لآثار جانبية محتملة في الوقت نفسه.وبدأت أميركا، البلد الأكثر تضررا من الوباء، بعدد وفيات وصل إلى 297 ألفا و843 وفاة، وأكثر من 16 مليون إصابة، أمس، أوسع عمليات تطعيم في تاريخها، مع وصول الجرعات الأولى للقاح، الذي تنتجه شركتا فايزر الأميركية وبيونتك الألمانية، إلى مختلف الولايات.وحسب الجنرال غاس بيرنا من «عملية وارب سبيد» Operation Warp Speed، التي أطلقتها الحكومة الأميركية لضمان تسليم اللقاح، ثمة 145 موقعا عبر الولايات المتحدة تلقت اللقاحات أمس، و425 أخرى اليوم، و66 غدا. وتشمل مرحلة التلقيح الأولى نحو 3 ملايين شخص، لكن الهدف تلقيح 20 مليونا إجمالا في ديسمبر الجاري. وأكد حاكم كنتاكي اندي بشير أن ولايته الواقعة في شرق الولايات المتحدة أصبحت أول من يبدأ حملة التلقيح.وقال المدير التنفيذي لشركة «فايزر» ألبرت بورلا، أمس، إن الشركة لم توقّع بعد اتفاقا لتزويد الولايات المتحدة بمئة مليون جرعة إضافية من اللقاح في 2021.وأضاف في مقابلة تلفزيونية، إن «فايزر لا تزال تتفاوض مع الولايات المتحدة حول ما إذا كانت ستستطيع توفير هذه الكمية من اللقاح في الربع الثاني أو الثالث من ذلك العام».وفي كندا، كتب رئيس الوزراء جاستن ترودو، على «تويتر»، ان أول لقاح لكوفيد 19 وصل إلى كندا أمس الأول، وبدأ الكنديون تلقي التطعيم أمس. وباتت كندا والولايات المتحدة أول دولتين غربيتين بعد بريطانيا تبدآن التطعيم.وذهبت الجرعات الأولية، البالغ عددها 30 ألفا، إلى 14 موقعا في كندا، وسيكون الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة، ومن بينهم كبار السن في منشآت الرعاية طويلة الأجل، والعاملون في مجال الرعاية الصحية، في مقدمة من يحصلون على اللقاح. وفي أوروبا، أكثر القارات تضررا مع 477 ألفا و631 وفاة، وأكثر من 22 مليون إصابة، من المقرر أن تبدأ فرنسا هذا الأسبوع استراتيجية فحوصات واسعة، تستهدف خصوصا بعض المدن، بدءا بهافر وشارلفيل-ميزيير، أملا في سيطرة أفضل على انتشار الوباء من أجل تخفيف إجراءات الإغلاق، وتعتمد منطقتان أخريان العملية نفسها في يناير، بسبب انتشار الفيروس بسرعة أكبر فيهما، وهما روبيه وسانت إيتيان.وفي ألمانيا، حيث أصبح الوباء «خارجا عن السيطرة»، وفق وزير الاقتصاد بيتر ألتماير، أعلن الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، في خطاب متلفز أمس، أن ألمانيا ستطبق بداية من الغد إغلاقا هو الأكثر صرامة في تاريخ البلاد، مؤكدا خطورة الوضع الوبائي.وقال شتاينماير: «بدءا من الأربعاء، ستكون حياتنا العامة والخاصة مقيدة بشدة أكثر من أي وقت مضى في تاريخ الجمهورية الاتحادية. الوضع مريع. آلاف الوفيات في أسبوع، وتفشي الوباء، الذي بات يهدد بالخروج عن نطاق السيطرة، لا يمكننا تجنب الإجراءات الصارمة»، مبينا أن الاحتفالات بعيد الميلاد والسنة الجديدة 2021 ستكون مختلفة عما كانت تأمله السلطات، فالأسابيع المقبلة «ستكون فترة مرهقة لكثير من الناس».وفي سويسرا، دعا مدير مستشفى زيوريخ غريغور سوند إلى اتخاذ تدابير وطنية أكثر صرامة في مواجهة الانتشار المتسارع للوباء، وطالب بإغلاق البلاد، بعدما أعربت أكبر 5 مستشفيات جامعية في بال وبيرن وزيوريخ ولوزان وجنيف عن «قلقها الكبير» من الوضع الصحي. وقال سوند: «نحتاج إلى إغلاق وطني عام، لا مفر منه».إلى ذلك، وبعد أيام من تسجيلها رسميا للقاح شركة سينوفارم الصينية، باشرت الإمارات، أمس، حملة التلقيح في العاصمة أبوظبي.وفي بانكوك، قال رئيس الوزراء السنغافوري لي هسين لونغ، امس، إن بلاده وافقت على لقاح «فايزر»، ما يمهد الطريق أمام طرحه بالدولة في أواخر هذا العام أو مطلع عام 2021.إلى ذلك، أعلنت حكومة مملكة إسواتيني (سوازيلاند سابقا) وفاة رئيس الوزراء أمبروز دلاميني عن عمر ناهز 52 عاما، عقب دخوله المستشفى في جنوب افريقيا المجاورة، بعد أن ثبتت إصابته بكورونا قبل 4 أسابيع.وفي اليابان دعا رئيس الحكومة إلى إعادة النظر في استراتيجية مكافحة الوباء مع ارتفاع اعداد الإصابات.