يعتمد الفنان د. وليد سراب على دمج العناصر ذات الدلالات الواضحة لخلق أشكال جديدة، من خلال التحولات البصرية لهذه العناصر، من أجل إبراز مضامين تشكيلية جديدة، في اتساق فني جميل، تسوده التدرجات التي تتميز بها الألوان، وتفاوتها فيما بينها لتؤثر على وجدان المتلقي، مبينا أن هناك الكثير من أساليب التعبير في العمل الفني لها اتجاهات ومدارس فنية مختلفة، ويشتمل الشكل الفني على مجموعة من العناصر ترتبط مع بعضها بعلاقات فنية لتعطي قيمة جمالية تجذب المتلقي.

وقال د. سراب إن «الفن التشكيلي في الآونة الأخيرة شهد الكثير من التغيرات الجذرية في المفاهيم والأساليب والاتجاهات، ولكنه وجد نفسه في تقنية يطلق عليها التحول البصري Visual Metamorphosis، وهو مصطلح نستخدمه للإشارة إلى تغيير الشكل في الفن، حيث يسمح للفنان بدمج عنصر معين بعنصر آخر وفق اشتراطات معينة ليولد مضمونا جديدا، وهذا بدوره يسمح بإخفاء معنى وراء آخر، إنها تقنية بصرية مكافئة للرمز والاستعارة في الأدب، ولهذا يقال إن الفنانين هم شعراء بصريون Visual Poetic، وتم استخدام هذا الأسلوب على نطاق واسع».

Ad

أسلوب جديد

وأوضح أن سبب اختياره هذا الأسلوب في أعماله هو أنه دائما يبحث عن المختلف والاستثنائي والجديد، وهذا يظهر في أعماله في بعض الأحيان من خلال الخامات التي يستخدمها، فقد فتح مجالا أكبر له للتعامل مع خامات جديدة لتصنيع اللون والرسم به، مضيفا أن كل عمل فني يحمل رسالة وفكرة تخاطب المتلقي حسب الحركة والتقنية والتكنيك الفني الذي يتبعه الفنان في عمله.

التقاط أفكار

ويرى المتابع لأعمال د. سراب أنه يسعى إلى خلق إحساس معين، من خلال ألوانه التي تأتي معبرة خير تعبير عن حالات إنسانية مختلفة، ومن ثم مزجها في إطار توافقي مع المواضيع التي يعرضها في لوحاته، وهذا الأسلوب يساعد على أن تبدو الأعمال التشكيلية مزدانة بالحيوية، ومتناسقة مع الرؤى الفنية الجديدة.

ومن هذا المنطلق اللوني اتجه الفنان إلى رصد أحاسيس وجدانية في معظم أعماله بأسلوب قريب من المدرسة التأثيرية، أو مزج بينها وبين التعبيرية، من أجل الوصول إلى ملامح جديدة ومبتكرة للمواضيع التشكيلية التي يريد طرحها على المتلقي.

وتجربة الفنان د. سراب جديرة بالتأمل، بفضل ما تتمتع به من تنوع دلالي وأحاسيس مرهفة في لوحاته، متضمنة أفكارا عدة تدور في فلك الطبيعة والحياة والإنسان، لكن بأساليب وتقنيات مختلفة ومتنوعة، منها توظيف تقنية سكب الألوان في أعماله الفنية.