تسبب سيل من التدفقات الأجنبية المستمرة في محافظ الأوراق المالية الصينية، بما فيها الأسهم والسندات في أداء قوي لليوان الصيني بالفترة الأخيرة، وسط مؤشرات على أن موجة الصعود التي تسجلها عملة ثاني أكبر اقتصاد بالعالم لن تعرف لها سقفاً في المستقبل القريب.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن كبير محللي الاقتصاد الصيني لدى Citigroup ليو لي غانغ قوله، إن «سيلا» متوقعا من التدفقات الأجنبية إلى الأصول الصينية المقومة باليوان الصيني قد يدفع العملة الصينية لترتفع بنحو 10 في المئة لمستويات 6 دولارات لليوان الواحد أو أكثر، وهو أقوى مستوى مسجل منذ 1993 قبل إجراء اتخذه «المركزي» الصيني بتوحيد سعر الصرف الرسمي مع سعر السوق، ما تسبب حينئذ في تراجع قيمة العملة.

Ad

ولدى الصين نوعان من الرنمينبي، وحدتهما اليوان، الأول الذي يتم تداوله في بر الصين الرئيسي والذي يتقلب في نطاق ضيق أمام العملات تحدده السلطات النقدية، والرنمينبي الخارجي والذي لا يخضع لسيطرة كبيرة من قبل بنك الشعب الصيني، البنك المركزي، ولكن السلطات تراقب تحركاته عن كثب.

وتشهد الأصول الصينية ارتفاعا في الطلب على نحو متزايد، مع تعافي الاقتصاد من تبعات الجائحة والعوائد الجاذبة التي تقدمها الأدوات الاستثمارية الصينية للمستثمرين الباحثين عن تحقيق عوائد جيدة في بيئة تكاد تكون صفرية، وسط إجراءات التيسير التي تتخذها البنوك المركزية حول العالم لتخفيف تبعات الجائحة.

ورفعت الصناديق الاستثمارية الأجنبية حيازتها من السندات والأسهم الصينية خلال العام الجاري بنحو 30 في المئة عند مستوى قياسي جديد، مدعومة بانضمام الصين في عدد من المؤشرات، بالإضافة إلى عائد العلاوة على أسعار الفائدة والذي يتفوق على عديد الأسواق الأخرى.

ويشير تقرير سابق لصحيفة «فايننشال تايمز» إلى ارتفاع حجم تدفقات الأجانب في الأسهم الصينية منذ مطلع العام الحالي إلى نحو 90 مليار رنمينبي أو ما يوازي 13.4 مليار دولار، ليرتفع إجمالي حيازات الأجانب من الأسهم المدرجة في سوق المال الصيني إلى أكثر من تريليون رنمينبي.

وارتفعت العملة الصينية بنحو 10 في المئة أمام الدولار منذ مستويات مايو الماضي، لتصبح ثاني أفضل العملات أداء في آسيا بعد الوون الكوري الجنوبي.