عُمان تدعو لحوار إقليمي وأنقرة تعتقل عملاء لطهران

• روحاني: بايدن يعلم أننا لن نفاوض على «البالستي»
• «الإدارتان» في واشنطن تدينان إعدام زم

نشر في 15-12-2020
آخر تحديث 15-12-2020 | 00:04
لافروف وبن زايد خلال مؤتمر في موسكو أمس     (إي بي أيه)
لافروف وبن زايد خلال مؤتمر في موسكو أمس (إي بي أيه)
أعربت سلطنة عمان عن أملها في توفير أرضية للتفاهم بين دول المنطقة في "السياق الدولي الجديد"، خلال استقبالها نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ووسط توقعات بأن تدخل إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن في حوار مع طهران، لإحياء الاتفاق النووي، جددت موسكو عرضها للتوسط من أجل حوار خليجي بشأن ملف إيران النووي.
في ظل توجه إدارة الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن نحو الدخول في مسار لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، دعت سلطنة عمان طهران إلى تفاهم إقليمي "على ضوء الظروف الدولية الجديدة".

وفي موقف لافت، أعرب وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، خلال استقباله نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في مسقط أمس، عن أمله في "توفر أرضيات أكثر للتفاهم بين دول المنطقة"، وقال إن "الحوار حول القضايا الإقليمية له أهمية قصوى".

وأشار البوسعيدي، خلال اللقاء الذي جاء في مستهل انطلاق أعمال اللجنة المشتركة بين عمان وإيران، إلى فرص تعزيز العلاقات الثنائية، داعياً إلى "تعزيزها في المجال الاقتصادي والتجاري أكثر من ذي قبل".

من جهته، أكد عراقجي أن "سلطنة عمان تكتسب موقعاً مهماً في السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية"، مقدراً "الدور والتوجه المتوازنين للسلطنة في التطورات الإقليمية والدولية".

ويلمح موقف البوسعيدي إلى دعم بلاده لضرورة إشراك دول المنطقة في الحوار المرتقب بين طهران والإدارة الأميركية الجديدة، وسط دعوات أوروبية وإقليمية لضرورة توسيع الاتفاق النووي ليشمل أنشطة طهران في المنطقة وتسلحها الصاروخي.

وتلعب مسقط منذ 40 عاماً دور الوساطة بين طهران وواشنطن.

وكانت إيران قد أعلنت في وقت سابق معارضتها لمشاركة دول المنطقة في أي مفاوضات مقبلة بشأن الاتفاق النووي في حال أعلن بايدن العودة للاتفاق بعد تسلمه منصبه في 20 يناير المقبل.

وكان الرئيس الأميركي المنتخب قد أكد بعد فوزه أنه يرغب في توسيع المباحثات لتشمل دولا لم توقع اتفاق 2015، الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا وإيران، بما في ذلك الدول المجاورة لطهران كالسعودية والإمارات.

في غضون ذلك، جددت روسيا عرضها التوسط بين دول المنطقة. وأكد وزير الخارجية الروسي أثناء مؤتمر مشترك مع نظيره الإماراتي عبدالله بن زايد، في موسكو، أمس، أن موسكو مستعدة لـ"تهيئة الظروف للحوار في منطقة الخليج بشأن ملف إيران النووي".

من جهته، شدد بن زايد على ضرورة "ألا تكون منطقتنا مزدحمة بأسلحة الدمار الشامل". وقال إن الإمارات "تعارض العودة للهيمنة وطرح أفكار استعمارية في المنطقة".

وأضاف بن زايد: "علاقتنا مع روسيا ستحقق خطوات كبيرة إلى الأمام خلال الأعوام المقبلة". وتابع: "لدينا علاقات إستراتيجية شاملة مع موسكو، وسنعمل معها لجعل منطقتنا مزدهرة وعصرية".

من جانب آخر، ورداً على سؤال بشأن تقدم جهود المصالحة بالأزمة الخليجية، قال بن زايد: "نرحب بجهود الكويت لرأب الصدع، ولا شك أن إعادة التضامن العربي مهم في هذه الظروف".

وفي ظل تباين بين أجنحة النظام الإيراني بشأن المسار الذي يجب أن تتبعه طهران مع بايدن، شدد الرئيس حسن روحاني على أن برنامج بلاده للتسلح البالستي "غير قابل للتفاوض. بايدن يعي ذلك جيداً".

وأكد روحاني أن الحكومة الإيرانية عملت بكل قواها لحفظ الاتفاق النووي، والحيلولة دون تقويضه من قبل الرئيس الأميركي المنتهي ولايته دونالد ترامب بعد انسحابه منه، مؤكداً في نفس الوقت أن إيران ستقف أمام كل الضغوط، وستعود إلى التزاماتها إذا عاد الطرف الآخر لتعهداته.

ورأى الرئيس الإيراني أن "حرب ترامب الاقتصادية فشلت، والعالم بأسره يعترف بذلك، والنقطة الأخرى هي أن العالم كله يضغط على واشنطن حتى تعود إلى الاتفاق النووي".

وفي ملف منفصل، دافع روحاني عن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عقب الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين البلدين، بسبب أبيات شعر تلاها الأخير في أذربيجان، وقال روحاني إن إردوغان لم يقصد أن يسيء لسيادة إيران أو وحدة أراضيها، و"توضيحات أنقرة كانت كافية والمسألة انتهت".

غضب أوروبي

إلى ذلك، تواصلت تداعيات إعدام إيران للصحافي المعارض روح الله زم، بعد استدراجه بطريقة غامضة من باريس إلى العراق واعتقاله. وتم الإعلان أمس عن إلغاء منتدى اقتصادي كان مقرراً عقده بين الاتحاد الأوروبي وإيران، وذلك بعد أسابيع من الإعداد له.

وربط البعض بين الإلغاء وبين إدانة الاتحاد الأوروبي لإعدام زم السبت الماضي، واستدعاء طهران لسفيري ألمانيا وفرنسا احتجاجا على التدخل في "الشؤون الداخلية".

ويحظى المنتدى الاقتصادي بأهمية بالغة لإيران. وكان من المتوقع أن يشارك فيه وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، ومسؤول الاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية جوزيب بوريل، وأكثر من ثلاثة آلاف رجل أعمال من إيران وخارجها.

في موازاة ذلك، أدان جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي المنتخب، إعدام زم مدير قناة "آمد نيوز" على "تلغرام" بتهمة تأجيج الاضطرابات المناهضة للحكومة عام 2017.

وقال سوليفان، عبر "تويتر" أمس: "يعد إعدام إيران الصحافي زام، انتهاكاً مروعاً آخر لحقوق الإنسان من قبل النظام. سننضم إلى شركائنا في المناداة والوقوف في وجه انتهاكات إيران".

ولاحقاً، دان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ما وصفه بـ "الإعدام الهمجي" للمعارض الإيراني زم.

عملاء

في السياق، وفي ظل توتر يبدو انه انحسر دون أن يختفي بالكامل بين طهران وأنقرة، على خلفية خطاب للرئيس التركي رجب طيب اردوغان، اعتبرت طهران انه يشجع الانفصاليين الأذريين الإيرانيين، كشفت قناة "تي آر تي" التركية الرسمية، أن المخابرات التركية اعتقلت 11 شخصاً مرتبطاً بالمخابرات الإيرانية على خلفية اختطاف المعارض الإيراني حبيب فرج الله كعب، المعروف بـ"حبيب أسيود"، الرئيس السابق لحركة "النضال العربي لتحرير الأحواز" في اسطنبول.

انفجار ضخم

على صعيد منفصل، قتل شخصان واصيب العشرات في انفجار، عقبه حريق في مصنع للحديد بمدينة سلفجكان الصناعية بمدينة قم جنوب العاصمة الإيرانية طهران أمس.

من جهة أخرى، أفاد رئيس لجنة الميزانية والرقابة المالية في مجلس بلدية طهران، مجيد فراهاني، بزيادة السرقة والاضرار الاجتماعية، قائلاً إن "7 شرائح من أصل 10 في المجتمع تحت خط الفقر".

وأكد فراهاني أن بلاده، التي تخضع لعقوبات اقتصادية غير مسبوقة من إدارة الرئيس الأميركي المنتهية ولايته دونالد ترامب، لم تشهد مثل هذا الوضع من قبل.

7 من أصل 10 شرائح في إيران تحت خط الفقر بلدية طهران
back to top